«سوريا الديمقراطية» تنفي قرب انضمامها لقوات النظام

TT

«سوريا الديمقراطية» تنفي قرب انضمامها لقوات النظام

نفت مصادر كردية لـ«الشرق الأوسط» ما تناقلته وسائل إعلام مقربة من النظام، عن مفاوضات لانضمام «قوات سوريا الديمقراطية» لقوات النظام، مؤكدة أن هذه «الشائعات لا أساس لها من الصحة، وتسعى للتشويش على إنجازات هذه القوات، وتواصل سري مع شخصيات في المعارضة السياسية»، وذلك بعد ساعات على الإعلان عن عملية عسكرية نفذتها غرفة عمليات «أهل الديار» ضد «سوريا الديمقراطية» بريف حلب الشمالي.
وتناقلت وسائل إعلام مقربة من النظام السوري معلومات عن «مفاوضات غير معلنة بين الجيش السوري (النظامي) و(قوات سوريا الديمقراطية) تتضمن انضمام الأخيرة لقوات النظام»، وأن الطرفين «يتباحثان في شروط كل منهما دون ذكر تلك الشروط».
ونفت مصادر كردية تلك المعلومات، مشددة على أن «هذه القوات لن تكون جزءا من الجيش النظامي على الإطلاق، وهي حليف أساسي للولايات المتحدة الأميركية»، واضعة هذه المعلومات التي يبثها مقربون من النظام في إطار «التشويش على إنجازات (قوات سوريا الديمقراطية) ولقاءاتها غير المعلنة مع شخصيات في المعارضة السورية السياسية»، مشيرة إلى أن الهدف من الشائعات «منع توسيع النجاحات التي حققتها (سوريا الديمقراطية)».
وفي الوقت الذي تكشف فيه المصادر عن تقارب غير معلن مع بعض أطراف المعارضة، برزت معلومات عن اشتباكات بين فصائل المعارضة السورية و«قوات سوريا الديمقراطية» في ريف حلب الشمالي. وقالت المصادر الكردية إن فصائل المعارضة «متعددة الولاءات وهناك عشرات الآلاف منها، والمعارضة السياسية غير قادرة على ضبط جميع الفصائل».
وكان موقع «الدرر الشامية» قد أفاد بمواجهات اندلعت في ريف حلب الشمالي بين فصائل معارضة و«قوات سوريا الديمقراطية»، مشيراً إلى أن فصيل «أهل الديار» شنّ «هجوماً مباغتاً على مواقع (قسد) في مداجن قرية تل جيجان؛ أسفر عن سقوط 6 جرحى منهم». ونقل الموقع عن مصدر قوله: «إن مقاتلي (أهل الديار) غنموا عدداً من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وانسحبوا إلى مواقعهم القديمة».
وشكلت غرفة عمليات «أهل الديار»، من أبناء المدن والبلدات التي تسيطر عليها «سوريا الديمقراطية» بريف حلب الشمالي.
وفي سياق التطورات الميدانية في شمال سوريا، تتواصل المعارك الطاحنة بين مقاتلي «هيئة تحرير الشام» والفصائل المقاتلة والإسلامية من جانب، وقوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب آخر، في الريف الشمالي الشرقي لحماة، حيث اندلع قتال عنيف بين الطرفين مترافق مع قصف صاروخي ومدفعي وجوي مكثف.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن قوات النظام حققت مزيداً من التقدم في المنطقة، حيث سيطرت على 3 قرى وتلة، كما فرضت سيطرتها النارية على قرية أخرى، وسط استمرار قوات النظام والمسلحين الموالين لها في هجومهم، بغية السيطرة العسكرية الكاملة على قرية الشطيب.
ووسعت قوات النظام سيطرتها في ريف حماة الشمالي، على 36 قرية على الأقل منذ بدء هجومها في 22 أكتوبر (تشرين الأول)، وسجلت في اليومين الماضيين 250 غارة جوية، استهدفت مناطق الاشتباك والقرى التي سيطرت عليها قوات النظام، ومناطق أخرى تسيطر عليها «هيئة تحرير الشام» والفصائل.
إلى ذلك، طردت «هيئة تحرير الشام» قوات «داعش» من محافظة إدلب، بعد عبور حدود المحافظة الإدارية أول من أمس، وذلك إثر هجمات معاكسة وعنيفة، نفذتها وتمكنت خلالها من استعادة المواقع التي تقدم إليها التنظيم في منطقة باشكون داخل الحدود الإدارية لإدلب، كما استعادت «تحرير الشام» السيطرة على قريتين، لتعاود تأمين حدود محافظة إدلب من دخول عناصر التنظيم إليها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.