تركيا تفتح تحقيقاً بحق مدعيين أميركيين

TT

تركيا تفتح تحقيقاً بحق مدعيين أميركيين

فتحت السلطات التركية في إسطنبول تحقيقاً ضد مكتب ادعاء أميركي ينظر قضية رجل الأعمال التركي الإيراني رضا ضراب، التي أثارت غضب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ودفعته إلى اتهام المدعين الأميركيين بتلفيق الأدلة.
وتبدأ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) في نيويورك محاكمة ضراب وتركيّ آخر هو المصرفي محمد حقان أتيلا، نائب الرئيس التنفيذي لمصرف «خلق» التركي، بتهمة مخالفة العقوبات الأميركية على إيران، في قضية تهدد بأن تطال تداعياتها السلطات التركية.
كان المدعي العام السابق في المقاطعة الجنوبية لنيويورك، بريت بهارارا، قد وجه الاتهام في القضية، قبل أن يقيله الرئيس الأميركي دونالد ترمب من منصبه، ليتولاها من بعده المدعي العام الجديد جون كيم.
وفتح مكتب الادعاء في إسطنبول تحقيقاًَ بحق بهارارا وكيم، يستند إلى اعتبار أعمالهما «انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي والمحلي»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وقال المدّعون الأتراك إن الأدلة المستخدمة في القضية «مسروقة، وذات طبيعة احتيالية، ومجهولة المصدر».
ويأتي تحرك مكتب الادعاء غداة اتهام وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب العام الماضي، بالوقوف وراء الدعوى القضائية. وقال تشاوش أوغلو إن جماعة غولن المقيم في بنسلفانيا في الولايات المتحدة وينفي أي تورط له في محاولة الانقلاب، نجحت في التغلغل في النظام القضائي الأميركي.
وقال تشاوش أوغلو إن المدعي العام السابق في مانهاتن، بهارارا، الذي وجّه الاتهام «مقرب جداً من منظمة غولن، وهو لا يخفي هذا الأمر». ورد بهارارا في تغريدة على «تويتر» كتب فيها «وزير الخارجية التركي كاذب. لنر ما سيحصل في المحكمة».
كانت السلطات الأميركية قد أوقفت ضراب في مارس (آذار) 2016، بعد أن سافر مع زوجته المغنية إبرو غوندش وابنتهما إلى ميامي لقضاء عطلة، وزيارة «عالم ديزني».
كما أُوقف ضراب (34 عاماً) في ديسمبر (كانون الأول) 2013، واعتُقل لأكثر من شهرين في تركيا مع عشرات المقربين من النظام، لضلوعه في عمليات تهريب ذهب من إيران، بمساعدة وزراء في حكومة أنقرة. وأدت القضية في ذلك الحين إلى استقالة 4 وزراء أو إقالتهم، بينما اعتبرها إردوغان محاولة من غولن لإسقاط حكومته. وتم إطلاق سراح جميع المتهمين في القضية.
وأشارت تقارير أميركية إلى أن ضراب يتعاون مع المدعين الأميركيين، ما يزيد من احتمال حصول صفقة قد تحرج أنقرة. وطالب إردوغان مراراً وتكراراً بإطلاق سراح ضراب وأتيلا، في قضية تحولت إلى نقطة خلاف جديدة في العلاقات المتوترة بين أنقرة وواشنطن.
وفتحت السلطات الأميركية تحقيقاً لمعرفة ما إذا كان مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأميركي مايكل فلين ناقش صفقة لترحيل غولن إلى تركيا، مقابل الحصول على ملايين الدولارات، حسب ما أفادت وسائل إعلام أميركية الجمعة. ونفى محامو فلين والجانب التركي المعلومات الصحافية التي تحدثت عن مفاوضات.



«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم قتل فيه وزير من «طالبان»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
TT

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم قتل فيه وزير من «طالبان»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)

أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن تفجير انتحاري أودى بحياة وزير اللاجئين الأفغاني في مكتبه في كابل، بحسب ما ذكر موقع «سايت»، اليوم (الأربعاء).

وقُتل وزير اللاجئين الأفغاني، خليل الرحمن حقاني، اليوم، من جرّاء تفجير وقع بمقر وزارته في كابل، نُسب إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، وهو الأوّل الذي يستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم في عام 2021. واستنكر الناطق باسم حكومة الحركة «هجوماً دنيئاً» من تدبير تنظيم «داعش»، مشيداً بتاريخ «مقاتل كبير» قد «ارتقى شهيداً»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». ووقع الانفجار، الذي لم تتبنّ بعد أي جهة مسؤوليته، «في مقرّ وزارة اللاجئين»، وفق ما أفاد به مصدر حكومي «وكالة الصحافة الفرنسية»، مشيراً إلى أنه تفجير انتحاري. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: «للأسف وقع انفجار في وزارة اللاجئين، ويمكننا أن نؤكد أن الوزير خليل الرحمن حقاني قد استشهد إلى جانب عدد من زملائه». وضربت قوى الأمن طوقاً حول الحيّ حيث تقع الوزارة في وسط كابل. فيما أورد حساب الوزارة على منصة «إكس» أن ورشات تدريبية كانت تعقد في الأيام الأخيرة بالموقع. وكلّ يوم، تقصد أعداد كبيرة من النازحين مقرّ الوزارة لطلب المساعدة أو للدفع بملفّ إعادة توطين، في بلد يضمّ أكثر من 3 ملايين نازح من جراء الحرب.

«إرهابي عالمي»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني خلال مؤتمر صحافي في كابل يوم 12 يونيو 2022 (أ.ف.ب)

كان خليل الرحمن يحمل سلاحاً أوتوماتيكياً في كلّ إطلالاته، وهو شقيق جلال الدين الذي أسس «شبكة حقاني» مع بداية سبعينات القرن الماضي وإليها تُنسب أعنف الهجمات التي شهدتها أفغانستان، قبل أن تندمج «الشبكة» مع حركة «طالبان» إبان حكمها الذي بدأ عام 1994 وأنهاه الغزو الأميركي للبلاد في عام 2001، ثم عودة الحركة إلى الحكم بعد انسحاب القوات الأميركية والدولية في 2021. وهو أيضاً عمّ وزير الداخلية الحالي سراج الدين حقاني. ورصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية تصل إلى 5 ملايين دولار في مقابل الإدلاء بمعلومات عن خليل الرحمن، واصفة إياه بأنه «قائد بارز في (شبكة حقاني)» التي صنّفتها واشنطن «منظمة إرهابية». وفي فبراير (شباط) 2011، صنَّفته وزارة الخزانة الأميركية «إرهابياً عالمياً»، وكان خاضعاً لعقوبات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، التي قدّرت أن يكون في الثامنة والخمسين من العمر.

هجمات «داعش»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني (وسط) خلال وصوله لتفقد مخيم للاجئين بالقرب من الحدود الأفغانية - الباكستانية يوم 2 نوفمبر 2023 (أ.ف.ب)

ويبدو أن «شبكة حقاني» منخرطة في نزاع على النفوذ داخل حكومة «طالبان». ويدور النزاع، وفق تقارير صحافية، بين معسكر يطالب بالتطبيق الصارم للشريعة على نهج القائد الأعلى لـ«طالبان» المقيم في قندهار، وآخر أكثر براغماتية في كابل. ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان. إلا أن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان». وسُمع أكثر من مرّة دويّ انفجارات في كابل أبلغت عنها مصادر محلية، غير أن مسؤولي «طالبان» نادراً ما يؤكدون حوادث من هذا القبيل. وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قُتل طفل وأصيب نحو 10 أشخاص في هجوم استهدف سوقاً وسط المدينة. وفي سبتمبر (أيلول) الذي سبقه، تبنّى تنظيم «داعش» هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل 6 أشخاص، وجُرح 13 بمقرّ النيابة العامة في كابل. وأكّدت المجموعة أن هدفها كان «الثأر للمسلمين القابعين في سجون (طالبان)»، علماً بأن الحركة غالباً ما تعلن عن توقيف أعضاء من التنظيم أو قتلهم، مشددة في الوقت عينه على أنها تصدّت للتنظيم في البلد.