الهلال يراهن على خبرته لتجاوز «كبوة آسيا»

يقف أمام تحد من نوع آخر للدفاع عن سجله البطولي محلياً

غياب إدواردو وخريبين قد يشكل عائقاً أمام الهلال في مستهل عودته المحلية (تصوير: علي العريفي)  -  الأمير نواف بن سعد أمامه مسؤولية كبيرة في انتشال الفريق من صدمة نهائي «الأبطال»... («الشرق الأوسط»)
غياب إدواردو وخريبين قد يشكل عائقاً أمام الهلال في مستهل عودته المحلية (تصوير: علي العريفي) - الأمير نواف بن سعد أمامه مسؤولية كبيرة في انتشال الفريق من صدمة نهائي «الأبطال»... («الشرق الأوسط»)
TT

الهلال يراهن على خبرته لتجاوز «كبوة آسيا»

غياب إدواردو وخريبين قد يشكل عائقاً أمام الهلال في مستهل عودته المحلية (تصوير: علي العريفي)  -  الأمير نواف بن سعد أمامه مسؤولية كبيرة في انتشال الفريق من صدمة نهائي «الأبطال»... («الشرق الأوسط»)
غياب إدواردو وخريبين قد يشكل عائقاً أمام الهلال في مستهل عودته المحلية (تصوير: علي العريفي) - الأمير نواف بن سعد أمامه مسؤولية كبيرة في انتشال الفريق من صدمة نهائي «الأبطال»... («الشرق الأوسط»)

يقف فريق الهلال أمام تحدٍ من نوع آخر بعد فراغه من المشاركة الآسيوية وعودته للمشاركة المحلية في دوري المحترفين السعودي؛ حيث يلتقي الأهلي غدا في العاصمة الرياض، وذلك بعد خسارته صانع الألعاب البرازيلي إدواردو حتى نهاية الموسم الحالي لتعرضه لقطع في الرباط الصليبي، إضافة إلى إصابة هداف الفريق؛ السوري عمر خريبين، حيث ضربت رأس القوة الهجومية للفريق.
وسيكون التحدي والهم الأكبر الذي سيحمله المدير الفني للفريق الأوروغوياني رامون دياز هو الوصول إلى الوصفة المناسبة لعلاجه قبل العودة من جديد للدفاع عن لقب الدوري السعودي للمحترفين.
وينتظر أن تشفع أسماء الخبرة التي يمتلكها رامون دياز في الهلال في السير بالفريق لبر الأمان وتجاوز عثرة «الآسيوية» بتحقيق الانتصارات المحلية وإعادة توهج الفريق، وذلك لامتلاكه عددا من لاعبي الخبرة؛ منهم محمد الشلهوب وياسر القحطاني وأسامة هوساوي وسلمان الفرج، الذين يعول عليهم عشاق الأزرق في بث روح الحماسة من جديد داخل نفوس اللاعبين، للمحافظة على اللقب المحلي، وخوض تحد جديد في النسخة الآسيوية الجديدة التي ستكون ورقة الرهان التي تراهن عليها الكتيبة الهلالية من جديد.
ورغم أن بداية فريق الهلال في الدوري ستكون أمام متصدر الترتيب فريق الأهلي في كلاسيكو الكرة السعودية غداً الجمعة، فإن هناك تفاؤلا كبيرا لأنصار الأزرق بقدرة فريقهم على تجاوز منافسهم وإسعادهم ذلك المساء.
كما أن الأسماء الشابة التي يملكها دياز لا تقل قيمتهم الفنية عن الأسماء الأساسية، بوجود نواف العابد ومحمد كنو وريفاس ومختار فلاتة وماجد النجراني، وهذا ما سيسهل مهمة الأوروغوياني في تحريك الأسماء داخل الخريطة الهلالية دون أن يتأثر عطاء الفريق بغياب النجوم الأجانب، فسماء الهلال الزرقاء مكتظة بالنجوم القادرين على صناعة الفارق ومواصلة السير في طريق الحفاظ على اللقب.
وكان فريق الهلال خسر نهائي دوري الأبطال، واستيقظ محبوه على واقع مرير بعد أن حملتهم أحلاهم إلى معانقة الذهب والتتويج بلقب طال انتظاره. ورغم الخسارة المرة، فإنه كسب احترام الجميع على ما قدمه طوال مشواره الحافل في الأدوار التمهيدية والإقصائية، في الوقت الذي تكالبت فيه الظروف عليه وحرمته من أهم أوراقه وأبرز نجومه في الأمتار الأخيرة من السباق نحو اللقب، وهو ما لم يعق الهلال عن استعرض قواه ومحاصرة اليابانيين في عقر دارهم واختراق تقنياتهم الدفاعية، غير أن الحظ كان عنيداً كعادته وأدار ظهره لأبناء الصحراء.
نافذة الأقدار حملت البطولة في نهاية المطاف للفريق الأقل إمكانات والأكبر حظاً، ولم تشفع الإمكانات الكبيرة والأداء الرفيع للهلال في الصعود إلى منصة التتويج، فكان البطل أوراوا كالحمل الوديع في مواجهتي الذهاب والإياب، مكتفياً بتحصين مناطقه الخلفية أمام الأمواج الزرقاء الهادرة، بيد أن قانون كرة القدم لا يرحم: «من يهدر الفرص الكثيرة، حتماً سيقبل الأهداف»، وهو ما حدث في نهائي القارة الصفراء فذهبت البطولة للفريق الذي لم يقبل الأهداف.
ليس الأقوياء من ينتصرون دائماً، لكن الأقوياء هم من لا يستسلمون عند الخسارة، ويعودون أكثر قوة وصلابة للمحاولة من جديد، وكما أن الانتصارات لا تدوم مع الأفراح، مثلها الأحزان لا تدوم مع الخسائر، فالهلال عود الجميع على العودة إلى التعافي من الصدمات سريعاً والاستفادة من الأخطاء ومعالجتها، ولا يرضى بأن ينتهي به المطاف إلا فوق منصات التتويج.
وهذا ما أكده الأمير نواف بن سعد، رئيس النادي، في حديثه الرصين بعد خسارة اللقب، وكان شجاعاً وهادئاً في تصريحاته، ولم يحمل أياً من الأطراف هذه الخسارة، على الرغم من مرارتها عليه قبل اللاعبين والجهازين الفني والإداري وحتى الجماهير، ففي مثل هذه الظروف تتضح الرؤية، ويعرف القائد المحنك القادر على احتواء الموقف وإعادة ترتيب الأوراق من جديد، لأن «وجه السعد» يدرك أن المجد في محاولة الوصول إلى الهدف، وليس عند الوصول إليه.
الأمير نواف بن سعد لم يحمل الموقف أكثر مما يحتمل، واعتذر لجميع الجماهير السعودية قبل الجماهير الهلالية، وشدد على أن البطولة الآسيوية صفحة وطويت، وأنه يجب على الهلاليين الاستفادة من السيناريو الذي أعقب خسارة اللقب في عام 2014 وعدم تكرار ما حدث في ذلك الموسم من النكسات في المسابقات المحلية، فخسر أمام ضيف دوري الأضواء العروبة بهدف دون رد، وظهر آنذاك بمستوى باهت حتى ابتعد عن المنافسة على اللقب، وهو ما لا يريد أنصار الهلال تكراره.
ولعشاق ومحبي الفريق قصة وحب ووقفة جسدت معنى الوفاء لفريقها في الأحزان قبل الأفراح، وأثبت جمهور الهلال أنه العلامة الفارقة في تاريخه وأمجاده المتلاحقة، ومن أهم الأسباب التي دفعته إلى تحقيق البطولات، فبعد الخسارة الأليمة وغير المتوقعة التي معها ذهبت أحلاهم في المشاركة بالمونديال العالمي أدراج الرياح، لم يقسوا الجمهور الهلالي على لاعبي الفريق، وأعدوا العدة لاستقبال يليق ببطل غير متوج، في «درة الملاعب» في العاصمة السعودية الرياض، أمام الأهلي.
هذه هي عادة الهلاليين؛ فشمسهم لا تغيب، وطموحهم لا يتوقف عند حد، فالتعثر في محطة لا يعني نهاية المطاف بالنسبة لهم، فالبطولة الآسيوية محطة من بين عشرات المحطات التي تجاوزها الهلال وفاز بألقابها، فالتاريخ يحفظ له أنه النادي الأكثر وصولاً لنهائي القارة، والأكثر تحقيقاً للقب، والأكثر مشاركة من بين جميع الأندية. ونهاية النسخة الحالية دون أن يحققها «الزعيم» لا تعني نهاية المطاف، وإنما هي بمثابة التحدي الجديد للهلاليين في إثبات علو كعب الكرة السعودية، وقدرتها على العودة بثوب جديد وبصورة أقوى لانتزاع اللقب والعودة به إلى الرياض.


مقالات ذات صلة

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة عالمية الألماني هانز فليك مدرب برشلونة (إ.ب.أ)

فليك: تركيز برشلونة ينصب على ليغانيس

قال هانز فليك، مدرب برشلونة، السبت، إن فريقه يوجه كل تركيزه إلى مباراة ليغانيس المقررة الأحد.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

سيميوني: لو نورمان سيحصل على فرصة المشاركة مع أتلتيكو

قال دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، السبت، إن روبن لو نورمان سيحصل على فرصة اللعب لفترات أطول.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية الإسباني لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي (أ.ف.ب)

إنريكي: أقدّم أفضل موسم في مسيرتي

أصر الإسباني لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي، السبت، على أنّ الأرقام تؤكد أنّه يخوض «الموسم الأفضل» في مسيرته.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان يواصل مهاجمة لاعبيه (أ.ف.ب)

فونسيكا: على لاعبي ميلان الارتقاء لمستوى النادي العريق

قال باولو فونسيكا، مدرب ميلان، اليوم (السبت)، إن لاعبي الفريق بحاجة إلى تحسين نهجهم وموقفهم والارتقاء إلى مستوى التاريخ العريق للنادي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».