عبر حقوقيون روس عن قلقهم على مصير القطط المشردة التي تبقى من دون مأوى تلوذ إليه بحثا عن بعض الدفء في أيام الشتاء الروسي البارد. وذكرت وكالة «تاس» أن موضوع تأمين ملاذ للقطط أصبح مسألة يدور جدل حاد حولها بين حقوقيين يطالبون بفتح نوافذ أقبية المباني وشركات خدمات ترفض هذا الاقتراح. وهذه هي المرة الأولى التي يدور فيها بروسيا حديث حول قضية القطط وتحديات فصل الشتاء. وتحتوي جميع المباني السكنية والعامة في روسيا على أقبية، تستفيد منها عادة مؤسسات الخدمات العامة والخاصة لتأمين الماء والتدفئة والكهرباء للمبنى، باعتبارها أشبه بغرفة تحكم بشبكة الماء والكهرباء لكل مبنى. إلا أنّ الجزء الأكبر من القبو يبقى فارغا من دون استخدام. وتلجأ الحيوانات المشردة، خصوصا القطط إلى تلك الأقبية، إلا أنّ العاملين هناك يقومون بطردها ويغلقون النوافذ خصوصا على جانبي كل قبو التي يتم فتحها لتخفيف أي ضغط يتعرض له الجزء السفلي من المبنى، وللتهوية في آن واحد.
وبموجب الأنظمة العامة يجب أن تبقى تلك الأقبية مغلقة، ولا يسمح للقطط بدخولها والعيش فيها. ويقول مسؤولون في الأقاليم الروسية إن المواطنين يتقدمون بشكاوى يطالبون فيها باتخاذ إجراءات لمنع القطط من دخول الأقبية، لأنّها تبقى محاصرة هناك، بعد أن يُغلق العمال النوافذ والمدخل، ما يضطر الموطنين إلى فتح تلك النوافذ كي تتمكن القطط من الخروج لتأمين ما تأكله. ونظرا لعدم وجود أي قوانين في هذا المجال يلاحق العمال من مؤسسات الخدمات العامة القطط ويطردونها كما يحلو لهم، وبالطريقة التي يختارونها. كما يقفلون كذلك النوافذ التي يفترض من الناحية التقنية أن تبقى مفتوحة. وتقول فيكتوريا شيفتسوفا، مديرة منظمة «إيكو لايف» (الحياة البيئية) في داغستان جنوب روسيا، إن الأقبية في مدينة محج قلعة كانت مفتوحة دوما في السابق أمام القطط، أمّا الآن فإن تلك النوافذ تُغلق، لمنع انتقال الجرذان منها إلى المبنى السكني.
غير أن حقوقيين ناشطين في مجال حماية الحيوان يطالبون بإبقاء نوافذ الأقبية مفتوحة في فصل الشتاء، لحماية القطط من هلاك مؤكد في البرد. وترى فالنيتنا كوت، مديرة مأوى «أفضل صديق» الخاص للحيوانات، أن فتح النوافذ يساعد القطط المشردة على قضاء فصل الشتاء، وتؤكد أنّ هذا أمر غاية في الأهمية لا سيما في المناطق السكنية الحديثة. أمّا لاريسا أكمانوفا، مديرة منظمة الدفاع عن الحيوانات المشردة في مقاطعة نوفغورود، فترى أنّ فتح النوافذ سيدفع القطط والكلاب المشردة للتوجه إلى الأقبية، حيث سيكون من السهل الإمساك بها لتعقيمها كي لا تتمكن من التكاثر وإطلاقها بعد تلقيحها من الأمراض. ولدعم وجهة نظرهم بضرورة فتح النوافذ للقطط، يقول حقوقيون إن دخول القطط إلى الأقبية يساعد كثيرا في حل مشكلة القوارض والجرذان، وسيكون من الصعب مواجهة هذه الظاهرة إذا منعنا القطط من العيش في الأقبية.
وعلى خلفية هذا الجدل، أطلقت بعض المناطق السكنية في مدينة بطرسبورغ مشاريع اجتماعية، يتعاون فيها السكان أنفسهم مع البلديات المحلية لتأمين ملاذ للقطط المشردة في فصل الشتاء. حيث يستخدمون الأجزاء الأكثر دفئا من القبو ويخصصونه للقطط، ويحدّدون أماكن يضعون فيها أوان خاصة لتقديم الطعام للقطط. على ما يبدو أنّ السكان يحذون حذو متحف الأرميتاج الشهير، الذي جرت العادة أن يفتح أبواب أقبيته أمام القطط، لتواجه بدورها الفئران والجرذان، كي لا تتلف اللوحات والمخطوطات في المتحف. وبدأ هذا التقليد منذ عهد القيصر بطرس، وما يزال مستمرا حتى الآن. وتقول آنا كوندراتيفا، مدير متحف بطرسبورغ للقطط في متحف الأرميتاج الحكومي، إن المتحف الروسي أخذ يطبق الفكرة نفسها بمبادرة ذاتية من العاملين فيه، وكذلك يجري تنظيم مأوى للقطط في متحف آنا أخماتوفا، حيث تعيش القطط هناك في الممرات وعلى السقيفة. كما قدمت مدينة بارنا أول مثل مميز في مجال حماية القطط المشردة في الشتاء، وتعاونت في المدينة منظمة «لاسكا» الاجتماعية مع متطوعين لإخضاع القطط لعمليات خاصة كي لا تتمكن من الإنجاب، ومن ثم إطلاقها في أقبية هيئت لتصبح مناسبة لها، ويواصل المتطوعون رعاية القطط وتنظيف المكان، الذي اختفت منه عمليا الفئران والجرذان.
روسيا: دعوات لفتح الأقبية للقطط في الشتاء
روسيا: دعوات لفتح الأقبية للقطط في الشتاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة