كرة القدم الكويتية تنتظر قرار «فيفا» برفع الإيقاف الدولي

مجلس الأمة أقر أمس قانون الرياضة الجديد بموافقة 47 من أصل 51 عضواً

جانب من اجتماع مجلس الأمة الكويتي أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من اجتماع مجلس الأمة الكويتي أمس («الشرق الأوسط»)
TT

كرة القدم الكويتية تنتظر قرار «فيفا» برفع الإيقاف الدولي

جانب من اجتماع مجلس الأمة الكويتي أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من اجتماع مجلس الأمة الكويتي أمس («الشرق الأوسط»)

أقر مجلس الأمة الكويتي أمس (الأحد)، قانون الرياضة الجديد في مداولتين وأحاله إلى الحكومة، بحضور 51 نائباً وموافقة 47 ورفض 3 وامتناع واحد.
وعقد المجلس جلسة خاصة لهذا القانون فقط، رغم أن الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال لحين تشكيل الحكومة الجديدة المرتقب خلال أيام، وفي ظل استعدادات الكويت لاستضافة قمة مجلس التعاون الخليجي.
وعبر سعدون حماد رئيس لجنة الشباب والرياضة في البرلمان الكويتي، في تصريح بثه التلفزيون المحلي، عن أمله في أن تنتهي أزمة الرياضة في الكويت بعد إقرار القانون.
ووافق المجلس على التقرير الثاني للجنة الشباب والرياضة بشأن قانون الرياضة الجديد، ورفض بالتصويت مقترح رد الاتحادات المنحلة.
وكانت الحكومة توصلت مع لجنة الشباب والرياضة في 19 أكتوبر (تشرين الأول) إلى مشروع قانون رياضي جديد «يفي» بالمتطلبات الدولية.
وأوضح وزير التجارة والصناعة وزير الدولة لشؤون الشباب بالوكالة خالد الروضان، حينها، أن مشروع القانون هو «نتاج جهود 4 أشهر مع الاتحاد الدولي لكرة القدم»، وأن الحكومة «توصلت إلى اتفاق مع الفيفا على مشروع قانون بشأن الرياضة يتوافق مع الميثاق الدولي وينسجم في الوقت نفسه مع دستور دولة الكويت وسيادتها وقوانينها ويحافظ على المال العام».
وفرضت هيئات رياضية منها اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عقوبة الإيقاف بحق الكويت منذ أكتوبر 2015، على خلفية التدخل السياسي في عمل المنظمات الرياضية.
ومطلع 2017، طلبت الكويت رفع الإيقاف متعهدة بتعديل القوانين، إلا أن اللجنة الأولمبية رفضت الطلب واشترطت قيام الكويت بخطوات عدة، في مقدمتها جعل القوانين الرياضية متوافقة مع المعايير الدولية، قبل البحث في رفع الإيقاف.
وعوقبت الكويت بالإيقاف في 2010 بسبب خلاف مشابه، إلا أنها عادت للمنافسات قبل أولمبياد لندن 2012.
وقال حماد: «بإذن الله سوف نرى الفرق الكويتية في المحافل الدولية» مرة أخرى. ونقلت وسائل إعلام كويتية عن رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم تأكيده في بداية الجلسة على دستورية الجلسة، رغم أن الحكومة مستقيلة وحضورها يشكل شرطاً لصحة الجلسة.
ونقلت أيضاً عن وزير الدولة لشؤون الشباب خالد الروضان قوله في البرلمان إن «جلسة أمس تاريخية لإقرار قانون الرياضة ورفع الإيقاف عن الكويت وإنهاء معاناة شباب الكويت، وإقرار القانون سيخطو خطوات كبيرة على طريق تطوير الرياضة».
وأضاف الوزير: «دخلنا مفاوضات كبيرة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم لرفع الإيقاف الرياضي... حرصنا على إنجاز قانون يتواءم مع متطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم... رئيس الاتحاد الدولي أبلغنا على صفة الاستعجال بأن القانون الجديد متوافق مع قوانين الفيفا ويجب إقراره بأسرع وقت».
وكانت اللجنة الأولمبية و«الفيفا» حددا مطلع هذه السنة، 3 شروط لرفع الإيقاف؛ هي «إنهاء مسار مراجعة القوانين المطبقة على الهيئات الرياضية في الكويت وجعلها متوافقة كلياً» مع المعايير الدولية، وإعادة العمل باللجنة الأولمبية الكويتية والاتحادات التي تم حلها (في 2016)، و«حل أي هيئات موازية تم تعيينها من قبل السلطات الكويتية»، وسحب الدعاوى القانونية الكويتية ضد الهيئات الدولية.
وكان الشيخ أحمد اليوسف انتخب في نهاية أكتوبر الماضي رئيساً للاتحاد الكويتي لكرة القدم بالتزكية بعد جمعية عمومية غير عادية للأندية، قاطعها نادي القادسية فقط، بيد أن «الفيفا» تمسك بالاتحاد المنحل برئاسة الشيخ طلال الفهد.
وفيما خص الدعاوى المرفوعة ضد الهيئات الدولية، فقد أبدت الحكومة في مناسبات سابقة عدة ليونة بخصوص سحبها متى ما ظهرت بوادر رفع الإيقاف.
وأكد الروضان خلال جلسة أمس (الأحد)، أن عودة الاتحادات المنحلة أمر يخص الجمعية العمومية (الأندية)، ودعا النواب إلى ضرورة إقرار القانون اليوم (الاثنين)، حتى يتم إرساله إلى «الفيفا» لتضعه إحدى لجانه على جدول أعمالها في الاجتماع الذي سيعقد اليوم أيضاً. ووجه رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم الأربعاء الماضي، الدعوة إلى الحكومة والنواب لحضور الجلسة الخاصة للمجلس التي عقدت الأحد، لإقرار قانون الرياضة الجديد المتوافق مع معايير واشتراطات الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وحرم الإيقاف الرياضيين الكويتيين من رفع علم بلادهم في أولمبياد ريو 2016، ومن المشاركة في مسابقات عدة أبرزها تصفيات مونديال 2018 في روسيا.
ونص المشروع الجديد الذي سيتيح لـ«الفيفا» إصدار قرار مرتقب وقريب برفع الإيقاف الدولي عن الكرة الكويتية على عدة تعريفات تعنى بالهيئات الرياضية والاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية الكويتية والبارالمبية والتحكيم الرياضي ووكالة المنشطات الكويتية.
وذهب القانون في فصله الثاني إلى شروط وضوابط تخص استحداث الهيئة الرياضية وقوانينها، فيما يتضمن الفصل الثالث معايير وقواعد خاصة بالمنافسات الرياضية والنشاطات، أما الفصل الرابع فخص كل النواحي المالية الحكومية.
أما الفصل الخامس فتضمن قانون الأندية وآلية أنشطتها وجمعياتها العمومية، بينما ذهب الفصل السادس للتأكيد على الأنظمة الأساسية للاتحادات الرياضية، واختص الفصل السابع باللجنة الأولمبية الوطنية، إلى جانب تركيز الفصل الثامن من القانون على اللجنة البارالمبية ونظامها وجمعيتها العمومية، فيما حدد الفصل التاسع آليات المنازعات الرياضية بين الأطراف الرياضية الكويتية من أندية واتحادات ولاعبين وكل منتمٍ لها، وخلص القانون في فصوله الثلاثة الأخيرة؛ العاشر والحادي عشر والثاني عشر، إلى رسم الأحكام العامة والعقوبات وقراراته النهائية.
وبدأ مجلس الأمة الكويتي جلسته ببحث وقراءة التقرير الثاني للجنة الشباب والرياضة البرلمانية الخاص بقانون الرياضة. وأكد مرزوق الغانم الذي ترأس الاجتماع في مستهلها دستورية هذه الجلسة استناداً إلى آراء خبراء دستوريين. وتنص المادة 103 من الدستور الخاص بمجلس الأمة الكويتي على أنه «إذا تخلى رئيس مجلس الوزراء أو الوزير عن منصبه لأي سبب من الأسباب يستمر في تصريف العاجل من شؤون منصبه لحين تعيين خلفه».


