أظهرت بيانات إحصائية ارتفاع المبيعات المؤجلة للمساكن في الولايات المتحدة خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بفضل الانتعاش في الولايات الجنوبية بعد اضطراب السوق في الشهر السابق نتيجة الأعاصير.
وذكر الاتحاد الوطني للمطورين العقاريين أن مؤشر المبيعات المؤجلة للمساكن ارتفع خلال الشهر الماضي بنسبة 3.5 في المائة إلى 109.3 نقطة، بعد تراجعه في الشهر السابق عليه بنسبة 0.4 في المائة إلى 105.6 نقطة، وفقاً للبيانات المعدلة، في حين كان المحللون يتوقعون ارتفاع المؤشر خلال الشهر الماضي بنسبة 1 في المائة فقط.
والمقصود بالمبيعات المؤجلة، هي المبيعات التي يتم فيها توقيع عقد ابتدائي بين الطرفين دون إتمام الصفقة، والتي تتم عادة خلال فترة من 4 إلى 6 أسابيع من توقيع العقد.
ومع الزيادة التي فاقت التوقعات في المبيعات خلال الشهر الماضي، ارتفع مؤشر المبيعات المؤجلة إلى أعلى مستوى له منذ يونيو (حزيران) الماضي، لكنه ما زال أقل بنسبة 0.6 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.
وقال لورانس يون، كبير المحللين الاقتصاديين في الاتحاد الوطني للمطورين العقاريين، إن «الزيادة الملموسة في العقود التي تم توقيعها الشهر الماضي، ما زالت غير كافية للحيلولة دون حدوث تراجع لنشاط القطاع على أساس سنوي للمرة السادسة في غضون 7 أشهر».
وأضاف أن «التأثير المباشر لإعصار إرما على ولاية فلوريدا أثر على النشاط في الجنوب، لكن، كما حدث من تعافٍ في هيوستن بعد الإعصار هارفي، فإن النمو القوي للوظائف والسكان في فلوريدا سيعيد وتيرة البيع إلى مستواها القوي قبل العاصفة، مشترو المساكن كانت أمامهم فرصة أفضل لإيجاد مسكن للشراء خلال أكتوبر الماضي، لكن ضعف المعروض والارتفاع السريع المستمر في الأسعار، كانا عامل إحباط ومانعاً لكثير من المشترين المحتملين عن الدخول إلى السوق».
وأظهر التقرير ارتفاعاً للمبيعات المؤجلة بنسبة 7.4 في المائة في الجنوب خلال أكتوبر الماضي، بعد تراجعها بنسبة 3 في المائة خلال سبتمبر (أيلول) الماضي.
في المقابل، ارتفعت المبيعات في الغرب الأوسط بنسبة 2.8 في المائة وتراجعت في الغرب بنسبة 0.7 في المائة، وارتفعت في الشمال الشرقي بنسبة 0.5 في المائة. ويتوقع يون وصول مبيعات المساكن القائمة إلى نحو 5.52 مليون وحدة سنوياً خلال العام الحالي، بزيادة نسبتها 1.3 في المائة عن العام الماضي. وارتفع متوسط أسعار المساكن القائمة بنسبة 6 في المائة. وكان تقرير منفصل للاتحاد الوطني للمطورين العقاريين قد صدر أخيراً، وأظهر تعافياً غير متوقع لمبيعات المساكن الجديدة خلال أكتوبر الماضي، وأظهر التقرير ارتفاع مبيعات المساكن الجديدة خلال الشهر الماضي بنسبة 6.2 في المائة إلى ما يعادل 625 ألف مسكن، مقابل 667 ألف مسكن في الشهر السابق عليه، وفقاً للبيانات المعدلة.
في حين أصدرت وزارة التجارة الأميركية تقريراً أظهر ارتفاعاً حاداً وغير متوقع لمبيعات المساكن الجديدة في الولايات المتحدة خلال سبتمبر الماضي.
وذكرت الوزارة أن مبيعات المساكن الجديدة ارتفعت خلال الشهر الماضي بنسبة 18.9 في المائة، بما يعادل 667 ألف مسكن سنوياً، مقابل 561 ألف مسكن سنوياً، وفقاً للبيانات المعدلة في أغسطس (آب) الماضي.
وأدت هذه الزيادة المتوقعة في مبيعات المساكن الجديدة إلى وصولها لأعلى معدل لها منذ أن سجلت 727 ألف مسكن خلال أكتوبر من عام 2007.
