الفلافل أكثر الوجبات الإثنية انتشاراً في واشنطن

بغض النظر عن النزاع القائم حول {ملكيتها}

تقدم الفلافل مع السلطة من دون خبز لجعلها صحية أكثر
تقدم الفلافل مع السلطة من دون خبز لجعلها صحية أكثر
TT

الفلافل أكثر الوجبات الإثنية انتشاراً في واشنطن

تقدم الفلافل مع السلطة من دون خبز لجعلها صحية أكثر
تقدم الفلافل مع السلطة من دون خبز لجعلها صحية أكثر

في الشهر الماضي، وخلال عرض في واشنطن لأفلام شرق أوسطية، عرض فيلم «فلافل» (لبناني، كتبه وأخرجه مايكل كمون عام 2006) عن حياة «توفيق» في بيروت الحرب وبيروت الحب. ومع قضايا التحرش الجنسي التي طالت مشاهير أميركيين، ظهر «فلافل» في وصف غير أخلاقي، خلال تحرشات جنسية لنجم التعليقات التلفزيونية، بيل أورايلي. لم ينس المهاجر اللبناني الفلافل، وسمّى شركته الإلكترونية في ولاية كليفورنيا تيمناً بها.
ويظل النقاش يدور بين العرب واليهود دائراً حول ملكية وصفة الفلافل. قبل أعوام قليلة، أصدر جفري بيلشر، أستاذ التاريخ في جامعة منيسوتا، كتاب «الطعام في تاريخ العالم»، قال فيه إن شركات طعام لبنانية رفعت قضايا بأنها تملك حق صناعة وبيع الفلافل. ويرى الفلسطينيون أن الإسرائيليين يكذبون عندما يقولون إن أصل الفلافل إسرائيلي.
وفي ظل معمعة ملكية الفلافل، وقبل أعوام قليلة قالت صحيفة «نيويورك تايمز»: «إن أصل الفلافل ليس عربياً ولا يهودياً، بل فرعونياً».
وفي الأسبوع الماضي، قالت صحيفة «واشنطن بوست» إن مطاعم الفلافل «صارت أكثر المطاعم الإثنية انتشاراً» في العاصمة الأميركية. ووصفت الفلافل بأنها «تملأ البطن، ولا تكلف كثيراً». وقالت: «إن نجم الفلافل ارتفع وسط الأميركيين أخيراً بسبب صرعة تخفيض الوزن، والإكثار من أكل الخضراوات، والامتناع عن أو التقليل من أكل اللحوم».
وفي الوقت نفسه، عقدت ندوة في كلية إدارة الأعمال في جامعة جورج تاون في واشنطن عن الاستثمار في المطاعم، تحدث فيها بريت شولمان، مدير ومؤسس شبكة مطاعم «كافا» الشرق أوسطية، التي تركز على تقديم ساندويتش الفلافل. ولم ينس شولمان أن يقول إنه من واشنطن، وإن شبكة المطاعم بدأت من مدينته، وانتشرت بعدها في مختلف الولايات الأميركية.
وقال: «نركز على شيئين: الأول: حب الناس للطعام الخفيف (من دون لحم، أو من دون لحم كثير). والآخر: استعمال التكنولوجيا في إعداد الطعام».
وقال: إن عصر إعداد الفلافل بالأيدي طحن الحمص، وخلط العجين، وتشكيل الفلافل، ورميها في الزيت قد انتهى. وأن ماكينات تقدر على أن تفعل ذلك في دقائق. ولهذا؛ كما قال: «يقضي فريقنا وقتاً أقل في المطبخ، ووقتاً أكثر للتفاعل مع الزبائن».
انطلقت، أيضاً من واشنطن، شبكة مطاعم «أمستردام فلافل». وصارت لها فروع في ولايات كثيرة. لماذا «أمستردام»؟ قال مؤسسها: «أمستردام رمز التحرر والتنوع في العالم. نحن هنا، أيضاً. وتشاهد في مطاعمنا اليهودي والفلسطيني والهيبي..».
من خارج واشنطن، جاءت شبكة مطاعم «ناف ناف»، بعد أن انتشرت في ولايات كثيرة. وتركز، أيضاً، على الفلافل. (تتفوق على «كافا» بفرن يصنع الخبز العربي).
من خارج واشنطن جاءت مطاعم «حلال غايز» Halal Guys، التي تتخصص في الفلافل والشاورما. قبل 26 عاماً، بدأت في نيويورك. وقال مؤسسها: «كنا نبيع ساندويتشات هوت دوق في ميدان «تايمز سكوير». ولاحظنا أن سائقي التاكسي من المسلمين يسألوننا عن وجبات حلال. وسمعنا نصيحتهم، وها نحن في كثير من الولايات الأميركية».
لكن، بعض مطاعم الفلافل في واشنطن فردية، تتحرك بعجلات ويقودها صاحبها. أو في سيارات، تصطف في أماكن رئيسية في واشنطن، مع مطاعم سيارات أخرى (هندية، مكسيكية، صينية، الخ...).
مثل «فلافل إنك»، التي يملكها أحمد أشقر، مهاجر من فلسطين. والذي قال إن والدته تجهز الفلافل، وهو يرسل جزءاً من دخل المطعم لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين.


مقالات ذات صلة

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
مذاقات توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات إم غريل متخصص بالمشاوي (الشرق الاوسط)

دليلك إلى أفضل المطاعم الحلال في كاليفورنيا

تتمتع كاليفورنيا بمشهد ثقافي غني ومتنوع، ويتميز مطبخها بكونه خليطاً فريداً من تقاليد عالمية ومكونات محلية طازجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
مذاقات صندوق من الكعك والكعك المحلى من إنتاج شركة «غريغز سويت تريتس» في نيوكاسل أبون تاين - بريطانيا (رويترز)

حلويات خطيرة لا يطلبها طهاة المعجنات أبداً في المطاعم

في بعض المطاعم والمقاهي، توجد بعض الخيارات الاحتياطية التي تجعل طهاة المعجنات حذرين من إنفاق أموالهم عليها؛ لأنها على الأرجح خيار مخيب للآمال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».