قالت السلطات الصومالية، أمس، إنها توصلت إلى معلومات جديدة تتعلق بمكان اختفاء عمر أحمد ديريه، زعيم حركة «الشباب» المتطرفة، فيما قضت محكمة عسكرية تابعة للجيش الصومالي بالإعدام والسجن لفترات متفاوتة بحق أربعة من عناصر الحركة، إثر إدانتهم بارتكاب أعمال إرهابية ضد 3 مطاعم في العاصمة مقديشو.
وقال الجنرال إسماعيل سحرديد قائد قسم 43 بالجيش، إن هناك ما وصفه بـ«معلومات دقيقة حول اختفاء ديريه في مناطق تابعة لإقليم غذو، بعد هروبه من مديرية جلب بإقليم جوبا الوسطى»، إثر تصاعد الضربات الجوية التي تنفذها القوات الأميركية الصومالية في المناطق التي كان يختبئ فيها.
وتولى ديريه قيادة حركة «الشباب» بعد مقتل زعيمها السابق أحمد جودان في ضربة أميركية بطائرة بلا طيار عام 2014.
وقال الجنرال إسماعيل إن قوات الجيش ستكثف عملياتها الأمنية لملاحقة ديريه وقتله، لافتا إلى معاناة السكان المحليين في المناطق القليلة التي تسيطر عليها حركة الشباب.
وبعدما تعهد بتوجيه قوات الجيش إلى هذه المناطق لتحريرها، قال في تصريحات صحافية أمس، إن الجيش الصومالي مستعد للقضاء على ميليشيات «الشباب» التي تعرقل الأمن والسلام في البلاد، تنفيذا لتوجيهات الرئيس محمد عبد الله فرماجو الذي يسعى لإنشاء جيش وطني قوي يتمتع بتفوق ساحق في العتاد والعدة الحربية، على حد قوله.
وعبر رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال فرنسيسكو ماديرا، عن قلقه، أول من أمس، من أن تضر خطة الاتحاد الأفريقي لتقليم قواته لحفظ السلام في الصومال «أميصوم» بالبعثة ما لم يتم العثور على وسائل إضافية لتعويض انخفاض القوات.
ومن المقرر أن تفقد قوات «أميصوم» البالغ عددها 22 ألف مقاتل 1000 جندي هذا العام، كجزء من خطة طويلة الأجل للانسحاب من البلاد.
وقال ماديرا لوكالة «رويترز»: «ما لم يكن لدينا قوى متناسبة مضاعفة من حيث المعدات، فإن الانسحاب سيكون له تأثير كبير جدا على مهمتنا»، وأضاف: «نعتقد أن الأمم المتحدة ستجد السبل والوسائل لتغطية أو سد الفجوة التي قد تنجم عن ذلك».
وكان الدبلوماسي من موزمبيق يتحدث على هامش مؤتمر أمني في مقديشو، حيث قال إنه من «الصعب تقدير عدد مقاتلي حركة الشباب».
وقال وزير الأمن الداخلي الصومالي إن حكومته تريد رفع الحظر المفروض على الأسلحة «حتى تحصل قواتنا على ما يكفي من الأسلحة والمعدات العسكرية».
وفرضت الأمم المتحدة حظرا على الأسلحة على الصومال بعد فترة وجيزة من وقوع البلاد في حرب أهلية في أوائل التسعينات.
وتواجه بعثة الاتحاد الأفريقي حركة الشباب المسلحة، التي تضخمت صفوفها من قبل مقاتلي الدولة الإسلامية الفارين من النكسات العسكرية في ليبيا وسوريا.
ونشرت بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال للمساعدة في تأمين حكومة الصومال التي تكافح منذ عام 1991 لإقامة سيطرة مركزية، حيث ساعدت قوات «أميصوم» على دفع حركة الشباب إلى خارج مقديشو، إلا أن الجماعة ما زالت تهاجم أهدافاً مدنية وعسكرية.
إلى ذلك، أعلن العقيد حسن شوتى رئيس المحكمة العسكرية الصومالية، أن المحكمة قررت الحكم بالإعدام بحق عنصر في حركة «الشباب» تمت إدانته بارتكاب عمليات إرهابية استهدفت مطاعم بأحد شوارع العاصمة مقديشو، وأدت إلى مقتل مدنيين أبرياء.
وقال شوتى إن المتهم ظهر في لقطات مصورة سجلتها كاميرات المراقبة وهو ينزل من سيارة استخدمت لتنفيذ تفجير إرهابي، مشيرا إلى أن المحكمة حكمت على ثلاثة متهمين آخرين بعقوبة تتراوح ما بين السجن المؤبد إلى عامين. وكان وزير الداخلية الصومالي محمد أبو بكر دوعالي أكد أن العمليات الأمنية الجارية تسير بشكل جيد من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في ربوع البلاد. إلى ذلك، بدأت إحدى الشركات التركية التي تدير ميناء مقديشو الدولي في استخراج حطام السفن الغارقة في عمق البحر والعمل على ترميم مكان الرسو، حيث نشرت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية صورا فوتوغرافية تظهر موظفي الشركة خلال استخراج العديد من البقايا التي كانت تعرقل بشكل كبير أداء عمل الميناء بصورة منتظمة. ونقلت عن مسؤول الإعلام بشركة البيرك التركية، أن الهدف الرئيسي هو إظهار وتحسين الصورة الجمالية لأعمال الميناء، مشيرا إلى أن الشركة التي تدير ميناء مقديشو الدولي تبذل جهودا كبيرة لتطوير عمل الميناء.
الصومال يقترب من مكان زعيم «الشباب»
الصومال يقترب من مكان زعيم «الشباب»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة