الخرطوم: مؤتمر للاستثمار العقاري العربي

اتفاق ألماني ـ سوداني لإطلاق مشاريع الإسكان بتمويل دولي

الخرطوم: مؤتمر للاستثمار العقاري العربي
TT

الخرطوم: مؤتمر للاستثمار العقاري العربي

الخرطوم: مؤتمر للاستثمار العقاري العربي

احتفل الاتحاد العربي للتطوير والاستثمار العقاري مؤخراً في الخرطوم، بتدشين العاصمة السودانية مقرا للاتحاد، تنطلق منه مشاريع وبرامج خطط الإسكان والتطوير العقاري للدول العربية.
ووافقت الحكومة السودانية على منح الاتحاد أرضا شاسعة لإقامة مركز نموذجي للإسكان الاقتصادي للمواطن العربي بالقرب من الخرطوم، التي سينطلق منها أول مؤتمر دولي للاتحاد العقاري العربي بمشاركة عربية دولية واسعة، والذي تحدد له فبراير (شباط) المقبل. وسيطلق الاتحاد شركة عقارية من الخرطوم خلال الفترة القليلة المقبلة.
وأوضح رجل الأعمال الإماراتي الدكتور أحمد آل سويدين رئيس الاتحاد العربي العقاري لـ«الشرق الأوسط» عقب لقائه الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير، الذي بارك كل خطوات الاتحاد في السودان، أن اختيار الاتحاد العربي العقاري الاستثماري للخرطوم مقرا له، يعود للدور الكبير الذي لعبه المهندسون السودانيون في تصميم عدد من المدن العربية، بجانب كونه يتمتع ببنية عقارية هائلة من ناحية مواد البناء ووجود خامات تصلح لصناعات متطورة في مجال البناء
وقال إن الاتحاد قرر تنشيط مقره في السودان بأقصى سرعة وسيتم تأسيس بنك عقاري عربي، لدعم الاستثمارات العربية المتوقعة بعد رفع الحصار الأميركي على البلاد الشهر الماضي، كما يعتزم الاتحاد إنشاء مدن سكنية تتيح للمواطنين محدودي الدخل من الحصول على سكن بطرق سهلة وباستخدام مواد بناء قليلة التكاليف. وأضاف سويدين أن الملتقى العقاري العربي سيبحث واقع ومستقبل العمل العقاري في السودان، خاصة بعد رفع الحظر على التمويل العقاري وآثاره السلبية التي لمسها الاتحاد في تنفيذ الخطط المشتركة لتوفير السكن وتوفير العقارات. وفرض على التمويل العقاري في السودان منذ عام 2014. ورفع سعر المتر في الخرطوم إلى سعر قياسي يساوي سعر المتر في العاصمة البريطانية لندن.
وأوضح الدكتور أحمد آل سويدين في تصريحات صحافية قبيل مغادرته الخرطوم، أن المؤتمر العربي للاستثمارات العقارية سيحظى بمشاركة واسعة من صناديق التمويل العقاري في دول الخليج وشركات المساهمات العقارية السعودية، للنظر في البرامج والخطط والمشاريع التي أعدها الجانب السوداني، وتشمل الفرص الجاهزة في الإسكان والاستثمار العقاري، والتي اشترط الاتحاد أن تكون خالية من الموانع. إضافة إلى تأسيس آلية مشتركة بين الاتحاد العربي وقطاع الإسكان في السودان لتمويل مشروع مدينة سكنية للمغتربين من صناديق التمويل المصرفية العربية والعالمية، بجانب بحث مشاريع العقارات في السودان السكنية خاصة سكن ذوي الدخل المحدود.
من جانب آخر وقع الصندوق القومي للإسكان مع مجموعة شركات «آي إس إل» الألمانية، التي تعمل في مجال الإسكان والتقنيات الحديثة لبدائل البناء والطرق عقدا لتوفير السكن قليل التكلفة لمحدودي الدخل، بتكلفة تقل 70 في المائة عن التكلفة الحالية.
وقال الدكتور رضوان كمون المدير العام للمجموعة لـ«الشرق الأوسط» إن شركته ستوفر السكن قليل التكلفة لذوي الدخل المحدود في السودان، بتمويل من الصناديق والمنظمات الدولية.
وأعلن أن تكلفة البناء باستخدام التقنية التي تملكها شركته حصريا ستقلل من تكلفة البناء بالسودان بنسبة 70 في المائة مقارنة مع تكلفة البناء بالمواد الإسمنتية، مضيفا أن شركته مستعدة لبناء مائة منزل في اليوم عن طريق البناء الجاهز باستخدام ماكينة البناء التي تنتج ألواحا للحوائط والأسقف وأرضيات.
وأضاف في تصريحات صحافية في ختام زيارته للبلاد التي استغرقت أسبوعا، أنه شهد دورا مميزا للصندوق القومي للإسكان والتعمير تجاه توفير المأوى الاقتصادي الآمن قليل التكلفة، وأعلن أنه تباحث بالزيارة مع الأمانة العامة للصندوق القومي للإسكان والتعمير برئاسة الدكتور غلام الدين عثمان آدم الأمين العام للصندوق حول سبل التعاون المشترك بين الجانبين، مشيرا إلى أنه قدم تنويرا لإدارة الصندوق حول تجربتهم في السكن قليل التكلفة لذوي الدخل المحدود بتمويل من الصناديق والمنظمات الدولية.
وأوضح أن لديهم تجارب كثيرة في هذا الشأن وقد تقدم بطلب للصندوق مبديا رغبته في التعاون والاستثمار في مجال الإسكان باستخدام تقنية حديثة للبناء ملائمة للبيئة بالاستفادة من خلطة تتشكل من الرمال السودانية وتدوير المخلفات البلاستيكية، إضافة إلى مواد عضوية طبيعية، وهي خلطة مجازة من الهيئات العلمية المختصة بألمانيا ومعتمدة من قبل البنك الدولي.
وشرع الصندوق القومي للإسكان واتحاد المقاولين والعقاريين في السودان الشهر الماضي، في تنفيذ استراتيجية لتطوير قطاع التنمية العقارية في البلاد، بالاستفادة من فرص رفع الحصار على البلاد، التي تتيح استقطاب التمويل من المؤسسات الدولية وتقنيات مواد البناء والمستثمرين العقاريين.
وتقوم الاستراتيجية السودانية للتطوير العقاري على وضع خطة قومية للمشروعات التنموية بمختلف الولايات، وعرضها على مختلف المؤسسات المعنية بالتطوير العقاري، وأفراد مساحة أكبر للقطاع الخاص من خلال منظومة الشراكة بين القطاع العام والخاص.
كما تتضمن الاستراتيجية الترويج والتواصل مع الشركاء بتكوين تحالفات استثمارية لتنفيذ المشروعات ذات الحجم الكبير، ونقل وتوطين المعرفة من خلال تأسيس شبكة تواصل مع المؤسسات النظيرة من مختلف دول العالم، وإطلاق جوائز للابتكار والجودة وإدارة العمليات والمشروعات، ووضع برامج محفزة لنمو الصناعات المرتبطة بالتطوير العقاري.
وتشمل الخطة دعم محافظ التمويل المصرفية لمشروعات الإسكان، وإنشاء محافظ جديدة، والسعي لتوفير الضمان مع وزارة المالية وبنك السودان المركزي، لاستقطاب قروض أجنبية، بجانب العمل على تشجيع تنفيذ خطط موجهة للولايات بغرض تحقيق الاستغلال الأمثل للأراضي واستخداماتها، وتنفيذ مشروعات استثمارية لتسيير وتسهيل أهداف «المشروع القومي للمأوى».


مقالات ذات صلة

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

عالم الاعمال خالد الحديثي الرئيس التنفيذي لشركة «وصف» ورامي طبارة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في «ستيك» ومنار محمصاني الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في المنصة ويزيد الضويان المدير التنفيذي للعمليات بـ«الراجحي السابعة» وهنوف بنت سعيد المدير العام للمنصة بالسعودية

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

أعلنت «ستيك» للاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إطلاقها منصتها الرسمية بالسعودية

الاقتصاد «دار غلوبال» أعلنت إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض بالشراكة مع منظمة ترمب (الشرق الأوسط)

«دار غلوبال» العقارية و«منظمة ترمب» تطلقان مشروعين جديدين في الرياض

أعلنت شركة «دار غلوبال» إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض، بالشراكة مع «منظمة ترمب».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منازل سكنية في جنوب لندن (رويترز)

أسعار المنازل البريطانية تشهد ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر

شهدت أسعار المنازل في المملكة المتحدة ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة التوقعات؛ مما يعزّز من مؤشرات انتعاش سوق العقارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص تصدرت «سينومي سنترز» أعلى شركات القطاع ربحيةً المدرجة في «تداول» خلال الربع الثالث (أ.ب)

خاص ما أسباب تراجع أرباح الشركات العقارية في السعودية بالربع الثالث؟

أرجع خبراء ومختصون عقاريون تراجع أرباح الشركات العقارية المُدرجة في السوق المالية السعودية، خلال الربع الثالث من العام الحالي، إلى تركيز شركات القطاع على النمو.

محمد المطيري (الرياض)
عالم الاعمال «جي إف إتش» تطلق «OUTLIVE» لتقديم حلول عقارية مبتكرة بمجالات الصحة والرفاهية

«جي إف إتش» تطلق «OUTLIVE» لتقديم حلول عقارية مبتكرة بمجالات الصحة والرفاهية

مجموعة «جي إف إتش» المالية تعلن إطلاق «أوت لايف» (OUTLIVE)، وهي شركة عقارية مبتكرة تهدف إلى وضع معايير جديدة  للصحة والرفاهية في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.


تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».