هل تلاشت الأخطاء التحكيمية في الدوري السعودي؟

رؤساء أندية أكدوا أن الحكم الأجنبي أسهم في تراجعها 70 %... ومطالب بقاعدة صلبة للسعوديين

الحكم الأجنبي بات مطلب الأندية السعودية لإدارة مواجهات الدوري (تصوير: محمد المانع)
الحكم الأجنبي بات مطلب الأندية السعودية لإدارة مواجهات الدوري (تصوير: محمد المانع)
TT

هل تلاشت الأخطاء التحكيمية في الدوري السعودي؟

الحكم الأجنبي بات مطلب الأندية السعودية لإدارة مواجهات الدوري (تصوير: محمد المانع)
الحكم الأجنبي بات مطلب الأندية السعودية لإدارة مواجهات الدوري (تصوير: محمد المانع)

أجمع رؤساء أندية تنافس فرقهم في الدوري السعودي للمحترفين على نجاح القرار الصادر من اتحاد الكرة المحلي بالاستعانة بحكام أجانب في جميع المباريات، وحتى نهاية الموسم الرياضي، مؤكدين أن ذلك النجاح لا يقلل من الحكم السعودي الذي وصفوه بـ«الجيد»، والذي يتطلب العمل على تطويره من قبل لجنة الحكام.
وشددوا على أن إدارة الحكم الأجنبي للمباريات أسهمت في إبعاد اللاعبين عن التوتر والتشاحن إضافة إلى المشكلات التي تصاحب المباريات.
وأكد فهد المدلج رئيس نادي الفيصلي أن الأخطاء التحكيمية بعد الاستعانة بحكام أجانب قلّت بنسبة تتراوح من 70 إلى 80 في المائة، وقال: «هذه النسبة ليست انتقاصاً من الحكم السعودي أو التقليل منه وكما هو معروف فإن الأخطاء التحكيمية التي يقع فيها الحكام واردة، وأي حَكَم سواء كان أجنبيّاً أو محليّاً فالخطأ جزء من اللعبة، وشاهدنا كثيراً من الأخطاء الكارثية التي كانت مؤثرة بشكل كبير في نتائج المباريات في الدوريات الأوروبية أو غيرها ويجب أن تكون لدينا قناعة في ذلك».
وأضاف: «يجب أن تكون هنالك قاعدة صلبة للحكام أسوةً باللاعب كون عدم تأسيس منذ الصغر يصعب من مهمة تأقلمه وظهور إمكانياته أو فرض شخصيته كقاضٍ داخل الملعب المتمثلة في قراراته وسرعة البديهة والإحساس بالفعل وردة الفعل، وقربه من الحدث واللياقة والرشاقة البدنية، فجميع ما ذكرت مطلب لكل حكم أن يؤسس من الصغر وأتمنى أن يتم إنشاء أكاديميات ومعاهد متخصصة في التحكيم الرياضي ليس في كرة القدم فقط بل في جميع الألعاب، وفتح المجال للجميع ويبدأ من سنة 16 سنة ويفضل أن يكون لاعب كرة قدم من أجل دراسة قانون كرة القدم والاطلاع على كل ما هو جديد حتى إذا اعتزل اللعب يكون جاهزاً تماماً».
وأشار المدلج في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى تعرّض فريق الفيصلي في مباراته الأخيرة أمام الباطن لعدم احتساب ضربة جزاء صحيحة 100 في المائة، من وجهة نظره، ولكون الحكم أجنبياً لم تكن هناك ردة فعل كبيرة كون الجميع يدرك أن قراره ليس تعاطفاً مع نادٍ على حساب آخر.
وأضاف: «هذا شيء مهم ومن متابعتنا الحكم السعودي قد يرضخ لضغوطات جماهيرية وإعلامية في بعض المباريات، وكما هو معروف، فإن الأندية التي لا تملك الإمكانيات ولا يوجد لديها قاعدة جماهيرية أو إعلامية قوية شاهدنا الحكم السعودي يطبق قرارات على كلا الفريقين، ولكن الخطأ الذي لمصلحتنا لا يُحتسب، والخطأ الذي لمصلحة النادي الجماهيري يحتسب».
وشدد رئيس نادي الفيصلي على أن «الضغوط التي تعاني منها الإدارة واللاعبون والجماهير خفّت بشكل كبير بعد حضور الصافرة الأجنبية، وأصبح اللاعبون يلعبون بأريحية وترى مناقشتهم لا يوجد فيها أي انفعالات مع الحكم الأجنبي وهذا يؤكد ابتعادهم عن الضغوط»، وتمنى المدلج أن يكون هناك تقويم للحكام ولجان الحكام في المكاتب الفرعية التي قال عنها إنها تتطلب النظر فيها، وحاجتها إلى غربلة وتجديد أيضاً، مضيفاً: «نحتاج إلى فتح المجال للحكام للدراسة في الخارج، ودراسة لوائح وأنظمة التحكيم حتى يكون على اطلاع كامل».
بدوره، أشار المهندس سعد العفالق رئيس نادي الفتح إلى أن الأخطاء التحكيمية واردة في كرة القدم وهي جزء لا يتجزأ من اللعبة سواء كان الحكم أجنبياً أو محلياً، مشيراً إلى أن مطالبهم بوجود الحكم الأجنبي في جميع مواجهتهم هي للأزمة التي مرت على الدوري السعودي، المتمثلة في عدم وجود ثقة بالحكم السعودي، الذي أصبح حديث الشارع الرياضي وتسبب في عملية التوتر مابين الأندية واللاعبين والمدربين، ونتج عنها مواقف سلبية اتجاه الحكام السعوديين الذين يعتبرون محدودين، وأصبحت الثقة معدومة بين الحكم السعودي وبقية الأطراف، على حد قوله.
ولفت العفالق إلى أن مطالبتهم بالصافرة الأجنبية تأتي لإيقاف الاحتقان والضغوطات والمشكلات التي تعايشها مع ناديه في المرحلة الماضية، وأضاف: «لاعبو الفتح باتوا بعيدين كل البعد عن كثرة المناقشات والمجادلات مع الحكام الأجانب، وحتى لو كان الحكم على خطأ... حتى التوترات تلاشت من اللاعبين، وهذا جزء من منظومة كرة القدم وعلينا أن نتعايش مع هذه الأحداث المتسارعة، ولو سألتني كمشجع رياضي، أجد ضرورة أخذ الحكم السعودي فرصته في الوجود بقلب الحدث، والمشاركة في إدارة المباريات».
وشدد العفالق على أن فريقه تأثر كثيراً بقرارات الحكام الأجانب، وأضاف: «في مباراة النصر كانت لنا ضربة جزاء وأيضاً في مباراة الاتحاد هناك أخطاء من الحَكَم، وهذا ينطبق على الحكام السعوديين في مباراة الشباب، ويجب أن تعرف أن الأخطاء التحكيمية واردة ولا يوجد حكم لا يخطئ... وباختصار وجود الحكم الأجنبي يبعد التوتر والتشاحن والمشكلات التي صاحبت الدوري السعودي في المرحلة الماضية من خلال وجود الحكم السعودي».
من جانبه، قال سعود الحربي رئيس نادي أحد إن وجود الحكم الأجنبي في الفترة الحالية ضروري جداً، وأضاف: «لم نشاهد أي أخطاء تحكيمية في المباريات التي كان فريق أحد طرفاً فيها، وكانت قرارات الحكام الأجانب أكثر من رائعة وربما في مباريات أخرى تكون هناك قرارات خاطئة، ولكن إذا حدثتني عن نادي أحد أتمنى استمراريتهم ولكن في الوقت ذاته عدم إغفال مشاركة الحكم السعودي يجب أن يمنح الفرصة ولكن ليست كما كانت في بداية الموسم، بمعنى يتم تقليص عدد المباريات، وأعتقد أن هذا الموسم أصبحت مشاركتهم ضئيلة، بعد أن منح اتحاد الكرة بالتنسيق مع رئيس الهيئة الأندية المحترفة طلب الحكام الأجانب حتى نهاية الموسم».
