كشفت بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا النقاب أمس عن اتصالات سرية مع القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، لكنها لم تذكر موعدها ولا مكانها، مشيرة إلى أنها «اجتمعت مع المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة في ختام أسبوع آخر من التواصل تجريه البعثة في تونس وطرابلس وبنغازي - لتبادل واسع النطاق لوجهات النظر مع رئيس الجيش الوطني الليبي حفتر».
ودعت البعثة في بيان مقتضب نشرته عبر صحفتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، جميع الأطراف الليبية للاجتماع والعمل لدعم حل توافقي من أجل الشعب الليبي.
وزار أمس غسان سلامة رئيس بعثة الأمم المتحدة مدينة غريان الليبية، فيما قال عضو مجلس النواب صلاح زوبيك في تصريحات له، إن الزيارة تستهدف الاستماع لوجهات نظر لممثلي المدينة، حول خطة عمل الأمم المتحدة والخطوات المقبلة.
من جهته، كشف فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني النقاب عن أنه خلال محادثات استمرت لأكثر من ساعة أجراها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة أول من أمس، اتفق الجانبان المصري والليبي على استمرار المسار السياسي في ليبيا وفقاً للاتفاق السياسي واجتياز المرحلة الانتقالية إلى حالة الاستقرار، مؤكداً أن العملية السياسية متواصلة حتى الانتخابات العام القادم، ولا يمكن السماح بفراغ سياسي في البلد.
وأوضح في بيان أصدره مكتبه أنهما اتفقا أيضا على الاستفادة من الخبرة المصرية لإنجاح العملية الانتخابية في ليبيا وتقديم الدعم للمفوضية الليبية العليا للانتخابات من خلال نظيرتها المصرية.
ولفت إلى المحادثات بشأن التعاون الأمني الشامل بحيث يجتمع مسؤولو وزارة الداخلية في البلدين وبالمثل تعقد اجتماعات مكثفة بين الأجهزة الأمنية الأخرى على اختلافها، كما أعلن عن اتفاق الطرفين على زيارة وفد فني مصري إلى مطار طرابلس والمطارات الليبية الأخرى للاطلاع على الإجراءات الأمنية المتبعة بهدف استئناف رحلات الطيران المباشر من ليبيا إلى القاهرة.
وفيما يتعلق بأوضاع الجالية الليبية في مصر، قال السراج إن الجانب المصري تجاوب مع طلبه لحل مشاكل الليبيين المقيمين، بشأن تسهيل إجراءات الإقامة ومراجعة الإجراءات التي تسبب لهم مصاعب أو عراقيل، وتشمل المراجعة موضوع التأشيرة والإقامة للمواطنين الليبيين.
كما تحدث عن اتفاق لإنشاء لجنة ليبية مصرية مشتركة عليا تمثل فيها كافة القطاعات الاقتصادية والخدمية والأمنية والسياسية على أن تعقد اجتماعها الأول في القاهرة الشهر المقبل، بهدف ترجمة ما تم الاتفاق عليه إلى مشاريع واستثمارات تخدم الشعبين الشقيقين في إطار ما وصفه بالتعاون الشامل المرتقب.
وأشاد السراج بما سماه دور مصر المحوري في إنجاح لقاءات توحيد المؤسسة العسكرية الليبية التي استضافتها القاهرة، مؤكداً أهمية هذه الجهود في إنهاء الانقسام الأمني والعسكري.
إلى ذلك، لقي أربعة جنود حتفهم بينما أصيب عشرة بجروح بين صفوف قوات الجيش الوطني الليبي في بنغازي، منذ مطلع هذا الشهر، بعد خمسة شهور من إعلان قائد الجيش المشير حفتر انتصار قواته في حملة للسيطرة على المدينة الواقعة في شرق البلاد.
وقال مصدر عسكري إن قناصة قتلوا ثلاثة من جنود الجيش بينما لقي الرابع مصرعه في انفجار لغم أرضي حيث تواجه القوات مقاومة من مجموعة مقاتلين في حي خريبيش في بنغازي، علما بأن المنطقة تشهد اشتباكات يومية وضربات جوية من حين لآخر.
من جهة أخرى، وفي محاولة لضبط الحدود المشتركة مع دول الجوار الجغرافي، دشن الجيش الليبي أمس دوريات عسكرية على الحدود الجنوبية الشرقية المتاخمة لدولتي تشاد والسودان لقطع الطريق أمام مهربي البشر والوقود الليبي.
ونقلت وكالة شينخوا الصينية عن سعيد ونيس الضابط بالجيش أن «دوريات عسكرية تابعة لكتيبة سبل السلام المكلفة من قبل قيادة العامة للجيش الليبي والمتمركزة في مدينة الكفرة جنوب شرقي طرابلس انطلقت لتأمين الحدود»، لافتا إلى أن عمليات التهريب التي تجري هناك تستنزف الثروات الليبية.
وكانت كتيبة سبل السلام أعلنت في بيان لها أول من أمس أنها «لن تتهاون مع المهربين»، مشيرة إلى أنها صادرت مؤخرا صهاريج وقود محملة بوقود البنزين على مشارف منطقة ربيانه على بعد 400 كيلومتر غرب مدينة الكفرة، كانت في طريقها إلى منطقة كلنجة التشادية.
وتنشط على الحدود الجنوبية الشرقية لليبيا وهي منطقة صحراوية عصابات تهريب الوقود الليبي المدعوم لبيعه في الدول الأفريقية، كما ينتشر مهربو البشر من الأفارقة الذين يدخلون المهاجرين غير الشرعيين إلى الأراضي الليبية عبر الصحراء.
من جهة أخرى، أعلنت مصادر محلية اختطاف عناصر من تنظيم داعش، أمس لثلاثة مدنيين من عائلة واحدة لدى قيامهم برحلة في منطقة قريبة من بلدة العقيلة على بعد 550 كيلومترا شرق طرابلس.
وقال مصدر عسكري إن المخطوفين تم اقتيادهم إلى جهة مجهولة، بينما عثرت الأجهزة الأمنية على جثة في مكان قريب، من المرجح أن تكون لأحد المخطوفين.
بموازاة ذلك، أعلنت شركة سيمنس الألمانية أنها وقعت عقودا لتوليد الكهرباء مع ليبيا بنحو 700 مليون يورو (826 مليون دولار) في عودة إلى النشاط الفعلي هناك بعد الاضطرابات التي اندلعت به عقب انتفاضة 2011.
ومن المقرر أن تبني المجموعة الصناعية الألمانية محطتي كهرباء تعملان بالغاز في مصراتة وغرب طرابلس مع تقديم خدمات الصيانة لهما مما يعطي دفعة لنشاط التوربينات التابع لسيمنس الذي يشهد خفضا للوظائف بسبب تراجع الطلب في الاقتصادات المتقدمة.
بعثة الاتحاد الأوروبي تكشف عن اتصالات سرية مع حفتر
سلامة يزور غريان... والسراج يشيد بدور مصر في توحيد المؤسسة العسكرية
بعثة الاتحاد الأوروبي تكشف عن اتصالات سرية مع حفتر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة