«ستانفورد» تتربع على عرش أفضل جامعات أميركا الخاصة

أقساط خيالية ووعود بالتوظيف فور التخرج

حرم جامعة ستانفورد
حرم جامعة ستانفورد
TT

«ستانفورد» تتربع على عرش أفضل جامعات أميركا الخاصة

حرم جامعة ستانفورد
حرم جامعة ستانفورد

كشف موقع «نيش» الخاص بالتعليم العالي في الولايات المتحدة أن جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا أفضل جامعة خاصة في الولايات المتحدة الأميركية لعام 2018، وأن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يأتي في المرتبة الثانية.
موقع أو مؤسسة «نيش» (المشكاة)، موقع يساعد الطلاب على إيجاد الجامعة أو الكلية المناسبة لهم، ويعتمد على تحليل المعلومات الحكومية والخاصة المتوفرة بالإضافة إلى ملايين المراجعات والتعليقات والملاحظات المتوفرة على الإنترنت، للتعرف على أفضل الجامعات ووضع الترتيب الخاص بها في الولايات المتحدة الأميركية. ويصل عدد المراجعات والإحصاءات والعلامات التي تعتمدها وتحللها مؤسسة «نيش» للتوصل إلى نتائجها إلى 100 مليون مراجعة على الشبكة الدولية.
ترتيب أفضل 7 جامعات خاصة:
1- جامعة ستانفورد
حسب نتائج الأبحاث الأخيرة لـ«نيش» فإن ستانفورد تتربع على عرش لائحة الجامعات الخاصة من عدة نواحٍ، أولا من الناحية الأكاديمية، وثانياً من ناحية التنوع، وثالثاً من الناحية الرياضية، ورابعاً من ناحية القيمة، وخامساً من ناحية الحرم الجامعي، وسادساً من ناحية الحياة الطلابية والترفيه، وسابعاً من ناحية نوعية الأساتذة ومن ناحية الطعام المتوفر. ويصل معدل تكاليف السنة الجامعية أو القسط السنوي بعد خصم المنح والمساعدات الجامعية إلى أكثر من 19 ألف دولار، فيما يصل المعدل الوطني في الولايات المتحدة إلى 15.4 ألف دولار. ومن الناحية الأكاديمية يقول 89 في المائة من الطلاب الذين تم استفتاؤهم، إن الأساتذة يبذلون جهداً مهماً لأداء مهامهم التعليمية، وتقديم الأفضل لطلاب خلال المحاضرات، وأكد 88 في المائة منهم على سهولة حصول الطلاب على الدروس أو المواد التي يريدونها. وأكد 46 في المائة من الطلاب أنه من السهل إدارة الوظائف التي تعطى للطلاب. وحسب الدراسة الأخيرة لـ«نيش» فإن أكثر المواد أو التخصصات شعبية لدى الطلاب في ستانفورد هي البيولوجيا (264 متخرجاً) وعلوم الكومبيوتر (263 متخرجاً) والهندسة (119 متخرجاً). والأهم من ذلك أن متوسط المعاشات التي يتقاضاها المتخرجون من الجامعة بعد ست سنوات على تخرجهم هو 80.9 ألف دولار سنويا، بينما لا يتعدى المعدل الوطني 33 ألف دولار.
2- معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا
في المرتبة الثانية هذه الجامعة التي تعتبر واحدة من أرقى واهم الجامعات في العالم على صعد البحث والتعليم والتقنيات والعلوم والطب الحيوي. وقد جاءت متساوية مع ستانفورد من عدة نواحٍ، وأهمها الناحية الأكاديمية وناحية التنوع وناحية القيمة المادية وناحية الموقع وناحية المعلمين والحياة الطلابية. وجاءت أضعف من ستانفورد قليلاً في مجالات الرياضة والسكن والأمان والحرم الجامعي. أو بكلام آخر، فإن الفروق بينها وبين ستانفورد طفيفة جداً. ويصل معدل تكاليف السنة الجامعية بعد خصم المنح والمساعدات الجامعية إلى أكثر من 21.6 ألف دولار، أي أكثر بألفي دولار تقريباً من ستانفورد. ومن الناحية الأكاديمية يقول 82 في المائة من طلاب الاستفتاء، إن الأساتذة يبذلون جهداً مهماً لأداء مهامهم التعليمة، وأكد 94 في المائة منهم على سهولة حصول الطلاب على الدروس أو المواد التي يريدونها. وأكد 31 في المائة من الطلاب أنه من السهل إنجاز أو إدارة الوظائف التي تعطى للطلاب. أكثر المواد أو التخصصات شعبية لدى الطلاب في المعهد هي علوم الكومبيوتر (352 متخرجاً) والهندسة الميكانيكية (190 متخرجاً) والرياضيات والإحصاءات (122 متخرجاً). والأهم من ذلك أن متوسط المعاشات التي يتقاضاها خريجو الجامعة بعد ست سنوات على تخرجهم 91.600 ألف دولار سنوياً. ويتخرج عادة 92 في المائة من طلاب الجامعة وعادة ما يتوظف 91 في المائة من الخريجين بعد سنتين من تخرجهم.