وأضاف رئيس نادي أحد: «لا يمنع أن يشارك الحكم السعودي في الموسم المقبل، بحيث يقود المباراة مع طاقم حكام أجنبي مساعد، والعكس صحيح، ويتم ذلك بشكل تدريجي حتى يطبق احتراف الحكم السعودي، خصوصاً أن اتحاد الكرة درس هذه الفكرة كون الحكم السعودي يمتلك الإمكانيات والأدوات التي تساعده على إثبات حضوره في المباريات الكبيرة والجماهيرية».
واستطرد رئيس أحد: «هنالك توجيه من الهيئة لدعم منظومة كرة القدم، وهنالك الكثير من القرارات التي أقرت، ومن ضمنها دعم الأندية وفتح المجال لكل نادٍ لاستقطاب الحكام الأجانب في جميع المباريات، وحقيقة شاهدنا تلاشي الضغوطات والتشاحن بين الأندية والجماهير وحتى نفسيات اللاعبين وذلك بعد حضور الحكم الأجنبي».
وواصل الحربي حديثه: «لا يمكن أن نقلل من حق الحكم السعودي؛ فهو الآخر حقَّق نجاحات كبيرة، ولكن يحتاج إلى التطوير، وما نشاهده حالياً ضعف في لجنة الحكام، ولا يوجد أي تطوير في الحكام، وبالتالي لا بد من تطبيق الاحتراف، ونحن كمتابعين نثق بالحكم السعودي، ولا يمكن أن نقول إنه يتغاضى عن قرارات أو يتعمد ذلك، وإنما سوء تقدير في القرار».
في المقابل، شدد سعود الشلهوب رئيس نادي الفيحاء على أن الأخطاء التحكيمية تلاشت بنسبة 100 في المائة بعد وجود الحكام الأجانب، وقال: «لو نتابع المحللين التحكيميين محمد فودة ومرعي عواجي، نجد من خلال تحليلهما أن أخطاء الحكام الأجانب لا تتعدى خطأين إلى ثلاثة أخطاء، بعكس ما كان في السابق التي تتجاوز الـ10 أخطاء، إضافة إلى ذلك تلاشي الحديث عن الحكام الأجانب من قبل الأندية أو الجماهير أو الإعلام، ولا نرى أي هجوم أو سبّ اتجاههم، وهذا الأمر يعتبر شيئاً إيجابياً خصوصاً بعد قرار اتحاد الكرة بمنح الأندية الصلاحية بطلب حكام أجانب في جميع المباريات».
وأضاف الشلهوب: «الحكم الأجنبي يأتي ويقود المباريات ولا يوجد لديه أي ميول، ولا يعرف نادي الفيحاء أو الهلال أو النصر أو التعاون، وبالتالي من الصعب أن تشكَّ في الحكم... حتى الشارع الرياضي انقطع عن الحديث في موضوع التحكيم، وبالتالي تلاشى الشك تماماً أيضاً في وجود الحكم السعودي كحكم رابع، نتمنى أن يستفيد من خبرات الحكام الأجانب، وأن يكون موجوداً في المباريات واعتبارها بمثابة الدورة، وهو على رأس العمل، وأتمنى أن يتم اختيار حكام محليين مساعدين متميزين للحكم الأجنبي في المباريات حتى تعم الفائدة». ولفت الشلهوب: «فريق الفيحاء حتى هذه اللحظة لم يتأثر بأي قرار تحكيمي من قرارات الحكام الأجانب، وحقيقة كنا نتخوف من الحكام السعوديين، ولكن الآن لا أعتقد أن هنالك مشكلة بوجود الحكم الأجنبي ولا يوجد حتى نقاش حول الأخطاء التحكيمية، ولكن في الوقت ذاته، أتمنى ألا يكون هذا القرار على حساب الحكم السعودي، حيث لا نتمنى أن يضعف الحكم السعودي، ولا بد أن يستفيد من هذا القرار من خلال عمل برامج ودورات خارجية لتطويرهم. ومهما طال الأمر أو قصر، فلا بد من عودة الحكم السعودي لواجهة التحكيم، وأتمنى أن يكون ذلك قريباً».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».