مرة أخرى، أضاع الهلال فرصة تاريخية بمتناول اليد، وخسر اللقاء النهائي في دوري أبطال آسيا لكرة القدم على يد أوراوا الياباني 1 / 0 في مواجهة الإياب على ملعب «سايتاما 2002».
وكان أوراوا قد أنهى مباراة الذهاب أمام الهلال التي أقيمت في الرياض يوم السبت الماضي بالتعادل 1 / 1، وبذلك يفوز الفريق الياباني بنتيجة إجمالية 2 / 1 ويتوج باللقب للمرة الثانية.
وفرض الهلال سيطرته وتفوقه الهجومي على مدار الشوطين وصنع الكثير من الفرص التهديفية، التي كانت كفيلة بانتزاع اللقب للمرة الثالثة في تاريخه والأولى منذ انطلاق البطولة بمسمى «دوري أبطال آسيا».
وأكمل أوراوا، الذي سبق وأحرز اللقب الآسيوي مرة واحدة في عام 2007، عقد المتأهلين إلى كأس العالم 2017 للأندية التي تستضيفها الإمارات بين السادس و16 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وكانت الهزيمة صادمة بشكل هائل للهلال والجماهير السعودية، بعد ثلاثة أعوام من وصول الهلال إلى النهائي في 2014 وخسارته حينذاك أمام ويسترن الأسترالي.
وسبق للهلال التتويج باللقب في البطولة بمسماها السابق في 1992 و2000، لكنه لم يتوج بها تحت مسمى دوري أبطال آسيا.
وتكالبت الظروف على الهلاليين بعد إصابة صانع ألعاب الفريق البرازيلي إدواردو في مباراة الذهاب، وكذلك إصابة المهاجم عمر خربين في مواجهة الإياب، واستبعاد سالم الدوسري بالبطاقة الحمراء إلى جانب إهدار الفرص السانحة والنحس الذي لازم لاعبي الهلال أمام المرمى.
وبدأت الإثارة في المباراة منذ الدقيقة الأولى حيث كاد كازوكي ناجاساوا أن يتقدم للفريق الياباني بعد نحو 20 ثانية من صافرة البداية، عندما راوغ الدفاع ثم سدد كرة قوية لكنها مرت بجوار القائم.
وضغط الفريق الياباني مبكرا أملاً في طمأنة جماهيره بهدف في الدقائق الأولى، لكن دفاع الهلال تعامل مع المحاولات الهجومية بالهدوء والتماسك المطلوبين.
ومع مرور الوقت استعاد الهلال عافيته ونظم صفوفه لكن تعليمات دياز كانت واضحة بعدم الاندفاع للمناطق الأمامية على حساب الدفاع والوسط، وشهدت الثلث ساعة الأولى معركة حقيقة بين لاعبي الفريقين للاستحواذ على منطقة المناورة وفرض أسلوب اللعب والذي نجح فيه الهلال بكل اقتدار، وهدد مرمى صاحب الأرض والجمهور في أكثر من مناسبة، غير أن التهديد الصريح جاء من قدم سالم الدوسري الذي صوب كرة صاروخية اعتلت العارضة بقليل بعد فاصل مميز من المهارة الفردية، ومن طلعة هجومية مضادة تدخل محمد جحفلي وأنقذ الموقف من أمام الهجوم الياباني في اللحظة الأخيرة وحول الكرة إلى ركلة زاوية.
وعاد سالم الدوسري من جديد وسدد كرة أرضية زاحفة ارتطمت بقدم المدافع وتحولت لكرة زاوية نفذها المتخصص نواف العابد، أبعدها المدافع الياباني خارج منطقة الجزاء لتجد عمر خربين الذي يضعها على طبق من ذهب لزميله مليسي لكن الأخير صوبها ضعيفة وبعيده عن المرمى. وحاول الهلال بكامل قوته أن يترجم سيطرته المطلقة على هذا الشوط بزيارة الشباك لكن التوفيق لم يكتب للاعبين أمام المرمى، تماماً كما حدث في مواجهة الذهاب في العاصمة السعودية الرياض.
ومع مطلع الشوط الثاني حاول مهاجم أوراوا رفائيل سيلفا والذي يعد من أخطر اللاعبين من جانب صاحب الضيافة الابتعاد عن الرقابة اللصيقة التي فرضت عليه من لاعبي الهلال وتسببت في إلغاء خطورته على المرمى الهلالي، كما كانت تعليمات رامون دياز واضحة لظهيري الجنب وصانع الألعاب نواف العابد بالتخلي عن الأدوار الدفاعية ومساندة المهاجم الوحيد عمر خربين، والأخير تعرض لعدد من التدخلات الخشنة في الشوط الأول والثاني وتسببت في خروجه في وقت باكر من هذا الشوط، وتوغل محمد البريك داخل منطقة الجزاء وحول كرة بالمقاس على رأس سالم الذي لم يتعامل معها بالشكل المناسب.
ورمى رامون دياز بكل أسلحته الهجومية ودفع بمختار فلاته وياسر القحطاني بغية الوصول للشباك اليابانية التي ضلت عصية طوال دقائق المباراة على لاعبي الهلال ولتعويض خروج هداف البطولة عمر خربين متأثراً بإصابته، وتكررت ركلات الزاوية الهلالية بعد محاصرتهم لمرمى أوراوا، وكاد مليسي أن يفتتح التسجيل وسدد كرة ساقطة في الزاوية البعيدة لكن الحارس كان في الموعد، وبحث الهلال بكل جدية عن التسجيل وتنوعت أسحلته الهجومية ما بين الاختراق عن طريق الأطراف والتسديد على المرمى، ورفض الحظ أن يتخلى عن اليابانيين ومرت تسديدة ياسر الشهراني بجانب القائم بعد تغير اصطدمت بقدم المدافع وتغير اتجاهها.
ولم يوفق الظهير محمد البريك في ترجمة فرصة سانحة للتسجيل بعدما تخطى أكثر من مدافع وتوغل داخل منطقة الجزاء لكنه فشل في التسديد في اللحظة الأخيرة، ومن كرة ثابتة لأصحاب الأرض لعبت داخل منطقة الجزاء على رأس كشاواغي حولها باتجاه المرمى تصدى لها عبد الله المعيوف، ووقف المعيوف مرة أخرى أمام هدف ياباني محقق في أول طلعة هجومية وتهديد حقيقي على مرمى الهلال.
وفي العشر دقائق الأخيرة زاد سالم الدوسري من تأزم أوضاع الهلال بعد استبعاده عقب تصرف غير محسوب تلقى بسببه البطاقة الصفراء الثانية ومن ثم الحمراء، ورفض الحظ التخلي عن الوقوف مع صاحب الأرض ولم تستغل كرة مواتيه للتسجيل توغل بها محمد البريك داخل منطقة الجزاء لعبها عرضيه لم تجد المتابعة، ورمى مدرب الهلال ورقته الهجومية الأخيرة وأشرك محمد الشلهوب في الخمس دقائق الأخيرة، غير أن خروج المهاجم عمر خريبين بدا تأثيره واضحاً على الشق الهجومي الهلالي، ولم يستطع الثنائي ياسر القحطاني ومختار فلاته صناعة الفارق، وفي الدقائق الأخيرة عاقب مهاجم أوراوا البرازيلي داسيلفا لاعبي الهلال على إهدارهم الفرص المتوالية أمام المرمى واستغل خطأ دفاعيا من أسامة هوساوي وصوب كرة صاروخية استقرت في شباك عبد الله المعيوف، ولم تشفع الدقائق الأخيرة للهلاليين في العودة إلى المباراة من جديد.
«سيناريو الذهاب» يهدم حلم الهلال
ممثل الكرة السعودية كرر أخطاء «الدرة» وخسر اللقب الآسيوي في موقعة سايتاما

«سيناريو الذهاب» يهدم حلم الهلال

لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة