كسر تنظيم داعش حالة الجمود بالمشهد الميداني في جنوب العاصمة السورية، حيث شن هجوماً، هو الأول له منذ أشهر، استطاع خلاله تحقيق تقدم في منطقة حي التضامن جنوب العاصمة، فيما حاول البحث عن ملاذ آمن له في البادية السورية الجنوبية الشرقية، عبر إعادة انتشار واستحداث خطة تموضع جديدة في محيط التنف، قبل أن تهاجمه قوات سورية مدعومة من واشنطن في المنطقة، بغطاء جوي من طائرات التحالف.
وأكد قائد «جيش مغاوير الثورة» العقيد مهند الطلاع، أن المئات من عناصر «داعش» رصدوا في منطقة البادية داخل خط الأمان في محيط القاعدة العسكرية (الذي يبلغ قطر شعاعه 55 كيلومتراً) يحاولون التمركز، وقد نصبوا مخيمات لهم في المنطقة الصحراوية الشاسعة، «قبل أن نشن هجمات باتجاههم ونقيم كمائن مكنتنا من طردهم من المنطقة».
وقال الطلاع لـ«الشرق الأوسط»: «ضربنا أرتالهم، ما أسفر عن مقتل 13 شخصاً منهم على الأقل، وأسر 20 آخرين، فيما فر الباقون في الصحراء حيث نلاحقهم». وأشار إلى أن هؤلاء «فروا من مواقع القتال في وادي الفرات بالمنطقة الشرقية حول البوكمال»، حيث يخوض النظام السوري و«قوات سوريا الديمقراطية» معارك ضدهم، و«هم بمعظمهم من المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم».
ولا يرى الطلاع أن ما حصل خرق للمنطقة المحمية من قبل قوات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، قائلا إن «السؤال يتمحور اليوم حول كيفية وصولهم إلى المنطقة»، علما بأن النظام وحلفاءه «يسيطرون على مساحات واسعة تصل إلى الحدود مع العراق»، مرجحاً أن يكون النظام «فتح ثغرات صغيرة مكنت عناصر التنظيم من الوصول باتجاه مناطق سيطرتنا».
وقال الطلاع إن «استعداداتنا وجاهزيتنا عالية لمواجهة أي خرق»، مشدداً: «إننا سنمنع إعادة توطينهم أو تموضعهم في منطقتنا، كما في المناطق المحيطة في البادية السورية». ولفت إلى أن التنظيم «انتقل بتكتيك قتاله من الجبهة العريضة إلى العمل بمجموعات صغيرة تسعى لخطف جنود النظام أو عناصر من المقاتلين المناوئين لها، وتتغلغل في المنطقة»، بينما «النظام غير قادر على ضبط هذه المنطقة».
وكان مدير المكتب الإعلامي لفصيل «جيش مغاوير الثورة» في البادية السورية الدكتور محمد مصطفى الجراح كشف في تصريحات إعلامية، عن صد طائرات التحالف ومقاتلي فصائل البادية، «خصوصا (جيش مغاوير الثورة)، هجوما من قبل عشرات العناصر من تنظيم داعش الإرهابي على منطقة (الـ55) في محيط معبر التنف بين سوريا والعراق، في مثلث الحدود الأردنية - السورية - العراقية».
وأوضح أن «طائرات التحالف شاركت مقاتلي البادية في قصفت المجموعة الإرهابية التي تسللت من منطقة البوكمال ودير الزور وكانت مسلحة بأسلحة رشاشة وبنادق».
وتضم المنطقة قاعدة عسكرية للتحالف، إضافة إلى مقاتلي فصائل البادية الخمسة وهي: «مغاوير الثورة» و«أسود الشرقية» و«قوات الشهيد أحمد العبدو» و«لواء شهداء القريتين» و«جيش أحرار العشائر».
في غضون ذلك، اندلعت اشتباكات مفاجئة في القسم الجنوبي من العاصمة دمشق بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، وعناصر تنظيم داعش وفصائل إسلامية من جانب آخر، على محاور في حي التضامن.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن عناصر التنظيم ومقاتلين آخرين، هاجموا مواقع قوات النظام في الحي، بحيث تمكنت من التقدم والسيطرة على نحو 12 مبنى كان يسيطر عليه المسلحون الموالون للنظام، وسط استهدافات متبادلة خلفت خسائر بشرية مؤكدة في صفوف الطرفين.
وتعد هذه الاشتباكات الأعنف في حي التضامن وجنوب العاصمة، بين قوات النظام وتنظيم داعش منذ أشهر. وعلى الأثر، بدأت قوات النظام هجوماً معاكساً في محاولة لتحقيق تقدم في المنطقة، وتمكنت من استعادة السيطرة على عدد من المواقع والمباني التي خسرتها، بالقرب من منطقة فرن أبو ترابي في حي التضامن.
ويسيطر التنظيم على أحياء صغيرة في جنوب العاصمة؛ بينها أطراف حي «الحجر الأسود» ومخيم اليرموك، لكن المنطقة لم تشهد اشتباكات منذ نحو عام.
«داعش» يعيد انتشاره في البادية... ويهاجم النظام جنوب دمشق
فصائل مدعومة أميركياً تهاجم معسكراً استحدثه التنظيم قرب التنف
«داعش» يعيد انتشاره في البادية... ويهاجم النظام جنوب دمشق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة