تونس: «انصهار» حزبَي «المشروع» و«الوطن»

تحالفات سياسية جديدة استعداداً للانتخابات المقبلة

TT

تونس: «انصهار» حزبَي «المشروع» و«الوطن»

أعلنت خولة بن عائشة، النائبة في البرلمان التونسي عن كتلة «الحرة» الممثلة لـ«حركة مشروع تونس»، عن «انصهار» حزب «الوطن الموحّد» الذي يتزعمه محمد جغام وزير الداخلية السابق في نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، في «مشروع تونس» برئاسة محسن مرزوق.
واعتبرت بن عائشة هذا التحالف السياسي الجديد «حدثاً مهماً ومرحلة جديدة في حياة الحزبين»، موضحة أنه سيتم إلحاق قيادات حزب «الوطن الموحد» بالهياكل السياسية على المستويين الوطني والجهوي لـ«حركة مشروع تونس». وصادق المكتب السياسي لـ«مشروع تونس» على انصهار «الوطن الموحد» في إطاره، وذلك عقب سلسلة من المشاورات بين قيادات الحزبين.
وفي السياق ذاته، قال محسن مرزوق، رئيس «مشروع تونس»، إن حزبه يواصل المشاورات مع مجموعة من الأحزاب السياسية من بينها «حزب آفاق تونس» بقيادة ياسين إبراهيم، و«حزب البديل» الذي يتزعمه مهدي جمعة رئيس الحكومة التونسية السابق، و«حزب بني وطني» بزعامة سعيد العايدي وزير الصحة السابق، بهدف تشكيل تحالف سياسي قوي في مواجهة الحزبين «المهيمنين» على الساحة السياسية التونسية، في إشارة إلى حزبي «النداء» و«النهضة».
من ناحيته، قال محمد جغام في تصريح إعلامي، إن حزبه حاول في مناسبات عدة تشكيل تحالف سياسي مع 11 حزباً يتقاسم معها المنطلقات السياسية نفسها، لكن محاولاته باءت كلها بالفشل نتيجة «أزمة الزعامة»، على حد تعبيره. واعتبر التحالف السياسي الجديد مفتوحاً أمام أحزاب أخرى تحمل الأفكار نفسها، مشيراً إلى أنها كثيرة على مستوى الساحة السياسية التونسية.
وتعمل قيادات سياسية من مختلف الآيديولوجيات على كسر الاستقطاب الثنائي القوي الذي تمثله «النهضة» و«النداء». وقد زادت حركة الأحزاب السياسية في وتيرة بحثها عن تحالفات سياسية جديدة، وتشكيل جبهات قوية ضد الائتلاف الحاكم، خصوصاً بعد انضمام «حزب الاتحاد الوطني الحر» بزعامة سليم الرياحي إلى ترويكا سياسية جديدة استعداداً للمحطات الانتخابية المقبلة (الانتخابات البلدية ستُجرى سنة 2018 والانتخابات الرئاسية والبرلمانية سنة 2019).
وبشأن هذه التكتلات السياسية الجديدة، قال بلقاسم حسن عضو المكتب التنفيذي لحركة «النهضة»، لـ«الشرق الأوسط» إن «أحزاباً سياسية تونسية عدة تدافع عن تحالفاتها السياسية وتدعمها بقوة وترى أنها على صواب حين تتحالف ضد الائتلاف الحاكم، ولكنها تنتقد بشدة كل تحالف سياسي مخالف»، في إشارة إلى التحالف الثلاثي الجديد (أي «الترويكا» بين «النداء» و«النهضة» و«الاتحاد الوطني الحر»). وأكد حسن أن أحزاباً سياسية عدة تعتبر تحالفاتها «حلالاً» مثل أحزاب «الجمهوري»، و«المسار الديمقراطي الاجتماعي»، و«حركة مشروع تونس» و«حركة تونس أولاً»، و«آفاق تونس»، و«حزب العمال»، وحزب «الوطنيين الديمقراطيين»، و«حزب العمل الوطني الديمقراطي»، أما التحالفات «الحرام»، على حد تعبيره، فهي تلك التي تكون «حركة النهضة» جزءاً من تركيبتها، وتشمل حزبي «التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات»، و«المؤتمر من أجل الجمهورية»، في تجربة الحكم الثلاثي من 2011 إلى 2013، والتحالف مع «النداء» و«الوطني الحر» وبقية الأحزاب الموقعة على وثيقة قرطاج بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية خلال سنة 2016.
في غضون ذلك، وصف رئيس «الاتحاد الوطني الحر» سليم الرياحي، «حركة النهضة» بـ«الشريك الوطني المدني الذي أثبت سلميته وتمسكه بمبدأ التعايش»، وذلك في رد على ما راج حول إدراج اسم راشد الغنوشي، زعيم «النهضة»، ضمن قائمة الإرهاب، وهو ما يؤكد تماسك الترويكا الجديدة الساعية إلى المحافظة على مكانتها السياسية في ظل التكتلات الكثيرة التي أُعلن عنها خلال الآونة الأخيرة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.