أنس العبدة: جنيف المنصة الأساسية والوحيدة

قال لـ«الشرق الأوسط» إن الرياض أسمعت صوتنا للعالم

أنس العبدة الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض
أنس العبدة الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض
TT

أنس العبدة: جنيف المنصة الأساسية والوحيدة

أنس العبدة الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض
أنس العبدة الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض

أكد أنس العبدة الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض، أن روسيا حاولت من خلال اجتماعات «آستانة» أن تفتح مسارا سياسيا يكون موازيا، وربما منافسا، لجنيف، غير أن هذا لم يحصل لأن هناك رفضا من طرف الوفد المعارض، مشددا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» من الرياض، أن «جنيف» تبقى بالنسبة للمعارضة السورية المنصة الأساسية والوحيدة للمفاوضات السياسية، لأنها هي الوحيدة ذات مرجعية دولية في القرارات الصادرة من مجلس الأمن.
ولفت إلى أن «آستانة»، عبارة عن منصة تتعلق بإجراءات بناء الثقة مثل وقف إطلاق النار، وما إلى ذلك، مشيرا إلى أن آستانة اقتربت حاليا من أن تنتهي من مهمتها. وأكد أن جزءا مما يسمى مناطق خفض التصعيد، كان مهما، وربما ليس بالشكل المأمول، ولكن بلا شك خفض العنف في بعض المناطق، مشيرا إلى أن ذلك لا يحصل في العادة إلا من خلال التعاون مع قوات إقليمية مؤثرة في هذا الاتجاه.
وزاد: «إن تخفيض التصعيد في الجنوب يحتاج إلى تفاهمات مع الأردن وأميركا. أما في الشمال فالتفاهمات تكون مع تركيا في هذا الموضوع، وبالتالي هذه التفاهمات جزء أساسي من موضوع مناطق خفض التصعيد، بأن تكون شيئا حقيقيا على أرض الواقع».
وأما فيما يتعلق بمسار «سوتشي»، فيرى العبدة، أن روسيا تحاول أيضا فتح مسار سياسي آخر، وأن المعارضة تترقب الوضع، لمعرفة ما إذا سيكون هذا المسار منافسا أم مكملا لمفاوضات جنيف.
وقال رئيس الائتلاف السوري السابق إن المملكة العربية السعودية، منحتنا فرصة كبيرة من خلال استضافة مؤتمر الرياض 2، لإسماع صوت المعارضة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأكد أن المعارضة السورية تعوّل كثيرا على مواقف الدول التي تحرّك الملف من وجهة نظرها، منوها أن الثبات في المواقف في العادة يكون لدى طرف أصحاب القضية، أما بالنسبة للدول الإقليمية والدولية، فالقضية قضية مصالح، وهذه المصالح تتغير، وبالتالي فإن المواقف تتغير.
وشدد العبدة على ضرورة استغلال الظرف الحالي الجديد لهيئة المفاوضات بشكل جيد، ومن الأهمية بمكان الاستفادة منه من أجل تقديم المعارضة السورية، بشكل مهم لدى المجتمع الدولي، والحصول على أفضل حل سياسي ممكن في الوقت الحاضر.
وعن أثر الإدارة الأميركية الحالية بقيادة دونالد ترمب في مسار القضية السورية، قال العبدة: «الإدارة الأميركية الحالية أكثر حسما في بعض الملفات، أما فيما يتعلق بالملف السوري، فلم نشهد تغيرا ملحوظا في هذا الموقف ولكن ربما في الأيام والأسابيع المقبلة، سنشهد نوعا من التعاون الأميركي في القضية السورية، قد يكون مختلفا». وأضاف: على الصعيد الشخصي لست متفائلا بذلك، لأن كل المؤشرات تدل على أن الولايات المتحدة لن تغير سياستها فيما يتعلق بالملف السوري مقارنة بين إدارة أوباما وترمب. وبشكل عام بالنسبة للأميركان كان من الواضح أنهم أرادوا أن يعطوا الروس فرصة للتحرك داخل سوريا، ضمن محددات.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.