تونس: اتساع قياسي مثير للقلق في عجز الميزان التجاري

مرشح لبلوغ 6 مليارات دولار بنهاية العام

TT

تونس: اتساع قياسي مثير للقلق في عجز الميزان التجاري

سجل عجز الميزان التجاري التونسي رقما قياسيا جديدا بتجاوزه عتبة 14 مليار دينار تونسي (أكثر من 5 مليارات دولار) مع نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ولم تنجح سياسات الحكومة التونسية، خصوصا على مستوى ضبط إجراءات الحد من استيراد نحو 220 مادة من الخارج، أو تعليق التعامل مع الجانب التركي باتفاقية التبادل الحر لمدة 5 سنوات، في العمل على انفراج الوضع التجاري وكبح الصعود الصاروخي للعجز التجاري من شهر إلى آخر.
وتوقع خبراء تونسيون في مجالي المالية والاقتصاد أن يبلغ العجز التجاري أرقاما غير مسبوقة، وذلك بالوصول إلى عجز بنحو 15 مليار دينار (نحو 6 مليارات دولار) مع نهاية السنة الحالية.
وحسب المعهد التونسي للإحصاء (معهد حكومي)، فقد قدر العجز التجاري خلال نهاية نوفمبر الماضي بنحو 14.3 مليار دينار (نحو 5.798 مليار دولار)، وكان خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) في حدود 13.2 مليار دينار (5.2 مليار دولار)، وهو ما طرح أكثر من تساؤل حول الطريقة المثلى للسيطرة على الانفلات الكبير الذي عرفته تغطية الصادرات للواردات التونسية.
وفسر المعهد التونسي للإحصاء هذا الارتفاع على مستوى الميزان التجاري العام، بارتفاع الواردات بنسبة 19.2 في المائة، وزيادة الصادرات بنسبة أقل قدرت بنحو 17.3 في المائة. وأدى هذا الفارق بين الصادرات والواردات إلى انخفاض نسبة التغطية من 69.4 في المائة إلى 68.3 في المائة.
ويمثل العجز المتنامي إحدى المشكلات الرئيسية التي تواجه حكومة رئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد، حيث اقتصرت معدلاته على 10.7 مليار دينار تونسي في الفترة نفسها من العام قبل الماضي، و12.6 مليار دينار في 2016.
وكشفت الحكومة التونسية، خلال الشهر الماضي، عن مبادرة حكومية هدفها دفع الاقتصاد للانطلاق وتحقيق «الإقلاع الاقتصادي» الذي وعدت به التونسيين، وتعتمد هذه المبادرة على عدة محاور؛ من بينها تطبيق برنامج استثنائي لدعم الصادرات، بجانب تحسين تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتيسير العقبات التي تقف في طريق الاستثمار العام والخاص.
وبشأن هذا العجز التجاري المتنامي، قال سعد بومخلة، الخبير الاقتصادي والمالي التونسي، إنه بات يهدد الاتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي كان من بين أهم شروطه على الحكومة التونسية، التخفيض في العجز التجاري لمواصلة الحصول على الدعم المالي. وأضاف أن الحكومة مدعوة لاتخاذ إجراءات أكثر حزما وتلاؤما مع الظرف الاقتصادي الحالي، من بينها التحفيز الكامل للصادرات، والحد الكبير من الواردات، «إلا أن النتائج الإيجابية لمثل تلك الإجراءات قد تتطلب بعض الوقت، وهو عامل ليس في صالح الحكومة التونسية» على حد تعبيره.
وخلال الشهر الماضي، أصدر البنك المركزي التونسي قائمة شملت 220 منتجا لا يحظى بالأولوية، وقال الشاذلي العياري، محافظ البنك، إنه سيتم الحد من استيرادها من خلال عدم منح قروض لمصلحة الموردين، مما يضطرهم إلى توفير ضمان من أموالهم الذاتية لتغطية قيمة تلك الواردات.
وتضمنت قائمة المنتجات مواد التجميل والمواد الكهرومنزلية وبعض الخضراوات والغلال والفواكه الجافة والأدوات المدرسية والملابس الجاهزة، إلا أن تأثير تلك الخطوة ظل ضعيفا على نتائج العمليات التجارية التونسية مع الخارج.



صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.