الجيش الأميركي يدافع عن غاراته في الصومال وينفى سقوط مدنيين

مقديشو تسمح بأربعة حراس فقط لكل مسؤول حكومي

صورة وزعتها «أفريكوم» لقوات أميركية تدرب جنوداً صوماليين في مقديشو
صورة وزعتها «أفريكوم» لقوات أميركية تدرب جنوداً صوماليين في مقديشو
TT

الجيش الأميركي يدافع عن غاراته في الصومال وينفى سقوط مدنيين

صورة وزعتها «أفريكوم» لقوات أميركية تدرب جنوداً صوماليين في مقديشو
صورة وزعتها «أفريكوم» لقوات أميركية تدرب جنوداً صوماليين في مقديشو

دافعت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) أمس، عن الغارات الجوية التي يشنها الجيش ضد الجماعات الإرهابية بالصومال، في أغسطس (آب) الماضي، وقالت إنها لم تتسبب في مقتل المدنيين.
وفي أول بيان معلن عن نتائج تحقيق في الواقعة، قالت قيادة «أفريكوم»، من مقرها في مدينة شتوتغارت الألمانية، إنه «بعد إجراء تقييم شامل للعملية التي يقودها الجيش الوطني الصومالي بالقرب من باريير، في 25 من أغسطس، والمزاعم المرتبطة بإصابات في صفوف المدنيين، خلصت قيادة العمليات الخاصة الأميركية في أفريقيا (سوكاف) إلى أن الضحايا الوحيدين هم من مقاتلي العدو المسلح»، على حد قولها. ولفتت إلى أنه «قبل إجراء العمليات مع القوات الشريكة، تقوم (سوكاف) بتخطيط وتنسيق مفصل، للحد من احتمالية وقوع إصابات بين المدنيين، وضمان الامتثال لقانون النزاعات المسلحة»، مشيرة إلى أنها تتخذ «الادعاءات بشأن وقوع إصابات بين المدنيين، على محمل الجد».
ورأت أن استجابة الولايات المتحدة للتحديات في الصومال هي العمل مع الحكومة الاتحادية والإدارات الاتحادية للدول الأعضاء بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والشركاء الآخرين الذين يعملون على تحقيق هدف مشترك، ودعم الجهود التي يقودها الصوماليون للاستقرار وإعادة بناء بلدهم.
ويشير البيان، الذي صدر مساء أول من أمس، إلى غارة مشتركة بين قوات أميركية وصومالية على قرية باريري، قال شهود عيان إن عشرة مدنيين قتلوا فيها. ونشرت «أفريكوم» لاحقا تقريرا عن مشاركة الجيش الأميركي في الصومال، معززا بصور فوتوغرافية لما يقرب من 60 جنديا من كتيبة دنب من خريجي الجيش الوطني الصومالي من دورة لوجيستية، من قبل الفرقة 101 المحمولة جوا في الجيش الأميركي خلال شهر مايو (أيار) الماضي، مشيرة إلى أن الدورة التي أقيمت في العاصمة الصومالية مقديشو ركزت على مختلف جوانب نقل الأفراد والمعدات واللوازم.
وكثفت الولايات المتحدة عملياتها في الصومال هذا العام بعدما خفف الرئيس الأميركي دونالد ترمب قيودا على عمليات الجيش في شهر مارس (آذار) الماضي، كما زادت واشنطن عدد الضربات الجوية، إذ ارتفع عددها هذا العام إلى مثلي عددها العام الماضي.
من جهة أخرى، لقي 3 أشخاص مصرعهم وأصيب 10 آخرون معظمهم مدنيين في هجوم بالقنابل في مدينة بوصاصو ضد قوات حكومة إقليم البونت لاند «أرض اللبان» بشمال شرقي الصومال. وقالت وكالة الأنباء الصومالية إن قوات الأمن التي وصلت إلى المكان، قامت بعمليات التمشيط بحثا عن الجناة.
إلى ذلك، جددت وزارة الداخلية الصومالية الإجراءات الأمنية التي اتخذت منتصف العام الجاري، بشأن تحديد الحراس المسؤولين الحكوميين وأسلحتهم. وقال وزير الداخلية محمد أبوكر إسلو في مؤتمر صحافي في مقديشو، إن وزارته «تأمر جميع الجهات المعنية بالالتزام التام بالبنود الصادرة عن الحكومة حول مهمة تعزيز أمن العاصمة». ودعا المسؤولين إلى التقيد بمرافقة أربعة حراس فقط. وكان رئيس الحكومة حسن علي خيري قد تفقد في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، نقاط التفتيش التي توجد فيها عناصر الأمن المكلفة بأمن مقديشو، وأشاد بأجهزة الأمن والشرطة التي لا تألو جهدا في «تصفية الخلايا الإرهابية»، على حد تعبيره.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.