«سوريا الديمقراطية» ستنضم إلى الجيش بعد التسوية

يلدريم قال إن بلاده تأمل بأن تقطع الولايات المتحدة شراكتها مع الأكراد

TT

«سوريا الديمقراطية» ستنضم إلى الجيش بعد التسوية

أكد الرئيس المشترك لـ«مجلس سوريا الديمقراطية»، رياض درار، أنه عندما تتحقق التسوية السورية ستنضم «قوات سوريا الديمقراطية» للجيش السوري الذي سيتكفل بتسليحها؛ وتزامن ذلك مع تصريح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الذي قال في مؤتمر صحافي عقده أمس، قبيل توجهه إلى لندن في زيارة رسمية، إن بلاده تأمل بأن تقطع الولايات المتحدة شراكتها مع «قوات الحماية الشعبية» الكردية في أقرب وقت.
وقال درار لشبكة «رووداو» الإعلامية الكردية في العراق، إن «أميركا صدقت دائماً معنا، وهي تعمل من أجل القضاء على تنظيم داعش إلى أن تتحقق التسوية السياسية في سوريا»، مضيفاً أنه «حتى تستقر الدولة السورية يمكننا أن نقول: إنه يحق للأميركان أن ينفذوا أقوالهم، وأن ينسحبوا كما فعلوا في العراق وحددوا موعداً لخروجهم وخرجوا».
وأشار درار إلى أن «قوات سوريا الديمقراطيّة» في حلف مشترك مع الأميركيين، مشدداً على أنه «صدقنا في عملنا وفي عدم استخدام سلاحهم إلا في مواجهة التطرف والإرهاب»، مؤكداً أنه «عندما تكون التسوية السورية قد حلت ستكون (قوات سوريا الديمقراطية) جزءاً من الجيش السوري الذي سيتكفل بتسليحها».
وأردف: «نحن نعمل من أجل السلام في سوريا، وليس المواجهة مع أي طرف سوري، إنما نبني ذاتنا ونبني مناطقنا ونحافظ عليها في حالة أمن وأمان وسلام إلى أن يحين الموعد المرتقب موعد التفاوض الحقيقي».
وأوضح درار: «إذا كنا ذاهبين إلى دولة سوريا واحدة بنظام فيدرالي، فنعتقد أنه لا حاجة للسلاح والقوات، لأن هذه القوة سوف تنخرط في جيش سوريا. الوزارات السيادية مثل الجيش والخارجية ستكون عند المركز، و(قوات سوريا الديمقراطية) هي قوات سورية وليست قوات محلية».
ولفت الرئيس المشترك لـ«مجلس سوريا الديمقراطيّة» إلى أن «الإعلام التركي يعمل في حالة من الوهم، بأن (أميركا ستسحب السلاح عن قوات سوريا الديمقراطية). هذا جزء من الوهم الإعلامي الذي تقوم به ولن نرضخ له، ولن نعطيه أي أهمية».
يذكر أن «قوات سوريا الديمقراطية» تأسست في أكتوبر (تشرين الأول) 2015 بأغلبية كردية، ومشاركة عرب وسريان، لمحاربة تنظيم داعش الذي سيطر على مساحات شاسعة في شمال وشمال شرقي سوريا.
في أنقرة، وفي مؤتمر صحافي عقده أمس، قبيل توجهه إلى لندن لإجراء زيارة رسمية بناءً على دعوة نظيرته البريطانية تيريزا ماي، أعرب يلدريم عن أمل بلاده في أن «تقطع الولايات المتحدة شراكتها مع (التنظيم الإرهابي)، وأن تعود إلى شركائها وحلفائها الحقيقيين». وأضاف بحسب ما نقلته وكالة «أناضول»، أن تركيا حذرت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً من مغبة استخدام امتدادات منظمة «بي كا كا» الإرهابية، مثل «ب ي د» و«ي بك»، في إطار مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، وأن واشنطن كانت تقول إن استخدام تلك المنظمات الإرهابية ليست خياراً بل من باب الضرورة.
ولفت يلدريم إلى أن المرحلة الحالية تشهد نهاية تنظيم داعش في المنطقة، ما يعني انتهاء الحاجة الأميركية لاستخدام امتدادات «بي كا كا» الإرهابية في المنطقة.
وقال: «نأمل أن تقطع الولايات المتحدة شراكتها مع تنظيم (ي بك) في أقرب وقت، وأن تعود إلى شركائها وحلفائها الحقيقيين في المنطقة».
وحول القضايا التي سيتناولها مع نظيرته البريطانية، أوضح يلدريم: «سنبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى القضايا الإقليمية وعلى رأسها الأوضاع في سوريا والعراق».
وأضاف أن اجتماعاته في بريطانيا، سوف تتناول تقييماً شاملاً لإمكانات التعاون بين تركيا والمملكة المتحدة من أجل إنهاء الحرب في سوريا والعراق بشكل تام، وإنهاء وجود جميع المنظمات الإرهابية في البلدين المذكورين، وضمان مشاركة جميع الهويات الإثنية في الحكومات المقبلة.



«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

غموض يكتنف مصير الهدنة في قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى دون أفق واضح للخطوة التالية، وسط تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولات من الوسطاء، كان أحدثها جولة مفاوضات في القاهرة لإنقاذ الاتفاق، وحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل ضمن مساعي الحلحلة، وسط مخاوف من عودة الأمور إلى «نقطة الصفر».

تلك التطورات تجعل مصير المفاوضات بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، في مهب الريح وتنتظر تواصل جهود الوسطاء وخصوصاً ضغوط أميركية حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ للوصول لصيغة مقبولة وتفاهمات بشأن مسار الاتفاق لاستكماله ومنع انهياره، وخصوصاً أن «حماس» لن تخسر ورقتها الرابحة (الرهائن) لتعود إسرائيل بعدها إلى الحرب دون ضمانات حقيقية.

وبعد 15 شهراً من الحرب المدمّرة، بدأت الهدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت مرحلتها الأولى (42 يوماً)، السبت، وشملت إفراج «حماس» وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن بينهم 8 متوفين، مقابل إطلاق سراح نحو 1700 فلسطيني من سجون إسرائيل، فيما لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد تُوفوا، وسط انتظار لبدء المرحلة الثانية المعنية بانسحاب نهائي ووقف للحرب على مدار 42 يوماً، وأخرى ثالثة معنية بإعمار القطاع.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف» إسرائيل، السبت، بأن نتنياهو أجرى، مساء الجمعة، مشاورات مطولة مع كبار الوزراء ومسؤولي الدفاع بشأن الهدنة، على غير العادة، في ظل رفض «حماس» تمديد المرحلة الأولى «ستة أسابيع إضافية» ومطالبتها بالتقدم إلى مرحلة ثانية.

وطرحت المشاورات بحسب ما أفادت به «القناة 12» الإسرائيلية، السبت، فكرة العودة إلى القتال في غزة، في حال انهيار الاتفاق، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تضغط لتمديد المرحلة الأولى.

فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

بينما نقلت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن وفد بلادها عاد من محادثات تستضيفها القاهرة منذ الخميس بشأن المراحل المقبلة وضمان تنفيذ التفاهمات، كما أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية، لكن المحادثات «ستستأنف السبت»، وفق الصحيفة.

وأكدت متحدث «حماس»، حازم قاسم، السبت، أنه لا توجد حالياً أي «مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية»، وأن «تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل مرفوض بالنسبة لنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، دون توضيح سبب الرفض.

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن مصير المفاوضات بات غامضاً مع تمسك إسرائيل بطلب تمديد المرحلة الأولى، ورفض «حماس» للتفريط في الرهائن أهم ورقة لديها عبر تمديد لن يحقق وقف الحرب.

ولا يمكن القول إن المفاوضات «فشلت»، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، الذي لفت إلى أن هناك إصراراً إسرائيلياً، على التمديد والبقاء في 3 بؤر عسكرية على الأقل في شمال وشرق القطاع و«محور فيلادليفيا»، بالمخالفة لبنود الاتفاق ورفض من «حماس».

لكنّ هناك جهوداً تبذل من الوسطاء، والوفد الإسرائيلي سيعود، وبالتالي سنكون أمام تمديد الاتفاق عدة أيام بشكل تلقائي دون صفقات لحين حسم الأزمة، بحسب الرقب.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر، قولها إنه إذا وافقت «حماس» على تمديد المرحلة الأولى من خلال الاستمرار في تحرير دفعات من الرهائن، فإنها بذلك تخسر النفوذ الرئيسي الوحيد الذي تمتلكه حالياً. وذلك غداة حديث دبلوماسي غربي كبير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أشار إلى أن نتنياهو يستعد للعودة إلى الحرب مع «حماس».

طفل يسير في حي دمرته الحرب تم وضع زينة شهر رمضان عليه في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ووسط تلك الصعوبات، استعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بالقاهرة، مع رئيس وزراء فلسطين، محمد مصطفى مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كل بنوده خلال مراحله الثلاث، وخطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها يوم 4 مارس (آذار) الحالي بالقاهرة، مؤكداً دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة.

ويعتقد فرج أن حل تلك الأزمة يتوقف على جدية الضغوط الأميركية تجاه إسرائيل للوصول إلى حل، مؤكداً أن التلويح الإسرائيلي بالحرب مجرد ضغوط لنيل مكاسب في ظل حاجة «حماس» لزيادة دخول المواد الإغاثية في شهر رمضان للقطاع.

وبعد تأجيل زيارته للمنطقة، ذكر ويتكوف، الأربعاء، خلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية-الأميركية»، إنه «ربّما» ينضمّ إلى المفاوضات يوم الأحد «إذا ما سارت الأمور على ما يرام».

ويرجح الرقب أن الأمور الأقرب ستكون تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع ضمانات واضحة لأن الوسطاء و«حماس» يدركون أن إسرائيل تريد أخذ باقي الرهائن والعودة للحرب، مشيراً إلى أن «الساعات المقبلة بمحادثات القاهرة ستكون أوضح لمسار المفاوضات وتجاوز الغموض والمخاوف الحالية».