وزير الطاقة التونسي يخضع للتحقيق بشبهة الفساد

«النهضة» تنفي علاقتها بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

TT

وزير الطاقة التونسي يخضع للتحقيق بشبهة الفساد

أعلن مسؤول قضائي أمس أن وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة التونسي خالد قدور مثل أمام قاض يعنى بشؤون الفساد.
وأضاف المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية أن «خالد قدور مثل الخميس أمام قاضي التحقيق بالقطب القضائي المالي، لكن محاميه طلب تأجيل (الاستنطاق) لإعداد ملف الدفاع. وسيستمع إليه القاضي في الرابع من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وأوضح المصدر أنه متهم «بالفساد الإداري والمالي» في إطار وزارته. فيما أكدت خدمة الاتصال في رئاسة الحكومة أنها ليست على علم بهذه القضية، موضحة أن الوزير ما زال يمارس عمله.
وكان قدور (59 عاما) الذي يتولى وزارة الطاقة منذ سبتمبر (أيلول) 2017، رئيس مجلس إدارة الشركة الإيطالية - التونسية لاستغلال النفط من 2008 إلى 2011، قبل أن يعمل في الولايات المتحدة في مجال الطاقة.
وتأتي هذه القضية فيما يؤكد رئيس الحكومة يوسف الشاهد أنه يواصل الحرب على الفساد التي بدأها في مايو (أيار). ويلاحق القضاء عددا كبيرا من رجال الأعمال وكبار المسؤولين في إطار مكافحة الفساد.
ونفى جمال العوي، قيادي حركة النهضة التونسية، أي علاقة لرئيس الحزب راشد الغنوشي مع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يترأسه يوسف القرضاوي المصنف في خانة المنظمات الداعمة للإرهاب، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الغنوشي استقال من هذه المنظمة بعد ثورة 2011، ولم تعد تربطه به أي صلة.
وأكد العوي على العلاقة الجيدة التي تربط الغنوشي بالمملكة العربية السعودية، حيث تم استقباله سنة 2016 من قبل الملك سلمان خلال موسم الحج، كما حظي باستقبال في سفارة المملكة العربية السعودية بتونس خلال احتفالها بالعيد الوطني السعودي، وهو ما يشكل دليلا قاطعا على العلاقة الجيدة التي تربط الغنوشي بقيادات المملكة، على حد تعبيره.
وكانت السعودية والإمارات ومصر والبحرين، الدول المقاطعة لقطر، قد أدرجت الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين و11 شخصية ضمن قائمة الإرهاب، وخلت تلك القائمة من اسم راشد الغنوشي، إلا أن أحد المواقع الإعلامية الإلكترونية أقحم رئيس حركة النهضة ضمن القائمة المتهمة بدعم الإرهاب، وهو ما حدا بحزب النهضة إلى نفي الخبر، واستعداده لمقاضاة الموقع الإلكتروني لنشره أخبار زائفة.
وعلى المستوى السياسي، ضغطت عدة أحزاب معارضة للائتلاف الحاكم، بزعامة النهضة والنداء، من أجل توضيح العلاقة التي تربط بين النهضة ومنظمة الإخوان المسلمين بفروعها المتعددة، وطالبت بضرورة إقرار الفصل الكامل بين الجانب السياسي والجانب الدعوي، والتشبث بمدنية الدولة والأحزاب السياسية المشكلة للمشهد السياسي.
وفي هذا الشأن، قال خليل الرقيق المحلل السياسي لـ«الشرق الأوسط» إن تونس مطالبة باتخاذ موقف حازم تجاه المنظمات الداعمة للإرهاب، ومن بينها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، المتهم بإنتاج خطاب تحريضي يترجم إلى فكر تكفيري مسلح، ودعا إلى فضح الاتهامات الموجهة إلى أي طرف سياسي يتبين أنه على علاقة مع المنظمات الإرهابية.
وفي السياق ذاته، قال حافظ قائد السبسي، المدير التنفيذي لحزب النداء، إن «من يعتقد بإمكانية إقصاء النهضة، الحزب المنتخب ديمقراطيا من قبل الناخبين والعودة بالبلاد إلى مربعات الإقصاء والاستهداف على الهوية الحزبية، ويرى أن ذلك مفيد لتونس هو مخطئ».
وتابع السبسي موضحا: «من يسعى لإضعاف حزب النداء يقدم بذلك خدمات جليلة لحركة النهضة، التي نتعامل معها ندا للند وفي إطار الاحترام، ووجود حزب نداء تونس هو الذي ساعد النهضة على القيام بعدة مراجعات لخياراتها السياسية وأعادها إلى مربع المدنية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».