أكد أنس العبدة الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض، أن روسيا حاولت من خلال اجتماعات «آستانة» أن تفتح مسارا سياسيا يكون موازيا، وربما منافسا، لجنيف، غير أن هذا لم يحصل لأن هناك رفضا من طرف الوفد المعارض، مشددا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» من الرياض، أن «جنيف» تبقى بالنسبة للمعارضة السورية المنصة الأساسية والوحيدة للمفاوضات السياسية، لأنها هي الوحيدة ذات مرجعية دولية في القرارات الصادرة من مجلس الأمن.
ولفت إلى أن «آستانة»، عبارة عن منصة تتعلق بإجراءات بناء الثقة مثل وقف إطلاق النار، وما إلى ذلك، مشيرا إلى أن آستانة اقتربت حاليا من أن تنتهي من مهمتها. وأكد أن جزءا مما يسمى مناطق خفض التصعيد، كان مهما، وربما ليس بالشكل المأمول، ولكن بلا شك خفض العنف في بعض المناطق، مشيرا إلى أن ذلك لا يحصل في العادة إلا من خلال التعاون مع قوات إقليمية مؤثرة في هذا الاتجاه.
وزاد: «إن تخفيض التصعيد في الجنوب يحتاج إلى تفاهمات مع الأردن وأميركا. أما في الشمال فالتفاهمات تكون مع تركيا في هذا الموضوع، وبالتالي هذه التفاهمات جزء أساسي من موضوع مناطق خفض التصعيد، بأن تكون شيئا حقيقيا على أرض الواقع».
وأما فيما يتعلق بمسار «سوتشي»، فيرى العبدة، أن روسيا تحاول أيضا فتح مسار سياسي آخر، وأن المعارضة تترقب الوضع، لمعرفة ما إذا سيكون هذا المسار منافسا أم مكملا لمفاوضات جنيف.
وقال رئيس الائتلاف السوري السابق إن المملكة العربية السعودية، منحتنا فرصة كبيرة من خلال استضافة مؤتمر الرياض 2، لإسماع صوت المعارضة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأكد أن المعارضة السورية تعوّل كثيرا على مواقف الدول التي تحرّك الملف من وجهة نظرها، منوها أن الثبات في المواقف في العادة يكون لدى طرف أصحاب القضية، أما بالنسبة للدول الإقليمية والدولية، فالقضية قضية مصالح، وهذه المصالح تتغير، وبالتالي فإن المواقف تتغير.
وشدد العبدة على ضرورة استغلال الظرف الحالي الجديد لهيئة المفاوضات بشكل جيد، ومن الأهمية بمكان الاستفادة منه من أجل تقديم المعارضة السورية، بشكل مهم لدى المجتمع الدولي، والحصول على أفضل حل سياسي ممكن في الوقت الحاضر.
وعن أثر الإدارة الأميركية الحالية بقيادة دونالد ترمب في مسار القضية السورية، قال العبدة: «الإدارة الأميركية الحالية أكثر حسما في بعض الملفات، أما فيما يتعلق بالملف السوري، فلم نشهد تغيرا ملحوظا في هذا الموقف ولكن ربما في الأيام والأسابيع المقبلة، سنشهد نوعا من التعاون الأميركي في القضية السورية، قد يكون مختلفا». وأضاف: على الصعيد الشخصي لست متفائلا بذلك، لأن كل المؤشرات تدل على أن الولايات المتحدة لن تغير سياستها فيما يتعلق بالملف السوري مقارنة بين إدارة أوباما وترمب. وبشكل عام بالنسبة للأميركان كان من الواضح أنهم أرادوا أن يعطوا الروس فرصة للتحرك داخل سوريا، ضمن محددات.
أنس العبدة: جنيف المنصة الأساسية والوحيدة
قال لـ«الشرق الأوسط» إن الرياض أسمعت صوتنا للعالم
أنس العبدة: جنيف المنصة الأساسية والوحيدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة