انطلقت محاكمة «الداعشي» الأوزبكي عبد القادر مشاريبوف المكنى بـ«أبو محمد الخراساني»، الذي ارتكب مجزرة في نادي رينا الليلي في منطقة أورتاكوي الساحلية في إسطنبول ليلة رأس السنة العام الحالي، ما أدى إلى مقتل 39 شخصاً وإصابة 69 آخرين غالبيتهم من الأجانب. وعقدت المحكمة الجنائية العليا في إسطنبول جلستها الأولى أمس (الاثنين)، في قاعة بالقرب من سجن سليفري شديد الحراسة في غرب إسطنبول الذي يحتجز فيه مشاريبوف وباقي المتهمين، وعددهم 65 متهماً من جنسيات مختلفة، وذلك بعد قرابة العام على مجزرة ليلة رأس السنة في نادي رينا الليلي. وطالب المحامي الذي عين للدفاع عن مشاريبوف بتمكين موكله من استخدام «حق الصمت» بناء على طلبه، وذلك بعد أن بدأ مشاريبوف الجلسة بتلاسن مع القاضي، حيث قال إن «هذا ليس هو المكان الذي يجب أن أكون فيه». وكان ألقي القبض على مشاريبوف، في السادس عشر من يناير (كانون الثاني) الماضي بعد أسبوعين من الهجوم الذي بذلت فيه أجهزة الأمن التركية جهوداً مكثفة في ملاحقته. ويواجه مشاريبوف مع 56 شريكاً له في الهجوم الإرهابي من تركيا وأوروبا ودول عربية وبلدان في آسيا الوسطى، عقوبات بأحكام متعددة بالسجن مدى الحياة بسبب مذبحة ليلة رأس السنة. واتهم تنظيم داعش الإرهابي، أو أعلن مسؤوليته، عن تنفيذ كثير من الهجمات في تركيا بين عامي 2015 و2016، وكان إطلاق النار في نادي رينا الليلي هو آخر هجوم كبير يشنه التنظيم في مدينة تركية، ومنذ ذلك الهجوم تشن السلطات التركية حملات مكثفة على خلايا التنظيم الإرهابي، أسفرت عن القبض على أكثر من 4 آلاف من عناصره غالبيتهم من الأجانب.
ومثل مشاريبوف و51 متهماً آخرون محتجزون أمام المحكمة، ويواجه مشاريبوف 40 حكماً منفصلاً بالسجن مدى الحياة من دون إمكانية إطلاق سراحه بشروط، وأحكاماً بالسجن لعشرات السنوات لإصابته العشرات بجروح أثناء تنفيذ جريمته.
وكان مشاريبوف، الذي تدرب في معسكرات «داعش» في الرقة بعد أن جاء من باكستان ومنها إلى العراق ثم سوريا ثم إيران، حيث دخل تركيا بطريقة غير شرعية قبل تنفيذ هجومه، اعترف بانتمائه لـ«داعش»، وأنه يحمل شهادة جامعية وكان يعمل مدرساً، نافياً مشاركته في أي عملية للتنظيم الإرهابي قبل تنفيذه مجزرة ليلة رأس السنة في تركيا.
وأكد خلال إدلائه بشهادته للمرة الأولى أمام النيابة العامة بعد استجوابه مطولاً على يد الشرطة التركية أنه ليس «عدواً لتركيا»، وأنه تصرف «انتقاماً» لتحرك تركيا ضد التنظيم في العراق وسوريا.
وقال مشاريبوف إنه حاول قتل نفسه عندما اقتحم نادي رينا وأطلق النار على روّاده بشكل عشوائي، وادعى أنه زود بقنابل يدوية، إلا أنه اكتشف أنها صوتية عندما أطلق واحدة بالقرب من وجهه محاولاً الانتحار، بعدما ابتعد عن رواد النادي وفقاً للمخطط، وأنه أراد قتل نفسه كي لا يقع في يد الشرطة، وأنه سيقبل الحكم عليه بالإعدام «بكل سرور».
وأسقطت تركيا عقوبة الإعدام في إطار مفاوضاتها للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي. وكان مشاريبوف، الذي عثر عليه مختبئاً في منطقة إسنيورت في إسطنبول في 16 يناير الماضي أخبر الشرطة بأنه أراد تنفيذ الهجوم في ميدان تقسيم قبل أن يعدل عن الفكرة بسبب الإجراءات الأمنية المشددة في الميدان ليلة رأس السنة، وصور فيديو قبل الهجوم أعرب فيه عن نيته شن هجوم انتحاري وطلب من عائلته تدريب ابنه ليصبح انتحارياً في المستقبل. ووجدت زارينا نور اللهييف، زوجة مشاريبوف، في الجلسة بين المتهمين حيث تعد من بين المتشبه بهم بهجوم «رينا»، وتواجه أحكاماً مشابهة بالسجن مدى الحياة لتسهيلها جريمته.
بدء محاكمة {الداعشي} الأوزبكي المتّهم بتنفيذ اعتداء رأس السنة في إسطنبول
مشاريبوف تشاجر مع هيئة المحكمة في بداية الجلسة ... ويواجه حكماً بالسجن مدى الحياة
بدء محاكمة {الداعشي} الأوزبكي المتّهم بتنفيذ اعتداء رأس السنة في إسطنبول
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة