«العدل والإحسان» المغربية تهدد باللجوء إلى المنظمات الدولية لعرض قضية مقتل أحد أعضائها

اتهمت قوات الأمن بالتسبب في وفاته خلال فضها تظاهرة لحركة 20 فبراير

«العدل والإحسان» المغربية تهدد باللجوء إلى المنظمات الدولية لعرض قضية مقتل أحد أعضائها
TT

«العدل والإحسان» المغربية تهدد باللجوء إلى المنظمات الدولية لعرض قضية مقتل أحد أعضائها

«العدل والإحسان» المغربية تهدد باللجوء إلى المنظمات الدولية لعرض قضية مقتل أحد أعضائها

هددت هيئة دفاع عائلة المغربي كمال عماري عضو جماعة العدل والإحسان الإسلامية شبه المحظورة أمس، باللجوء إلى المنظمات الدولية لعرض قضية عماري، الذي تتهم الجماعة أفراد الأمن بالتسبب في مقتله، وذلك جراء الاعتداء عليه خلال مشاركته في تظاهرة لحركة 20 فبراير (شباط) قبل ثلاث سنوات بمدينة آسفي. وحملت هيئة الدفاع، خلال لقاء صحافي عقدته في الرباط، مصطفى الرميد وزير العدل والحريات، والجهات القضائية، مسؤولية كل انحراف يعرفه مسار الملف، وكل إجراء من شأنه «طمس الحقيقة والإنصاف».
وكانت الجماعة قد نظمت السبت الماضي تظاهرة حاشدة أمام البرلمان، في الذكرى الثالثة لوفاة العماري، حضرها أفراد من عائلته وأعضاء وقيادات التنظيم، من بينهم عبد الواحد المتوكل، رئيس الدائرة السياسية، ومحمد حمداوي عضو مجلس الإرشاد، وذلك من أجل المطالبة بكشف الحقيقة في هذه القضية التي ما زالت قيد التحقيق أمام محكمة الاستئناف بآسفي.
وكان عماري قد تعرض في 29 مايو (أيار) 2011 لاعتداء من قبل سبعة من عناصر الأمن عقب مشاركته في مسيرة 20 فبراير بمدينة آسفي، خلف له إصابات بليغة في جسده أدت إلى وفاته في الثاني من يونيو (حزيران)، وأثارت القضية ردود فعل واسعة. وخضعت جثة العماري لتشريح طبي، ثم فتح تحقيق بشأن القضية ضد مجهول من أجل تهم «العنف المتعمد المؤدي للوفاة دون نية القتل»، كما أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان أوفد لجنة تقصي الحقائق فور وقوع الوفاة واستمع لعدة شهود وأنجز تقريرا في القضية، إلى جانب منظمتين حقوقيتين هما «الوسيط من أجل الديمقراطية» و«المرصد المغربي للحريات العامة».
وقال المحامي محمد جلال عضو هيئة الدفاع إن تقرير المجلس الوطني لحقوق الإنسان خلص إلى أنه جرى الاعتداء على العماري من طرف عناصر تنتمي لقوات الأمن في إطار تعليمات صادرة عن رؤسائهم. بيد أن المجلس رفض تسليم هيئة الدفاع نسخة من التقرير.
وانتقد جلال تعذر اتخاذ أي إجراء من إجراءات البحث أو التحقيق ضد عناصر قوات الأمن على الرغم من أن تقرير المجلس يشير بشكل صريح إلى مسؤوليتها في الحادث.كما انتقد تعذر ظهور نتائج أي من التحقيقات التي تفتح في أحداث مماثلة من أجل تحديد المسؤوليات ومحاكمة المسؤولين عنها.
وطالب عضو هيئة الدفاع بكشف الحقيقة كاملة وتحديد المسؤوليات الفردية والمؤسساتية ومحاكمة الجناة وكل المتورطين في القضية أمام قضاء مستقل ونزيه مع توفير كل الضمانات لمحاكمة عادلة، مشيرا إلى أن استنفاد جميع إمكانات الحصول على الحقيقة والإنصاف وجبر الضرر أمام المؤسسات المغربية يفتح الباب أمام عائلة الضحية للجوء إلى المؤسسات الدولية المختصة.
وقالت خديجة الرياضي، الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إن قضية عماري من بين القضايا التي أثيرت خلال اجتماع مسؤولي الجمعيات الحقوقية مع وزير العدل الخميس الماضي، والذي خصص لبحث إجراءات التصدي للتعذيب بعد الانتقادات التي وجهتها منظمات حقوقية دولية إلى المغرب ومطالبته بفتح تحقيقات في حالات ادعاء التعذيب حتى يتسنى محاسبة الجناة، وعدم إفلاتهم من العقاب.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».