3- جامعة هارفارد
وهذه الجامعة التي جاءت في المرتبة الثالثة، أعرق الجامعات الأميركية، وإحدى أقدم جامعات العالم وأفضلها وأكبر جامعة في العالم من حيث مبلغ الوقف والمساحة والتجهيزات. وكما هو الحال مع ماساتشوستس، فإن هارفارد لا تبتعد كثيرا عن المرتبتين الأولى والثانية إلا في التفاصيل. الجامعة حصلت على علامات متساوية مع الجامعتين في نواحي الأكاديمية والقيمة والمعلمين والحياة الطلابية، وقصرت قليلاً من نواحي التنوع والرياضة والحرم الجامعي وغيرها.
ويصل معدل تكاليف القسط السنوي بعد خصم المنح والمساعدات الجامعية إلى أكثر من 15.7 ألف دولار. ومن الناحية الأكاديمية يقول 80 في المائة من الطلاب الذين تم استفتاؤهم، إن الأساتذة يبذلون جهدا مهما لأداء مهامهم التعليمة وتقديم الأفضل لطلاب خلال المحاضرات، وأكد 89 في المائة منهم على سهولة حصول الطلاب على الدروس أو المواد التي يريدونها. وأكد 53 في المائة من الطلاب أنه من السهل إدارة الوظائف التي تعطى للطلاب. وحسب الدراسة الأخيرة لـ«نيش» فإن أكثر المواد أو التخصصات شعبية لدى الطلاب في هارفارد هي الاقتصاد (218 متخرجا) والعلوم الاجتماعية (164 متخرجا) والتاريخ (137 متخرجا). والأهم من ذلك أن متوسط المعاشات التي يتقاضاها المتخرجون من الجامعة بعد ست سنوات على تخرجهم 87.2 ألف دولار سنويا بينما لا يتعدى المعدل الوطني 33 ألف دولار.
ويتخرج عادة 98 في المائة من طلاب الجامعة (المعدل الوطني 48 في المائة) وعادة ما يتوظف 89 في المائة من الخرجين بعد سنتين من تخرجهم بينما لا يتعدى المعدل الوطني 83 في المائة.
4- جامعة ييل
هذه الجامعة الأخرى ثالث أقدم معهد للتعليم العالي في الوليات المتحدة الأميركية. للجامعة ثاني أكبر منحة تعليمية في العالم يتبرع بها خريجوها بعد جامعة هارفارد، وتصل المنحة إلى 23.9 مليار دولار. و«يعمل في الجامعة 19 حائزاً على جائزة نوبل». وقد حصلت ييل على أعلى العلامات في كثير من النواحي، خصوصاً الأكاديمية والتنوع والقيمة المادية ونوعية المعلمين والسكن والحياة الطلابية والحرم الجامعي، ولم تقصر قليلاً إلا في مجالات الأمان والرياضة والموقع والطعام وغيره.
ويصل معدل تكاليف القسط السنوي بعد خصم المنح والمساعدات الجامعية إلى أكثر من 18 ألف دولار. ومن الناحية الأكاديمية يقول 84 في المائة من الطلاب الذين تم استفتاؤهم، إن الأساتذة يبذلون جهداً مهماً لأداء مهامهم التعليمة وتقديم الأفضل للطلاب خلال المحاضرات، وأكد 82 في المائة منهم على سهولة حصول الطلاب على الدروس أو المواد التي يريدونها. وأكد 48 في المائة من الطلاب أنه من السهل إدارة الوظائف التي تعطى للطلاب. أما أكثر المواد أو التخصصات شعبية لدى الطلاب في ييل فهي الاقتصاد (233 متخرجاً) والعلوم السياسية (138 متخرجاً) والتاريخ (109 متخرجين). والأهم من ذلك أن متوسط المعاشات التي يتقاضاها المتخرجون من الجامعة بعد ست سنوات على تخرجهم هو 66 ألف دولار سنوياً.
ويتخرج عادة 97 في المائة من طلاب الجامعة وعادة ما يتوظف 92 في المائة من الخرجين بعد سنتين من تخرجهم.
5- جامعة رايس
هذه الجامعة التي بدأت بالتركيز على مجالات الآداب والعلوم والفنون في هيوستن في ولاية تكساس جاءت في المرتبة الخامسة. وتعرف الجامعة بأشجارها الكثيرة (4000 شجرة) و«يقال إنه توجد شجرة واحدة لكل طالب في الجامعة». حازت على علامات ممتازة من معظم النواحي، خصوصاً نوعية المعلمين والناحية الأكاديمية والسكن والحياة الطلابية والطعام والحرم الجامعي والقيمة المادية.
ويصل معدل تكاليف القسط السنوي بعد خصم المنح والمساعدات الجامعية إلى أكثر من22.4 ألف دولار. ومن الناحية الأكاديمية يقول 93 في المائة من الطلاب الذين تم استفتاؤهم، إن الأساتذة يبذلون جهداً مهماً لأداء مهامهم التعليمة وتقديم الأفضل للطلاب خلال المحاضرات، وأكد 77 في المائة منهم على سهولة حصول الطلاب على الدروس أو المواد التي يريدونها. وأكد 50 في المائة من الطلاب انه من السهل إدارة الوظائف التي تعطى للطلاب. أما أكثر المواد أو التخصصات شعبية لدى الطلاب في رايس فهي الاقتصاد (104 متخرجين) وعلم النفس (87 متخرجاً) والكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزئية (77 متخرجاً). والأهم من ذلك أن متوسط المعاشات التي يتقاضاها المتخرجون من الجامعة بعد ست سنوات على تخرجهم هو 59.9 ألف دولار سنوياً.
ويتخرج عادة 91 في المائة من طلاب الجامعة وعادة ما يتوظف 89 في المائة من الخرجين بعد سنتين من تخرجهم.
6- جامعة برنستون
في المرتبة السادسة جاءت جامعة برنستون البحصية المتعددة الاختصاصات كما هو معروف في عالم التعليم الجامعي. وقد خرجت هذه الجامعة العريقة في ولاية نيوجيرسي الكثير من الشخصيات المهمة، على رأسهم العالم والفيزيائي ريتشارد فيمان وميشال أوباما ووزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل.
سجلت برنستون علامات ممتازة في عدة مجالات وعلى رأسها، المجال الأكاديمي ونوعية المعلمين والحياة الطلابية والقيمة المادية.
ويصل معدل تكاليف القسط السنوي بعد خصم المنح والمساعدات الجامعية إلى أكثر من17.9 ألف دولار. ومن الناحية الأكاديمية يقول 86 في المائة من الطلاب الذين تم استفتاؤهم، إن الأساتذة يبذلون جهداً مهماً لأداء مهامهم التعليمة وتقديم الأفضل للطلاب خلال المحاضرات، وأكد 81 في المائة منهم على سهولة حصول الطلاب على الدروس أو المواد التي يريدونها. وأكد 35 في المائة من الطلاب أنه من السهل إدارة الوظائف التي تعطى للطلاب. أما أكثر المواد أو التخصصات شعبية لدى الطلاب في برنستون فهي تحليل السياسات العامة والاقتصاد وهندسة الكومبيوتر. ويصل متوسط المعاشات التي يتقاضاها خريجو الجامعة بعد ست سنوات على تخرجهم هو 75.1 ألف دولار سنوياً.
7- جامعة بنسلفانيا
هذه الجامعة في المرتبة السابعة، من أقدم الجامعات في الولايات المتحدة، ومن المؤسسين الأربعة عشر لرابطة الجامعات الأميركية. وتعرف الجامعة في عالم الطب وإدارة الأعمال والحقوق.
سجلت الجامعات علامات ممتازة في مجالات أكاديمية، ونوعية المعلمين والحياة الطلابية والقيمة المادية والتنوع.
ويصل معدل تكاليف القسط السنوي بعد خصم المنح والمساعدات الجامعية إلى أكثر من 23.9 ألف دولار. ومن الناحية الأكاديمية يقول 75 في المائة من الطلاب الذين تم استفتاؤهم، إن الأساتذة يبذلون جهداً مهماً لأداء مهامهم التعليمة وتقديم الأفضل للطلاب خلال المحاضرات، وأكد 70 في المائة منهم على سهولة حصول الطلاب على الدروس أو المواد التي يريدونها. وأكد 39 في المائة من الطلاب أنه من السهل التعامل مع الوظائف المعطاة للطلاب. أما أكثر المواد أو التخصصات شعبية لدى الطلاب في بنسلفانيا هي المالية والاقتصاد والتمريض. ويصل متوسط المعاشات التي يتقاضاها خريجو الجامعة بعد ست سنوات على تخرجهم هو 78.2 ألف دولار سنوياً.


