كشف لغز مومياء فريدة من نوعها لطفلة مصرية تعود إلى 1900 سنة

«غاريت» وجدت ملفوفة داخل تابوت مرسوم عليه صورتها

كشف لغز مومياء فريدة من نوعها لطفلة مصرية تعود إلى 1900 سنة
TT

كشف لغز مومياء فريدة من نوعها لطفلة مصرية تعود إلى 1900 سنة

كشف لغز مومياء فريدة من نوعها لطفلة مصرية تعود إلى 1900 سنة

تمكن علماء الآثار من فك لغز مومياء فريدة من نوعها لطفلة مصرية بعمر خمس سنوات، بعد 106 سنوات من العثور عليها في قرية «هوارة» على بعد 9 كيلومترات جنوب شرقي مدينة الفيوم.
واستخدم الباحثون تقنية المسح بالأشعة السينية المبتكرة التي تساعد على كشف قصتها... وقد سلطت عمليات المسح الضوء على عدد من الأسرار، بما في ذلك كيفية إعداد جسدها منذ 1900 سنة، وما هي الأشياء التي دفنت معها، وسبب وفاتها.
وكانت المومياء المعروفة باسم «غاريت» ملفوفة داخل تابوت مرسوم عليه صورتها، لكن حتى الآن لم يتمكن علماء الآثار من معرفة سوى معلومات قليلة عن المومياء. وكان علماء آثار وباحثون من جامعة نورث وسترن الأميركية، قد توصلوا من خلال عمليات المسح إلى كيفية إعداد جسدها منذ 1900 سنة، باستخدام تقنية تشتت الأشعة السينية، وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه الطريقة على مومياء إنسان.
وقالت مصادر أثرية، إن هرم «هوارة» هو أحد أهرامات مصر، بناه أمنمحات الثالث من ملوك الأسرة الثانية عشرة بقرية «هوارة» من الطوب اللبن المكسو بالحجر الجيري، ويحوي الهرم دهاليز وحجرات كثيرة تنتهي بحجرة الدفن، وجد بها تابوت حجري ضخم من قطعة واحدة من حجر الكوارتزيت يصل وزنها إلى 110 أطنان. واعتبر البروفسور ستيوارت ستوك، الكشف فريدا من نوعه، حيث لأول مرة يتم فك لغز المومياء بخاصية «D3»، لكنه قال: «لدينا بعض النتائج الأولية حول مختلف المواد، لكن الأمر سيستغرق أياما قبل أن يتم التأكد من الإجابات الدقيقة لأسئلتنا».
ومومياء «غاريت»، هي واحدة من بين مائة مومياء فقط لها رسومات لوجوهها... ولتلك المومياوات رسومات موضوعة وسط لفافات التحنيط، فوق الوجه مباشرة وتحاكي وجوه أصحابها الحقيقية.
وكانت الطفلة ملفوفة في الكتان بطولها البالغ 90 سم فقط... ورُتب الغلاف الخارجي في نمط هندسي معقد من الأشكال المتداخلة التي استخدمت كإطار لصورة الوجه... ورُسمت الصورة باستخدام شمع العسل والألوان، وتُظهر وجها يُحدق نحو الخارج بشعر داكن متدل خلف الرأس، وتظهر الفتاة في الصورة مرتدية سترة قرمزية اللون ومجوهرات ذهبية.
ويعتقد علماء الآثار، أن المومياء «غاريت» جاءت من عائلة ذات وضع عال، حيث دفنت بقاعة فاخرة تحت الأرض، جنبا إلى جنب مع أربع مومياوات أخرى. ويأمل العلماء أن يلقي تحليلهم الضوء على هوية الفتاة ومن أين أتت؟ وبمقارنة صورة الفتاة مع صور مومياوات أخرى، اكتشفوا أن صورتها غالبا قد رُسمت بشكل فريد ومميز، وفي مرسم مختلف عن الآخرين.
وقد أعطى المسح للباحثين صورة ثلاثية الأبعاد لتكوين المومياء، وسمح لهم أن يؤكدوا أن الفتاة كانت تبلغ من العمر خمس سنوات. وأكد المسح كذلك خلو جسد الفتاة من أي آثار صدمات واضحة. ورجح العلماء أن تكون الفتاة ماتت جراء إصابتها بأحد الأمراض. من جانبها، أكدت المصادر الأثرية، أنه توجد بجوار هرم «هوارة» بقايا قصر «التيه» الذي كان معبدا كبيرا بناه أمنمحات الثالث، وهو ملاصق للهرم، وكان يضم 12 بهوا مسقوفا، وتقدر عدد حجرات المبنى 300 حجرة نصفها أسفل الأرض بها ضريح الملك ومومياوات التماسيح المقدسة، ونصفها الآخر فوق سطح الأرض، وتوجد جبانات من العصر المتأخر.


مقالات ذات صلة

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق معرض يحكي قصة العطور في مصر القديمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

معرض أثري يتتبع «مسيرة العطور» في مصر القديمة

يستعيد المتحف المصري بالتحرير (وسط القاهرة) سيرة العطر في الحضارة المصرية القديمة عبر معرض مؤقت يلقي الضوء على صناعة العطور في مصر القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الفيلا تدلّ على «أسلوب حياة فاخر» (تيفونت أركيولوجي)

اكتشاف آثار فيلا رومانية فاخرة على الأرض البريطانية

اكتشف علماء آثار و60 متطوّعاً فيلا رومانية تدلّ على «أسلوب حياة فاخر»، وذلك في مقاطعة يلتشاير البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

في إنجاز عربي جديد يطمح إلى صون التراث وحفظ الهوية، أعلنت منظمة «اليونيسكو»، الأربعاء، عن تسجيل عنصر «الحناء» تراثاً ثقافياً لا مادياً.


علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.