الأرجنتيني بيتزي يخلف باوزا في تدريب الأخضر

اتحاد الكرة السعودي تعاقد معه رغم «إخفاقه» في قيادة تشيلي إلى مونديال 2018

جانب من مراسم توقيع العقد بين المدرب بيتزي والمسؤولين السعوديين  («الشرق الأوسط»)
جانب من مراسم توقيع العقد بين المدرب بيتزي والمسؤولين السعوديين («الشرق الأوسط»)
TT

الأرجنتيني بيتزي يخلف باوزا في تدريب الأخضر

جانب من مراسم توقيع العقد بين المدرب بيتزي والمسؤولين السعوديين  («الشرق الأوسط»)
جانب من مراسم توقيع العقد بين المدرب بيتزي والمسؤولين السعوديين («الشرق الأوسط»)

أعلن اتحاد كرة القدم السعودي، أمس الثلاثاء، تعاقده مع المدير الفني الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي للإشراف على الإدارة الفنية لمنتخب بلاده الذي يستعد لخوض نهائيات كأس العالم في روسيا الصيف المقبل، خلفا لمواطنه إدغاردو باوزا المقال من منصبه.
وقادت مسيرة الأرجنتيني بيتزي التدريبية المليئة بالإنجازات صناع القرار الرياضي في السعودية للتعاقد معه، بعد النجاح الذي حققه المدرب في السنوات العشر الأخيرة، حيث يعد من أبرز الأسماء في عالم التدريب على المستوى العالمي، بعد خوضه كثيرا من التجارب التدريبية تكلل أغلبها بالنجاح، قبل فشله مؤخرا في الوصول بمنتخب تشيلي إلى نهائيات كأس العالم، وهو ما دعاه إلى تقديم الاستقالة من الإدارة الفنية للمنتخب الأحمر.
وكان الاتحاد التشيلي تعاقد مع بيتزي في 30 يناير (كانون الثاني) 2016 خلفا لمواطنه خورخي سامباولي، وقاده إلى الاحتفاظ بلقب «كوبا أميركا» في العام ذاته على حساب منتخب بلاده الأرجنتين، ثم إلى نهائي كأس القارات هذا العام قبل أن يخسر أمام ألمانيا بطلة العالم.
وكان بيتزي محط أنظار المسؤولين في نادي برشلونة الإسباني؛ إذ وصلت إليه عروض جادة لتدريب النادي الكتالوني، لخلافة المدرب إنريكي، غير أنه فضل البقاء في تدريب تشيلي في طريق رحلة البحث عن إحدى البطاقات المؤهلة لمونديال روسيا 2018.
الأرجنتيني بيتزي بدأ مسيرته التدريبية مع نادي سناتا، في عام 2005 بعد اعتزاله اللعب بموسم واحد؛ حيث اتجه إلى بيرو لتدريب نادي ونيفرسيسداد، ثم التشيلي نادي دي ديبورتيس سانتياغو قبل أن يتحول إلى تدريب نادي ونيفرزيداد كاتوليكا الذي يعد أحد الأندية الثلاثة الكبار في تشيلي.
وشق بيتزي من نادي ونيفرزيداد كاتوليكا أولى خطوات النجاح واستطاع أن يصنع من هجوم الفريق قوة ضاربة؛ حيث سجل الفريق 110 أهداف خلال 53 مواجهة أشرف فيها على الفريق.
هذا النجاح اللافت للمدرب قاده للعودة من جديد للدوري الأرجنتيني ووقع لنادي روزاريو سنترال، وأشرف على تدريبه في 44 مواجهة، لكن الظروف لم تسمح له بتحقيق أي إنجاز مع هذا الفريق العريق، وانتقل لتدريب نادي سان لورينزو الذي يعد أحد الأندية الخمسة الكبار في الأرجنتين.
وانتقل بعد ذلك إلى أوروبا حيث درب فالنسيا الإسباني، وترك بصمته الواضحة على هذا النادي العريق من خلال الأداء المميز والعمل الفني المنظم داخل الفريق، وكان نداً قوياً لريال مدريد وبرشلونة، وحقق مع الفريق أفضل إنجاز شخصي ينسب للمدرب بوصوله إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في موسم 2014، لكن نتائجه في الدوري المحلي لم تكن مرضية إلى درجة كبيرة.
ومن إسبانيا، شد المدرب بيتزي رحاله إلى المكسيك وأشرف على تدريب نادي ليون وأمضى معه موسما كاملا، غير أن النجاحات توقفت ولم يستطع أن يضيف أي إنجاز لهذا النادي سوى وصافة بطولة «كومبا مكس» المكسيكية، وقاد الفريق في 29 مواجهة على مستوى الدوري المحلي والكأس، لكنه في النهاية فضل التنحي عنه منصبه وتقديم الاستقالة بعد أن شن عليه عدد من الصحف المكسيكية هجوما شرسا بسبب تدني مستوى الفريق، وابتعاده عن المنافسة على بطولة الدوري.
وجاءت العودة إلى تشيلي بعد النجاح الذي حققه مع فريق ونيفرزيداد كاتوليكا ونادي دي ديبورتيس سانتياغو، لكن هذه العودة ستكون للمنتخب الوطني، وخلال فترة وجيزة سطع نجم بيتزي في سماء العالمية، وتسيد قارة أميركا الجنوبية مع منتخب تشيلي بعد فوزه ببطولة «كوبا أميركا» وهي البطولة التي أهلته إلى المشاركة في بطولة كأس القارات، وواصل المدرب تألقه في المحفل العالمي وبلغ المباراة النهائي في بطولة القارات، لكنه خسر المباراة النهائية أمام المنتخب الألماني بهدف دون رد، بعد مستويات غير مسبوقة لمنتخب تشيلي. بيد أن أفراح التشيليين لم تسمر مع المدرب الشجاع بيتزي وخسروا فرصة المشاركة في نهائيات كأس العالم بعد الخسارة من البرازيل بهدفين دون رد، وهذه الخسارة، جمدت رصيد المنتخب الأحمر عند النقطة 26 وتراجع إلى المركز السادس، بعد أن كان قريباً من بلوغ النهائيات، وكان قبلها قد انتزع فوزا مثيرا من أمام بيرو خارج قواعده بأربعة أهداف مقابل ثلاثة أهداف، في مباراة وصفها المتابعون بمباراة العمر للمدرب بيتزي الذي أعاد الآمال من جديد لمنتخب تشيلي، غير أن المباراة المفصلية أمام البرازيل لم تجرِ كما يحب. هذه الخسارة أجبرت المدرب الأرجنتيني على تقديم استقالته، قبل أن يتم اختياره للإشراف الفني على الأخضر السعودي في نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا.
ويحتفظ في سجله التدريبي قبل الإشراف الفعلي على الأخضر السعودي بـ331 مباراة؛ انتصر في 152 منها، وتعادل في 80 مباراة، وخسر 99 مباراة، وتعرضت شباك الأندية التي أشرف عليها إلى جانب المنتخب التشيلي إلى 411 هدفا، لكنه في المقابل استطاع دك شباك الخصوم بـ507 أهداف. ويعاب على المدرب من خلال تجاربه التدريبية السابقة، عدم استقراره على تشكيل في جميع المباريات وكثرة التغييرات من مباراة لأخرى، بحسب قوة الفريق المنافس، ومغامرته بإشراك الأسماء الشابة في جميع الأندية التي أشرف عليها.
بقيت الإشارة إلى أن المدرب الأرجنتيني سيوجد إلى جانب وفد رفيع من اتحاد الكرة السعودي لتمثيل المنتخب في قرعة بطولة كأس العالم التي ستقام في العاصمة الروسية موسكو يوم الجمعة المقبل.
ويأتي في مقدمة الوفد السعودي رئيس الاتحاد عادل عزت ومدير المنتخب السعودي الأول ماجد عبد الله ونائبه عمر باخشوين، كما سيوجد أيضاً عضو مجلس اتحاد الكرة والمدير التنفيذي سامي الجابر. وسيشارك عدد من أعضاء الوفد السعودي في عدة ورشات خاصة بآلية القرعة قبيل انطلاقتها.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».