مقالات ذات صلة

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

الولايات المتحدة​ دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

أظهر بحث جديد أن مدى جودة مدرستك الثانوية قد يؤثر على مستوى مهاراتك المعرفية في وقت لاحق في الحياة. وجدت دراسة أجريت على أكثر من 2200 من البالغين الأميركيين الذين التحقوا بالمدرسة الثانوية في الستينات أن أولئك الذين ذهبوا إلى مدارس عالية الجودة يتمتعون بوظيفة إدراكية أفضل بعد 60 عاماً، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز». وجد الباحثون أن الالتحاق بمدرسة مع المزيد من المعلمين الحاصلين على تدريب مهني كان أوضح مؤشر على الإدراك اللاحق للحياة. كانت جودة المدرسة مهمة بشكل خاص للمهارات اللغوية في وقت لاحق من الحياة. استخدم البحث دراسة استقصائية أجريت عام 1960 لطلاب المدارس الثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

نفت الحكومة المصرية، أمس السبت، عزمها «إلغاء مجانية التعليم الجامعي»، مؤكدة التزامها بتطوير قطاع التعليم العالي. وتواترت أنباء خلال الساعات الماضية حول نية الحكومة المصرية «إلغاء مجانية التعليم في الجامعات الحكومية»، وأكد مجلس الوزراء المصري، في إفادة رسمية، أنه «لا مساس» بمجانية التعليم بكل الجامعات المصرية، باعتباره «حقاً يكفله الدستور والقانون لكل المصريين».

إيمان مبروك (القاهرة)
«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

لا يزال برنامج «تشات جي بي تي» يُربك مستخدميه في كل قطاع؛ وما بين إعجاب الطلاب والباحثين عن معلومة دقيقة ساعدهم «الصديق (جي بي تي)» في الوصول إليها، وصدمةِ المعلمين والمدققين عندما يكتشفون لجوء طلابهم إلى «الخصم الجديد» بهدف تلفيق تأدية تكليفاتهم، لا يزال الفريقان مشتتين بشأن الموقف منه. ويستطيع «تشات جي بي تي» الذي طوَّرته شركة الذكاء الصناعي «أوبن إيه آي»، استخدامَ كميات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت وغيرها من المصادر، بما في ذلك حوارات ومحادثات بين البشر، لإنتاج محتوى شبه بشري، عبر «خوارزميات» تحلّل البيانات، وتعمل بصورة تشبه الدماغ البشري. ولا يكون النصُّ الذي يوفره البرنامج

حازم بدر (القاهرة)
تحقيقات وقضايا هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

رغم ما يتمتع به «تشات جي بي تي» من إمكانيات تمكنه من جمع المعلومات من مصادر مختلفة، بسرعة كبيرة، توفر وقتاً ومجهوداً للباحث، وتمنحه أرضية معلوماتية يستطيع أن ينطلق منها لإنجاز عمله، فإن للتقنية سلبيات كونها قد تدفع آخرين للاستسهال، وربما الاعتماد عليها بشكل كامل في إنتاج موادهم البحثية، محولين «تشات جي بي تي» إلى أداة لـ«الغش» العلمي.

حازم بدر (القاهرة)
العالم العربي بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

اعتبر محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، ووزير الخارجية المغربي الأسبق، أن مسألة التعايش والتسامح ليست مطروحة على العرب والمسلمين في علاقتهم بالأعراق والثقافات الأخرى فحسب، بل أصبحت مطروحة حتى في علاقتهم بعضهم ببعض. وقال بن عيسى في كلمة أمام الدورة الحادية عشرة لمنتدى الفكر والثقافة العربية، الذي نُظم أمس (الخميس) في أبوظبي، إن «مسألة التعايش والتسامح باتت مطروحة علينا أيضاً على مستوى بيتنا الداخلي، وكياناتنا القطرية، أي في علاقتنا ببعضنا، نحن العرب والمسلمين».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات
TT

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

التحدث عن كلية الطب في «الجامعة الأميركية» وما حققته من إنجازات وتطورات منذ تأسيسها عام 1867 لا يمكن تلخيصه بمقال؛ فهذه الكلية التي تحتل اليوم المركز الأول في عالم الطب والأبحاث في العالم العربي والمرتبة 250 بين دول العالم بالاعتماد على QS Ranking، استطاعت أن تسبق زمنها من خلال رؤيا مستقبلية وضعها القيمون عليها، وفي مقدمتهم الدكتور محمد صايغ نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الطب والاستراتيجية الدولية وعميد كلية الطب في الجامعة الأميركية، الذي أطلق في عام 2010 «رؤيا (2020)»، وهي بمثابة خطة طموحة أسهمت في نقل الكلية والمركز الطبي إلى المقدمة ووضعهما في المركز الأول على مستوى المنطقة.

رؤية 2025

اليوم ومع مرور 150 عاماً على تأسيسها (احتفلت به أخيراً) ما زالت كلية الطب في «الجامعة الأميركية» تسابق عصرها من خلال إنجازات قيمة تعمل على تحقيقها بين اليوم والغد خوّلتها منافسة جامعات عالمية كـ«هارفرد» و«هوبكينز» وغيرهما. وقد وضعت الجامعة رؤيا جديدة لها منذ يوليو (تموز) في عام 2017 حملت عنوان «رؤية 2025»، وهي لا تقتصر فقط على تحسين مجالات التعليم والطبابة والتمريض بل تطال أيضاً الناحية الإنسانية.
«هي خطة بدأنا في تحقيقها أخيراً بحيث نستبق العلاج قبل وقوع المريض في براثن المرض، وبذلك نستطيع أن نؤمن صحة مجتمع بأكمله». يقول الدكتور محمد صايغ. ويضيف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد أن ننتظر وصول وفود المرضى إلى مركزنا الطبي كي نهتم بهم، بل إننا نعنى بتوعية المريض قبل إصابته بالمرض وحمايته منه من خلال حملات توعوية تطال جميع شرائح المجتمع. كما أننا نطمح إلى إيصال هذه الخطة إلى خارج لبنان لنغطي أكبر مساحات ممكنة من مجتمعنا العربي».
تأسَّسَت كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1867، وتعمل وفقاً لميثاق صادر من ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ويقوم على إدارتها مجلس أمناء خاص ومستقل.
وتسعى الكلية لإيجاد الفرص التي تمكن طلبتها من تنمية روح المبادرة، وتطوير قدراتهم الإبداعية واكتساب مهارات القيادة المهنية، وذلك من خلال المشاركة في الندوات العلمية والتطبيقات الكلينيكية العملية مما يُسهِم في تعليم وتدريب وتخريج أطباء اختصاصيين.
وملحَق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت مركز طبي يضم أقساماً للأمراض الباطنية والجراحة والأطفال وأمراض النساء والتوليد ‏والطب النفسي. كما يقدم المركز الطبي خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في كثير من مجالات الاختصاص، وبرامج للتدريب على التمريض وغيرها ‏من المهن المرتبطة بالطب.

اعتمادات دولية

منذ عام 1902، دأب المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على توفير أعلى معايير الرعاية للمرضى في مختلف أنحاء لبنان والمنطقة. وهو أيضاً المركز الطبي التعليمي التابع لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت التي درّبت أجيالاً من طلاب الطب وخريجيها المنتشرين في المؤسسات الرائدة في كل أنحاء العالم. المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت هو المؤسسة الطبية الوحيدة في الشرق الأوسط التي حازت على خمس شهادات اعتماد دولية وهي JCI)، وMagnet، وCAP، وACGME - I و(JACIE مما يشكّل دليلاً على اعتماد المركز أعلى معايير الرعاية الصحية المتمحورة حول المريض والتمريض وعلم الأمراض والخدمات المخبرية والتعليم الطبي والدراسات العليا. وقد خرَّجَت كلية الطب أكثر من أربعة آلاف طالب وطبيب. وتقدم مدرسة رفيق الحريري للتمريض تعليماً متميزاً للعاملين في مجال التمريض، ويلبي المركز الطبي احتياجات الرعاية الصحية لأكثر من 360 ألف مريض سنوياً.
ويتألف المركز من عدد من مراكز الامتياز كمركز سرطان الأطفال التابع لمستشفى «سانت جود» البحثي في ولايتي ممفيس وتينيسي. كما تتضمن برنامج باسيل لأورام البالغين وفيه وحدة لزرع نخاع العظام، إضافة إلى مراكز طب الأعصاب المختلفة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومركز للرعاية الصحية للنساء.
«هناك استثمارات تلامس نحو 400 مليون دولار رصدت من أجل بناء البنية التحتية اللازمة للمركز الطبي مع مشروع افتتاح عدة مبانٍ وأقسام جديدة خاصة بأمراض السرطان وأخرى تتعلق بالأطفال، إضافة إلى نقلة نوعية من خلال زيادة عدد الأسرة لتلبية الحاجات الصحية المختلفة لمرضانا»، كما أوضح د. صايغ في سياق حديثه.

تبرعات للمحتاجين

يعمل المركز الطبي على تأمين العلاج المجاني لأمراض مستعصية من خلال تأسيس صناديق تبرُّع للمحتاجين، هدفها تأمين العلاج لذوي الدخل المحدود. وهي تخصص سنوياً مبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة هذه الشريحة من الناس التي تفتقر إلى الإمكانيات المادية اللازمة للعلاج.
وينظم المركز الطبي مؤتمراً سنوياً ودورات وورش عمل (MEMA) تتناول مواضيع مختلفة كطب الصراعات ومواضيع أخرى كصحة المرأة، والصحة العقلية، وعبء السرطان وغسل الكلى أثناء الصراع وتدريب وتثقيف المهنيين الصحيين للتعامل مع تحديات العناية بأفراد المجتمع.
تُعدّ كلية الطب في الجامعة الأميركية السباقة إلى تأمين برنامج تعليمي أكاديمي مباشر لطلابها، بحيث يطبقون ما يدرسونه مباشرة على الأرض في أروقة المركز الطبي التابع لها.
ويرى الدكتور محمد صايغ أن عودة نحو 180 طبيباً لبنانياً عالمياً من خريجيها إلى أحضانها بعد مسيرة غنية لهم في جامعات ومراكز علاج ومستشفيات عالمية هو إنجاز بحد ذاته. «ليس هناك من مؤسسة في لبنان استطاعت أن تقوم بهذا الإنجاز من قبل بحيث أعدنا هذا العدد من الأطباء إلى حرم الكلية وأنا من بينهم، إذ عملت نحو 25 عاماً في جامعة (هارفرد)، ولم أتردد في العودة إلى وطني للمشاركة في نهضته في عالم الطب». يوضح دكتور محمد صايغ لـ«الشرق الأوسط».

رائدة في المنطقة

أبهرت كلية الطب في الجامعة الأميركية العالم بإنجازاتها على الصعيدين التعليمي والعلاجي، ففي عام 1925. تخرجت فيها أول امرأة في علم الصيدلة (سارة ليفي) في العالم العربي، وبعد سنوات قليلة (1931) كان موعدها مع تخريج أول امرأة في عالم الطب (ادما أبو شديد). وبين عامي 1975 و1991 لعبت دوراً أساسياً في معالجة ضحايا الحرب اللبنانية فعالج قسم الطوارئ لديها في ظرف عام واحد (1976 - 1977) أكثر من 8000 جريح. وفي عام 2014 تلقت إحدى أضخم التبرعات المالية (32 مليون دولار) لدعم المركز الطبي فيها وتوسيعه.
كما لمع اسمها في إنجازات طبية كثيرة، لا سيما في أمراض القلب، فكان أحد أطبائها (دكتور إبراهيم داغر) أول من قام بعملية القلب المفتوح في العالم العربي، في عام 1958. وفي عام 2009، أجرت أولى عمليات زرع قلب اصطناعي في لبنان، وفي عام 2017 أحرز فريقها الطبي أول إنجاز من نوعه عربياً في أمراض القلب للأطفال، عندما نجح في زرع قلب طبيعي لطفل.
كما تصدرت المركز الأول عربياً في عالم الطب لثلاث سنوات متتالية (2014 - 2017) وحازت على جوائز كثيرة بينها «الجائزة الدولية في طب الطوارئ» و«جائزة عبد الحميد شومان» عن الأبحاث العربية، و«جائزة حمدان لأفضل كلية طبية في العالم العربي» لدورها في التعليم الطبي لعامي 2001 – 2002.