مقالات ذات صلة

إنييستا يودّع الملاعب أمام 45 ألف متفرج في طوكيو

رياضة عالمية أندريس إنييستا (أ.ف.ب)

إنييستا يودّع الملاعب أمام 45 ألف متفرج في طوكيو

ودَّع نجم كرة القدم الإسباني المعتزل، أندريس إنييستا، مسيرته الكروية (الأحد) في مباراة استعراضية بين أساطير برشلونة وريال مدريد في طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
رياضة عالمية أوناي إيمري (إ.ب.أ)

إيمري: فورست منافس حقيقي في السباق على المراكز الأولى

قليلون هم الذين كانوا يتوقعون منافسة نوتنغهام فورست على المراكز الأربعة الأولى، في بداية موسم الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عربية سيتم الإعلان عن هوية الفريق الفائز بجائزة أفضل ناد في أفريقيا (رويترز)

جوائز أفريقيا: الأهلي ينافس الزمالك على «أفضل نادٍ»

يتجدد الصراع بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك عبر جائزة أفضل نادٍ في أفريقيا التي سيتم الإعلان عن هوية الفريق الفائز بها.

«الشرق الأوسط» (مراكش)
رياضة عالمية غاري أونيل (رويترز)

مدرب ولفرهامبتون: فرص خسارة وظيفتي تزيد مع كل «نتيجة سيئة»

قال غاري أونيل مدرب ولفرهامبتون واندرارز إنه غير مكترث بالتكهنات بشأن مستقبله بعد هزيمة فريقه الرابعة على التوالي في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أصيب الحارس البالغ عمره 31 عاماً بقداحة ألقيت من المدرجات (رويترز)

دريفيس حارس مرمى بوخوم يُصاب بـ«قداحة»... والنادي يحتج

يعتزم بوخوم التقدم باحتجاج أمام الاتحاد الألماني لكرة القدم، بعدما أصيب حارس مرماه باتريك دريفيس بقداحة ألقيت باتجاهه، في التعادل مع مضيفه أونيون برلين.

«الشرق الأوسط» (برلين)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».