أكثر من نصف مبيعات العقار في دبي على المخطط

الإمارة الخليجية تدخل ضمن أفضل 30 مدينة وفقاً لتصنيف «غلوبال 300» في النشاط العقاري التجاري

سجلت المشروعات المخططة مبيعات قياسية للمرة الأولى منذ 2008
سجلت المشروعات المخططة مبيعات قياسية للمرة الأولى منذ 2008
TT

أكثر من نصف مبيعات العقار في دبي على المخطط

سجلت المشروعات المخططة مبيعات قياسية للمرة الأولى منذ 2008
سجلت المشروعات المخططة مبيعات قياسية للمرة الأولى منذ 2008

كشف تقرير عقاري صدر أخيراً، أن نسبة مبيعات الوحدات العقارية على المخطط بلغت أكثر من نصف الحجم الكلي لمبيعات الوحدات العقارية في دبي للمرة الأولى منذ عام 2008.
وفي الوقت الذي شهد فيه الربع الثالث من عام 2017 تفوق مبيعات الوحدات العقارية على المخطط 19.9 ألف وحدة بنسبة 50.45 في المائة، بفارق طفيف عن مبيعات الوحدات العقارية الجاهزة 19.5 بنسبة 49.55 في المائة، أشار التقرير الصادر من شركة «إف إيه إم» العقارية، إلى أن هذه الأرقام تعبر عن توجه جديد مهم في السوق.
وعلى مدار السنوات العشر الماضية، هيمنت مبيعات الوحدات الجاهزة على مبيعات الوحدات على المخطط بنسب كبيرة بلغت حتى 88 في المائة إلى 12 في المائة في عام 2010، و85 في المائة إلى 15 في المائة في أعوام 2011 و2012، و83 في المائة إلى 17 في المائة في 2009.
ولفت التقرير إلى أنه بعد ذلك بدأت الفجوة بالتقلص عاماً بعد آخر، وتضاعفت مبيعات الوحدات على المخطط حتى تمكنت أخيراً من تجاوز مبيعات الوحدات الجاهزة للمرة الأولى منذ عام 2008، حيث كانت النسبة 59 في المائة إلى 41 في المائة لصالح الوحدات على المخطط.
وقال فراس المسدي، الرئيس التنفيذي لشركة «إف إيه إم» العقارية معدة التقرير: «تضاؤل أعداد المضاربين في السوق العقارية بدبي مؤشر على تطور السوق ونضجها».
وأضاف: «أسهم هذا التوجه في تضاؤل أعداد المضاربين في مراحل الإطلاق الأولية - في زيادة نسب بيع الوحدات العقارية المقرر تسليمها بين 6 و9 أشهر للمشترين من مستثمري المراحل المتوسطة إلى بعيدة المدى أو من المستخدمين النهائيين».
من جهة أخرى، قالت «جيه إل إل» للاستشارات العقارية العالمية، إن دبي تدخل ضمن أفضل 30 مدينة عالمية للمرة الأولى وفقاً لتصنيف المدن العالمية السنوي «غلوبال 300» الذي تصدره، حيث يركز هذا التصنيف على تقييم 300 مدينة على مستوى العالم من خلال التركيز على النشاط العقاري التجاري.
وجاءت دبي في المركز 27 من بين 300 مدينة شملها التحليل، لتستمر رحلة صعودها في هذا التصنيف بعد ما كانت في المرتبة 36 في عام 2014، وهو ما يسلط الضوء على تنامي النفوذ والتأثير العالمي لدبي وما تبذله من جهود لزيادة قدرتها على جذب الشركات قبل معرض إكسبو 2020.
ويعتمد بحسب «جيه إل إل» هذا التصنيف على تقييم مجموعة من المؤشرات الاجتماعية والسكانية والاقتصادية المختلفة التي تم جمعها لتحديد القدرة التنافسية التجارية للمدن.
وقال كريغ بلامب رئيس قسم الأبحاث بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «ربما يكون التعداد السكاني لدبي قليلاً نسبياً بالمقاييس العالمية نحو 2.5 مليون نسمة، إلا أنها لطالما تجاوزت التوقعات، وفي إطار سعيها للوصول إلى هذا المستوى، حققت دبي مكانة وتأثيراً عالمياً حقيقياً، الأمر الذي يؤكده تصنيفها ضمن أفضل 30 مدينة في العالم في أحدث نسخة من تقرير المدن العالمية».
وتمثل أكبر 300 مدينة يشملها تصنيف «جيه إل إل» في الوقت الراهن 18 في المائة من التعداد السكاني العالمي و40 في المائة من الناتج الاقتصادي العالمي وأكثر من 70 في المائة من إجمالي الاستثمارات العقارية العالمية. ويتحدد التصنيف على أساس الموارد البشرية والأنشطة الاقتصادية في أكبر المدن على مستوى العالم خلال السنوات العشر الماضية.
ومن بين المجالات التي تحسنت درجة دبي فيها خلال العام الماضي، وجود الشركات وعدد المسافرين جواً إلى المدينة، حيث عززت المدينة من مكانتها وجهة إقليمية للسفر للأعمال والترفيه، ويتزايد عدد الشركات التي تتخذ من دبي مقراً لها للتوسع في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، في الوقت الذي يتزايد فيه الاهتمام بالمدينة بين الشركات والمطورين والسياح الصينيين.
وجاءت دبي في صدارة مدن منطقة الشرق الأوسط من حيث الجاذبية التجارية، في حين جاءت القاهرة في المرتبة 51 عالمياً، ومسقط في المرتبة 170 من بين 300 مدينة عالمية شملها التحليل.
وكان إجمالي التصرّفات العقارية من بيع ورهن في دبي خلال نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، قد حقق مبيعات بلغت نحو 26.4 مليار درهم (7.1 مليار دولار)، موزعة بين مبيعات بقيمة 8.2 مليار درهم (2.2 مليار دولار)، ورهونات بقيمة 18.2 مليار درهم (4.9 مليار دولار).
وحققت التصرفات نمواً كبيراً، مقارنة بالشهر نفسه من عام 2016، الذي سجل إجمالي تصرفات بقيمة 13.6 مليار درهم (3.7 مليار دولار)، لتحقق بذلك ارتفاعاً بقيمة 12.8 مليار درهم (3.4 مليار دولار)، ونمواً نسبته 94 في المائة. وتعزى أسباب الارتفاع إلى ازدياد المعروض مع عروض متنوعة للتملك من قبل شركات التطوير العقاري، التي تسعى إلى زيادة مبيعاتها خلال الفترة الحالية من خلال تقديم عروض مختلفة، سواء كانت في الأسعار أو في تسهيل التمويلات التي تقدمها الشركات والبنوك العاملة في القطاع العقاري.


مقالات ذات صلة

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

عالم الاعمال خالد الحديثي الرئيس التنفيذي لشركة «وصف» ورامي طبارة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في «ستيك» ومنار محمصاني الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في المنصة ويزيد الضويان المدير التنفيذي للعمليات بـ«الراجحي السابعة» وهنوف بنت سعيد المدير العام للمنصة بالسعودية

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

أعلنت «ستيك» للاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إطلاقها منصتها الرسمية بالسعودية

الاقتصاد «دار غلوبال» أعلنت إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض بالشراكة مع منظمة ترمب (الشرق الأوسط)

«دار غلوبال» العقارية و«منظمة ترمب» تطلقان مشروعين جديدين في الرياض

أعلنت شركة «دار غلوبال» إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض، بالشراكة مع «منظمة ترمب».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منازل سكنية في جنوب لندن (رويترز)

أسعار المنازل البريطانية تشهد ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر

شهدت أسعار المنازل في المملكة المتحدة ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة التوقعات؛ مما يعزّز من مؤشرات انتعاش سوق العقارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص تصدرت «سينومي سنترز» أعلى شركات القطاع ربحيةً المدرجة في «تداول» خلال الربع الثالث (أ.ب)

خاص ما أسباب تراجع أرباح الشركات العقارية في السعودية بالربع الثالث؟

أرجع خبراء ومختصون عقاريون تراجع أرباح الشركات العقارية المُدرجة في السوق المالية السعودية، خلال الربع الثالث من العام الحالي، إلى تركيز شركات القطاع على النمو.

محمد المطيري (الرياض)
عالم الاعمال «جي إف إتش» تطلق «OUTLIVE» لتقديم حلول عقارية مبتكرة بمجالات الصحة والرفاهية

«جي إف إتش» تطلق «OUTLIVE» لتقديم حلول عقارية مبتكرة بمجالات الصحة والرفاهية

مجموعة «جي إف إتش» المالية تعلن إطلاق «أوت لايف» (OUTLIVE)، وهي شركة عقارية مبتكرة تهدف إلى وضع معايير جديدة  للصحة والرفاهية في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.


تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».