من جهة أخرى، أظهر تقرير اقتصادي صدر أخيراً ارتفاع الإنفاق الأميركي على قطاع التشييد خلال أكتوبر الماضي بأكثر من التوقعات، وذكرت وزارة التجارة الأميركية أن الإنفاق على قطاع التشييد ارتفع بنسبة 1.4 في المائة خلال أكتوبر الماضي إلى ما يعادل 1.242 تريليون دولار سنوياً، بعد ارتفاع بنسبة 0.3 في المائة إلى ما يعادل 1.225 تريليون دولار سنوياً في الشهر السابق. ووفقاً للبيانات المعدلة، كان المحللون يتوقعون ارتفاع الإنفاق بنسبة 0.5 في المائة فقط.
وجاءت الزيادة التي فاقت التوقعات في الإنفاق، نتيجة أساسية إلى الزيادة في الإنفاق على المشروعات العامة التي ارتفعت نسبة 3.9 في المائة إلى ما يعادل 291.6 مليار دولار خلال أكتوبر الماضي، مقابل 280.7 مليار دولار خلال سبتمبر الماضي.
وارتفع الإنفاق على مشروعات التعليم بنسبة 10.9 في المائة إلى ما يعادل 79 مليار دولار سنوياً، في حين زاد الإنفاق على مشروعات الطرق السريعة بنسبة 1.1 في المائة إلى ما يعادل 86.8 مليار دولار سنوياً.
وقال ميشال بيرس المحلل الاقتصادي في مؤسسة «كابيتال إيكونوميكس»، إن الزيادة الكبيرة في الإنفاق على مشروعات التشييد العامة، تشير إلى أن الإنفاق الحكومي سيتحول كونه قوة جر بسيطة للنمو الاقتصادي إلى قوة دفع صغيرة لتعزيز النمو خلال الربع الأخير من العام الماضي.
وذكر تقرير وزارة التجارة أن الإنفاق على مشروعات التشييد الخاصة ارتفع بنسبة 6.0 في المائة إلى ما يعادل 9.979 مليار دولار سنوياً خلال أكتوبر الماضي، مقابل 8.943 مليار دولار سنويا خلال سبتمبر الماضي.
وفي حين زاد الإنفاق على مشروعات التشييد السكنية بنسبة 4.0 في المائة إلى 7.517 مليار دولار سنوياً، خلال أكتوبر الماضي، زاد الإنفاق على المشروعات غير السكنية بنسبة 9.0 في المائة إلى ما يعادل 2.432 مليار دولار.
وأشارت الوزارة إلى أن إجمالي الإنفاق على قطاع التشييد ارتفع خلال أكتوبر الماضي بنسبة 9.2 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من العام.
وقفزت عقود شراء المساكن القائمة في الولايات المتحدة 3.5 في المائة في أكتوبر مع تعافي السوق من تأثيرات مرتبطة بأعاصير في جنوب البلاد، لكن النشاط ظل منخفضاً عن مستوياته قبل عام.
وقالت الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين اليوم (الأربعاء)، إن مؤشرها لمبيعات المساكن القائمة ارتفع إلى قراءة بلغت 109.3. وجرى تعديل قراءة المؤشر لشهر سبتمبر بالخفض إلى 105.6.
وكان محللون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا أن ترتفع مبيعات المساكن القائمة 1.0 في المائة الشهر الماضي.
وعلى أساس سنوي ظلت مبيعات المساكن القائمة منخفضة 0.6 في المائة. وارتفعت عقود شراء المساكن القائمة في الولايات الجنوبية 7.4 في المائة مع تعافيها من تأثيرات الإعصارين «هارفي» و«إرما» اللذين وقعا في أغسطس وسبتمبر. وزادت المبيعات أيضاً في الولايات الشمالية الغربية والأوسط، بينما تراجعت 0.7 في المائة في الولايات في غرب البلاد. وقالت الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين إن عدد المساكن المعروضة للبيع في أكتوبر كان الأدنى لهذا الشهر منذ عام 1999.
ارتفاع المبيعات المؤجلة للمساكن في الولايات المتحدة
النمو القوي للوظائف والسكان في فلوريدا يعيد وتيرة البيع إلى مستواها القوي
ارتفاع المبيعات المؤجلة للمساكن في الولايات المتحدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة