ما بعد «صفقة الجندي بيرغدال».. خلافات وانتقادات متواصلة

أفغانستان تعرب عن رفضها لاتفاق الإفراج عن خمسة من معتقلي طالبان

ضابطتان في الجيش الأفغاني عقب تخرجهما في الأكاديمية العسكرية في كابل ضمن دفعة جديدة أمس (أ.ب)
ضابطتان في الجيش الأفغاني عقب تخرجهما في الأكاديمية العسكرية في كابل ضمن دفعة جديدة أمس (أ.ب)
TT

ما بعد «صفقة الجندي بيرغدال».. خلافات وانتقادات متواصلة

ضابطتان في الجيش الأفغاني عقب تخرجهما في الأكاديمية العسكرية في كابل ضمن دفعة جديدة أمس (أ.ب)
ضابطتان في الجيش الأفغاني عقب تخرجهما في الأكاديمية العسكرية في كابل ضمن دفعة جديدة أمس (أ.ب)

تواصلت الانتقادات أمس لصفقة الإفراج عن خمسة من قيادات طالبان من معتقل غوانتانامو مقابل الإفراج عن السرجنت الأميركي بو بيرغدال، فأكد السيناتور جون ماكين، أن بعض المحتجزين، الذين نقلوا إلى قطر، كانوا من بين «الأكثر خطورة». واعترض عدد من الجمهوريين على الصفقة محذرين أنها تضع سابقة مقلقة، وقد تعتبر تفاوضا مع إرهابيين، وقال ماكين في تعليقات لقناة «سي بي إس» التلفزيونية إن عناصر طالبان المفرج عنهم «ربما كانوا مسؤولين عن موت الآلاف».
ولكن وزير الدفاع الأميركي، الموجود حاليا في أفغانستان، رفض المزاعم بارتكاب أي أخطاء، قائلا إنه كان يجب على الجيش التصرف بسرعة «للحفاظ على حياة» الجندي الأميركي. أما الحكومة الأفغانية، التي لم تعلم بالصفقة إلا بعد تنفيذها، قالت إن الأمر «خرق القانون الدولي»، وناشدت الولايات المتحدة وقطر «إطلاق سراح الرجال». وأعربت أفغانستان أمس عن اعتراضها على إطلاق سراح خمسة من أخطر عناصر طالبان كانوا محتجزين في معتقل غوانتانامو، واعتبرت أن إرسالهم إلى قطر يمكن أن يكون مخالفا للقانون الدولي. وكانت الإدارة الأميركية قد أطلقت أول من أمس السبت سراح خمسة من أخطر عناصر طالبان بعدما قضوا 13 عاما قيد الاعتقال في مقابل السيرجنت بوي بيرغدال من الجيش الأميركي الذي كانت طالبان تحتجزه منذ يونيو (حزيران) من عام 2009. وقالت الخارجية الأفغانية: «إذا كانت الحكومة الأميركية قد سلمت المواطنين الأفغان لقطر بهدف تقييد حريتهم، فإن هذا يتنافى بوضوح مع القوانين الدولية».
وكان الرئيس الأفغاني حميد كرزاي قد طالب أكثر من مرة بإطلاق سراح الأفغان المحتجزين في غوانتانامو، وجعل هذا شرطا لتوقيع اتفاق أمني مع الولايات المتحدة. وأكدت الوزارة أن على الحكومتين الأميركية والقطرية إطلاق سراحهم «دون أي شروط». وكان بيان صادر عن حركة طالبان أوضح أن إطلاق سراحهم جرى بعد محادثات غير مباشرة تمت بوساطة من قطر، مضيفا أن المفرج عنهم سيقيمون في قطر رفقة ذويهم. ووصف الملا عمر زعيم طالبان صفقة التبادل بأنها انتصار.
من جهة أخرى أفاد مسؤول أفغاني بأن شخصين على الأقل أحدهما مدني قتلا أمس عندما اقتحم مسلحو طالبان مكتب حاكم مقاطعة في جنوب أفغانستان. وقال عمر زواق، المتحدث باسم حاكم إقليم هلمند، إن «أربعة مسلحين هاجموا مكتب حاكم مقاطعة جيريشك صباح أمس، حيث فجر أحدهم سترته الناسفة عند باب الدخول، ودخل الثلاثة الآخرون المبنى».
وأضاف عمر «أحد رجال الشرطة ومدني واحد قتلا عقب الهجوم الانتحاري عند الباب». مشيرا إلى أن تبادل إطلاق النار لا يزال مستمرا بين المهاجمين ورجال الشرطة. في غضون ذلك ذكر مسؤول أن ثلاثة مهندسين أتراك قتلوا أمس في هجوم انتحاري استهدف مركبتهم شرقي أفغانستان.
وقال أحمد ضيا المتحدث باسم إقليم نانجارهار إن «المهندسين الأتراك كانوا متجهين إلى موقع عملهم صباح أمس في منطقة بهسود، عندما قام انتحاري يستقل دراجة بخارية بتفجير نفسه بالقرب من مركبتهم». وأوضح المتحدث لوكالة الأنباء الألمانية أن الهجوم أسفر أيضا عن إصابة مهندس رابع وطفل كان قريبا من موقع الحادث. وقال المسؤول إن المهندسين يعملون لدى شركة خاصة تقوم ببناء منشآت لوجيستية للشرطة الأفغانية في منطقة بهسود.



تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش»، وفق ما أفاد صحافيون في «وكالة الصحافة الفرنسية».

يقف أفراد أمن «طالبان» في حراسة بينما يحضر الناس جنازة خليل الرحمن حقاني بمقاطعة غردا راوا في أفغانستان 12 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

وقتل حقاني، الأربعاء، في مقر وزارته، حين فجّر انتحاري نفسه في أول عملية من نوعها تستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى السلطة عام 2021.

وشارك آلاف الرجال، يحمل عدد منهم أسلحة، في تشييعه بقرية شرنة، مسقط رأسه في منطقة جبلية بولاية باكتيا إلى جنوب العاصمة الأفغانية.

وجرى نشر قوات أمنية كثيرة في المنطقة، في ظل مشاركة عدد من مسؤولي «طالبان» في التشييع، وبينهم رئيس هيئة أركان القوات المسلحة، فصيح الدين فطرت، والمساعد السياسي في مكتب رئيس الوزراء، مولوي عبد الكبير، وفق فريق من صحافيي «وكالة الصحافة الفرنسية» في الموقع.

وقال هدية الله (22 عاماً) أحد سكان ولاية باكتيا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طالباً عدم كشف اسمه كاملاً: «إنها خسارة كبيرة لنا، للنظام وللأمة».

من جانبه ندّد بستان (53 عاماً) بقوله: «هجوم جبان».

أشخاص يحضرون جنازة خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين والعودة في نظام «طالبان» غير المعترف به دولياً العضو البارز في شبكة «حقاني» (إ.ب.أ)

ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم، إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان، إلا أن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان»، وكذلك أقلية الهزارة الشيعية.

وخليل الرحمن حقاني، الذي كان خاضعاً لعقوبات أميركية وأممية، هو عمّ وزير الداخلية، واسع النفوذ سراج الدين حقاني. وهو شقيق جلال الدين حقاني، المؤسس الراحل لشبكة «حقاني»، التي تنسب إليها أعنف هجمات شهدتها أفغانستان خلال الفترة الممتدة ما بين سقوط حكم «طالبان»، إبان الغزو الأميركي عام 2001، وعودة الحركة إلى الحكم في 2021.