غارتان أميركيتان تقتلان 5 عناصر إرهابية في شبوة

حملات دهم أمنية أطاحت قيادياً «داعشياً» في لحج

TT

غارتان أميركيتان تقتلان 5 عناصر إرهابية في شبوة

شنت طائرات من دون طيار أميركية فجر أمس (الأحد)، غارتين على الأقل ضد عناصر يشتبه أنهم من تنظيم القاعدة الإرهابي بمنطقة مرخة العليا التابعة لمحافظة شبوة شرق اليمن.
وقالت مصادر أمنية بالمحافظة لـ«الشرق الأوسط»، إن غارتين لطائرتين من دون طيار (درون) استهدفتا سيارة رباعية الدفع تقل عناصر إرهابية وأسلحة متوسطة وذخائر «هاون» كانت في طريق مغادرتها شبوة باتجاه محافظة البيضاء الخاضع معظمها لسيطرة ميليشيات الحوثي وصالح.
وأوضحت المصادر ذاتها أن الغارتين كانتا تلاحقان هدفاً واحداً، حيث استهدفت الغارة الأولى سيارة المجموعة الإرهابية، بينما استهدفت الغارة الثانية من تبقى من العناصر الإرهابية، مشيرة إلى احتراق السيارة بما فيها من أسلحة وذخائر ومقتل 5 عناصر إرهابية وجرح من تبقى منهم بإصابات بليغة.
وتباين عدد القتلى في الغارتين، إذ قالت المصادر الأمنية لـ«الشرق الأوسط» إنهم 5، في حين نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني آخر قوله إنهم كانوا 7، وإن الغارات كانت 3.
وقال محمد القميشي قائد قوات النخبة الشبوانية إن المجموعة الإرهابية المستهدفة في منطقة النخرة القريبة من الهجر بمديرية مرخة العليا، كانت في طريقها ناحية معسكرات التنظيمات الإرهابية بمحافظة البيضاء، مؤكداً أن الغارتين استهدفتا سيارة التنظيم والناجين من الغارة الأولى.
وأوضح القميشي لـ«الشرق الأوسط» أن محافظة البيضاء الخاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية أصبحت المعقل الرئيسي لتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، وفيها معسكرات يتم من خلالها تدريب عناصرهما وإرسالهم لتنفيذ عملياتهما الإرهابية في المحافظات الجنوبية، متسائلاً: «لماذا لم نرَ أي عمليات إرهابية تستهدف المحافظات الخاضعة لسيطرة الانقلابيين بشمال اليمن؟».
واتهم القميشي ميليشيات الحوثي وصالح بأنها تدير الجماعات الإرهابية، وقال إن معسكرات الإرهابيين تنشط في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم وأبرزها البيضاء.
وحول أماكن وجود العناصر الإرهابية في شبوة، قال القميشي إن الصعيد والمصينعة هما آخر معاقل الخلايا والعناصر الإرهابية بالمحافظة (شبوة)، وأضاف أنه «بعد تطهير الحوطة يجري العمل لتطهير الصعيد قريباً، والعناصر الإرهابية لن يكون لها أي منفذ للهروب سوى محافظة البيضاء الخاضعة للانقلابيين، وذلك بعد إعلان محافظة أبين خالية من الإرهابيين من قبل التحالف وقيادة الحزم بالمحافظة».
على صعيد آخر، لقي قيادي بتنظيم داعش مصرعه فجر أمس بمدينة الوهط بمحافظة لحج القريبة من عدن، عقب حملة دهم نوعية لقوات جهاز مكافحة الإرهاب بالمحافظة.
وأوضح مدير المكتب الإعلامي لإدارة أمن محافظة لحج، صالح منصر بن علي لـ«الشرق الأوسط»، أن قوة من جهاز مكافحة الإرهاب بالمحافظة بقيادة المقدم محمد حسين نفذت فجر أمس (الأحد) حملة دهم لقيادي في تنظيم داعش يدعى أبو هاشم.
وروى منصر واقعة الدهم بقوله إن أبو هاشم كان هارباً ومطلوباً، وبعد عملية استخباراتية ورصد استمر شهرين عاد إلى منزله بمدينة الوهط بتبن فجر أمس متخفياً، وعندها حاصرت المنزل فرقة المداهمات التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب بلحج ورفض تسليم نفسه عند منداتة، واشتبك مع القوى الأمنية ولقي مصرعه، كما تم اعتقال آخر كان مرافقاً لأبو هاشم، «واستشهد في تلك العملية النوعية قائد فرقة المداهمة التي نفذت العملية المقدم محمد حسين وأصيب 3 جنود آخرون».
وعقب تحرير المحافظات الجنوبية من ميليشيا صالح والحوثيين أواخر 2015، خاضت قوات المقاومة في المناطق المحررة باليمن بدعم وإسناد قوات التحالف حرباً شرسة مع التنظيمات الإرهابية، ونجحت في تطهير محافظات الجنوب؛ عدن ولحج وحضرموت على التوالي، وآخر محافظتين تم تحريرهما أبين وشبوة الحدوديتين مع أكبر معقل الإرهابيين وهي محافظة البيضاء التي يخضع ثلاثة أرباع مساحتها لميليشيا الحوثيين وصالح.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».