«زيارات آسيوية خاصة» تحسم جدل «الملاعب المحايدة» في دوري الأبطال

مصادر قارية أكدت أن القرار لا علاقة له بالمواجهات السعودية ـ الإيرانية

جانب من اجتماع المكتب التنفيذي الآسيوي في بانكوك أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من اجتماع المكتب التنفيذي الآسيوي في بانكوك أمس («الشرق الأوسط»)
TT

«زيارات آسيوية خاصة» تحسم جدل «الملاعب المحايدة» في دوري الأبطال

جانب من اجتماع المكتب التنفيذي الآسيوي في بانكوك أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من اجتماع المكتب التنفيذي الآسيوي في بانكوك أمس («الشرق الأوسط»)

صادق المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي، يوم أمس، على توصية لجنة المسابقات الإبقاء على النظام الحالي لمباريات دوري أبطال آسيا بطريقة الذهاب والإياب، ورفض اللعب في ملاعب محايدة في نسخة البطولة المقبلة، مشترطا وجود طوارئ أمنية تقر عبر لجنة مختصة بذلك.
وشدد مصدر آسيوي مطلع لـ«الشرق الأوسط»، على أن رفض الملاعب المحايدة بين الأندية المشاركة في البطولة ليست له علاقة بالمواجهات التي تجمع الأندية السعودية بنظيرتها الإيرانية، مشيرا إلى عزم الاتحاد القاري على تشكيل لجنة لزيارة المملكة والإمارات وقطر لبحث أزمة المواجهات بين أنديتها في نسخة البطولة المقبلة، مبينا أن الزيارة ستحسم مصير البلدان المحايدة أو الإبقاء على مباريات الذهاب والإياب كما هو معمول به.
وكشف مصدر آسيوي أمس، أن اجتماع المكتب التنفيذي الآسيوي شهد خروج الشيخ البحريني سلمان آل خليفة والسعودي أحمد عيد والإماراتي محمد الرميثي والقطري سعود المهندي لمبدأ تضارب المصالح في قضية الملاعب المحايدة، لكن الغريب أن الاتحاد الآسيوي أبقى على العضو الإيراني حاضرا في الاجتماع.
وكانت أربع دول عربية من بينها السعودية والإمارات قطعت علاقاتها مع قطر في يونيو (حزيران)، بسبب دعم وتمويل الدوحة للإرهاب، فيما ذكرت تقارير عزم أندية البلدين نقل مواجهاتها مع الأندية القطرية على ملاعب محايدة في دوري أبطال آسيا في نسخته المقبلة.
واتفق المكتب التنفيذي الآسيوي، خلال اجتماعه بالعاصمة التايلاندية بانكوك أمس - برئاسة الشيخ سلمان آل خليفة رئيس الاتحاد، وحضور جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، في أعقاب توصيات لجنة المسابقات - الذي ناقش هذا البند برئاسة تشونج مونج جيو نائب الرئيس، «على أن جميع الاتحادات الوطنية المعنية يتطلب عليها أن تبحث مع حكوماتها الحصول على إذن خاص لسفر منتخبات وأندية كرة القدم».
وساند المكتب التنفيذي قرار لجنة المسابقات بإرسال وفد رفيع المستوى إلى الدول المعنية، من أجل محاولة بحث حلول مع الاتحادات الوطنية والحكومات المعنية، من أجل إيجاد حلول للمباريات التي تقام في العادة بنظام الذهاب والإياب.
وأكد إنفانتينو رئيس «فيفا» أهمية المحافظة على مبدأ خوض المباريات بنظام الذهاب والإياب، مضيفا أن كرة القدم يجب أن تبقى مفصولة عن السياسة.
وقرر المكتب التنفيذي أيضا فتح باب الدعوة أمام الشركات الراغبة، من أجل تقديم طلبات الحصول على الحقوق التجارية في الاتحاد اعتبارا من عام 2021، باستثناء منطقة الشرق الأوسط التي حدد لها فبراير (شباط) المقبل 2018، حيث تم تعديل الإطار الزمني لتقديم العطاءات بسبب التحديات الناجمة عن الظروف السياسية.
ويبحث المكتب التنفيذي، قضايا منح الحقوق التجارية، خلال اجتماعه الذي يعقد في مايو (أيار) أو يونيو المقبل، حيث قال الشيخ سلمان، إن «الاتحاد الآسيوي سيضمن تطبيق معايير الشفافية والنزاهة، وكذلك الأخذ بعين الاعتبار آراء الاتحادات الوطنية الأعضاء».
وجدد المكتب التنفيذي أيضا معارضة التدخل الحكومي الذي أدى إلى إيقاف الاتحاد الكويتي لكرة القدم والاتحاد الباكستاني لكرة القدم من قبل «فيفا».
وعلى هامش الحفل السنوي لتوزيع جوائز الاتحاد الآسيوي لعام 2017 اليوم (الأربعاء) في بانكوك، وافق المكتب التنفيذي على إقامة الحفل السنوي لعام 2018 في العاصمة العمانية مسقط. ورحب الشيخ سلمان برئيس «فيفا»، مؤكدا أهمية الشراكة الاستراتيجية بين الاتحادين الآسيوي والدولي في سبيل الارتقاء بالمنظومة الكروية في مختلف أنحاء القارة الآسيوية، وبما ينعكس بصورة إيجابية على الاتحادات الوطنية الآسيوية.
وأكد الشيخ سلمان التزام الاتحاد القاري بدعم تعزيز الاستقرار في المنظمة الدولية والتفاعل الكامل مع مختلف مبادرات وبرامج «فيفا» الرامية إلى النهوض بمختلف مكونات اللعبة، مؤكدا أن الاتحاد الآسيوي سيبقى على الدوام الذراع المساندة لـ«فيفا» في ترسيخ قيم العدالة والنزاهة والشفافية في كرة القدم على مختلف الأصعدة.
وأكد الشيخ سلمان دور كرة القدم الآسيوية على ساحة الدولية للعبة، مشيرا إلى فخره بوجود خمسة منتخبات آسيوية متأهلة إلى نهائيات كاس العالم التي ستقام في روسيا 2018.
وأضاف: «نحن نفتخر بمساهماتنا للاتحاد الدولي. آسيا أصبح لديها رقم قياسي بتأهل خمسة منتخبات إلى المونديال، وقارة آسيا أيضا استضافت العديد من فعاليات الاتحاد الدولي، ومن ضمنها اجتماع الجمعية العمومية في البحرين، وكأس العالم للناشئين تحت 17 عاما وللشباب تحت 20 عاما في كل من الهند وكوريا الجنوبية، وكذلك سوف تقام بطولة كأس العالم للأندية في الإمارات».
واستطرد رئيس الاتحاد الآسيوي: «أنا سعيد أيضا أن العديد من الشركات الآسيوية دعمت الاتحاد الدولي من خلال عقود الرعاية خلال الأشهر والسنوات القليلة الماضية. آسيا تقوم بدورها في الاتحاد الدولي، وسوف تواصل القيام بهذا الدور في المستقبل من أجل مصلحة اللعبة على المستوى العالمي».
ومن جانبه، أبدى إنفانتينو سعادته بلقاء الشيخ سلمان وأعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي، منوها بجهود رئيس وأعضاء الاتحاد القاري في الارتقاء بمسيرة كرة القدم الآسيوية، ومؤكدا أن «فيفا» سيبقي على الدوام مساندا لمساعي الاتحاد الآسيوي من أجل بناء مستقبل أكثر إشراقا لكرة القدم الآسيوية.
وأشاد إنفانتينو بتأهل خمسة منتخبات آسيوية إلى نهائيات كأس العالم المقبلة في روسيا في أكبر تمثيل آسيوي في نسخة واحدة لكأس العالم، مبينا أن ذلك الإنجاز يعتبر مؤشرا على ارتفاع مستوى اللعبة في القارة، متمنيا للمنتخبات الخمسة التوفيق والنجاح في الحدث العالمي المنتظر.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».