«العفو الدولية» تتهم ميانمار بممارسة نظام «الأبارتايد» ضد الروهينغا

زعيمة ميانمار ترضخ للضغط الدولي وتبحث مع بنغلاديش عودتهم إلى قراهم

TT

«العفو الدولية» تتهم ميانمار بممارسة نظام «الأبارتايد» ضد الروهينغا

في تقريرها الصادر تحت عنوان «قفص من دون سقف» ذكرت منظمة العفو الدولية أمس (الثلاثاء) إن مسلمي الروهينغا في ميانمار يُحرمون بشكل روتيني من الجنسية والرعاية الصحية والتعليم وحرية الحركة، متهمة الحكومة بممارسة الفصل العنصري. ورأت المنظمة التي تحقق في أسباب أعمال العنف التي دفعت أكثر من 600 ألف من الأقلية المسلمة في ميانمار، أن هؤلاء هم ضحايا سياسة «فصل عنصري» في «سجن مكشوف». وقالت مديرة الأبحاث في المنظمة آنا نيستات، كما نقلت عن التقرير الوكالة الألمانية: إن «حملة قوات الأمن العنيفة للتطهير العرقي في الأشهر الثلاثة الأخيرة لم تكن سوى الحد الأقصى من التعبير عن هذه السياسة المشينة». وفي أقل من ثلاثة أشهر، لجأ أكثر من نصف السكان الروهينغا الذين يعيشون في ولاية راخين بغرب ميانمار، إلى بنغلاديش هرباً من حملة قمع قام بها الجيش والميليشيات البوذية. وكتبت المنظمة غير الحكومية، أن هذه الأقلية المسلمة في بلد غالبية سكانه من البوذيين «عالقة في نظام تمييز ترعاه الدولة والمؤسسات، أقرب إلى نظام الأبارتايد»، أي الفصل العنصري. واستند التقرير إلى تحقيق استمر عامين، أن التمييز المنهجي «مرتبط بشكل واضح بهويتهم العرقية، وبالتالي يشكل الفصل العنصري جريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي». وأضافت أن التحقيقات التي أجرتها المنظمة كشفت أن «السلطات تفرض قيوداً في كل جوانب حياة الروهينغا تقريباً، وتلزمهم بالعيش كما في معازل». وتابعت نيستات، كما نقلت عنها الصحافة الفرنسية، أن الروهينغا «مضطرون إلى الكفاح من أجل الحصول على العناية الصحية والتعليم، وحتى الخروج من قراهم في بعض المناطق»، موضحة أن «الوضع الحالي تنطبق عليه كل معايير التعريف القانوني لجريمة الأبارتايد».
وتحرم تلك الأقلية المسلمة البالغ تعدادها نحو 1.‏1 مليون مسلم من الجنسية بموجب قانون المواطنة لميانمار عام 1982، وتشير الحكومة إليهم على أنهم «بنغاليون» ليقال إنهم «متطفلون» من بنغلاديش. وقد وثقت منظمة العفو الدولية القوانين والأوامر المحلية التي تقيد تقريباً جميع جوانب حياة الروهينغا، والتي قالت: إنها نفذت عن طريق الاعتقالات التعسفية والضرب والقتل خارج ساحات القضاء.
كما كشفت المنظمة عن «حملة متعمدة» من قِبل الحكومة لتجريد الروهينغا من وثائق الهوية الصغيرة التي يمتلكونها؛ مما يجعل من الصعب تسجيل الأطفال حديثي الولادة وحذف الأسماء من السجلات الرسمية إذا لم يخضعوا لـ«فحص السكان». وحذرت الجماعة من أن ذلك سيجعل «من المستحيل فعلياً» على اللاجئين العودة إلى ديارهم.
من جانب آخر، قالت زعيمة ميانمار، أون سان سو تشي، أمس (الثلاثاء): إنها تأمل في التوصل لاتفاق مع بنغلاديش هذا الأسبوع من شأنه أن يؤدي لعودة نحو 620 ألفاً من اللاجئين الذين فرّوا من القمع العسكري من ولاية راخين. وأضافت أنها تأمل أن تؤدي الاجتماعات المقررة اليوم وغداً «لتوقيع مذكرة تفاهم سريعاً، مما يمكننا من بدء عودة آمنة وطواعية للذين فرّوا عبر الحدود».
وقد أدلت سو تشي بهذه التعليقات في نهاية اجتماع وزراء خارجية آسيا - أوروبا في عاصمة ميانمار. وكانت سو تشي قد واجهت ضغطاً دولياً كبيراً بسبب ما يتردد عن ارتكاب القوات الحكومية انتهاكات حقوقية. ورداً على هذه الادعاءات، قالت سو تشي: إنها لا تستطيع القول ما إذا كانت الانتهاكات حدثت، لكن الحكومة تتحمل مسؤولية التأكد من عدم وقوع ذلك.
وقالت لورا هيج، الباحثة بمنظمة العفو الدولية، الذي أجرت حوارات مع مواطني الروهينغا في ميانمار وبنجلاديش: «هم يريدون العودة لميانمار بكرامة ووضع قانوني وحقوق مواطنة». وأضافت: «لقد قالوا إن ميانمار بلدهم، فهي المكان الذين ولدوا فيه، كما وُلد آباؤهم فيه».


مقالات ذات صلة

السجن 10 سنوات لهولندية استعبدت امرأة أيزيدية في سوريا

أوروبا نساء أيزيديات يرفعن لافتات خلال مظاهرة تطالب بحقوقهن والإفراج عن المختطفين لدى تنظيم «داعش» المتطرف في الموصل بالعراق... 3 يونيو 2024 (رويترز)

السجن 10 سنوات لهولندية استعبدت امرأة أيزيدية في سوريا

قضت محكمة هولندية بالسجن عشر سنوات بحق امرأة هولندية أدينت بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بإبقائها امرأة أيزيدية عبدة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
المشرق العربي يتجمع الناس في سجن صيدنايا في دمشق بحثاً عن أحبائهم (أ.ف.ب)

سوريا «مسرح جريمة» قد تُفْتح أبوابه أخيراً للمحققين الأمميين

يأمل محققون أمميون يجمعون منذ سنوات أدلّة توثّق الفظائع المرتكبة في سوريا أن يتيح لهم سقوط بشار الأسد الوصول أخيراً إلى ما يشكّل بالنسبة إليهم «مسرح الجريمة».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (الرئاسة التركية)

إردوغان ينتقد الصمت الدولي إزاء انتهاك إسرائيل حقوق الإنسان في فلسطين

انتقد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، صمت المجتمع الدولي إزاء الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في فلسطين.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي الحوثيون كثفوا حملات الاعتقال في أوساط الموظفين الإغاثيين بمناطق سيطرتهم (أ.ف.ب)

اليمن ينتقد موقف «حقوق الإنسان» من انتهاكات الحوثيين

وجَّهت الحكومة اليمنية انتقادات غير مسبوقة لما وصفته بالموقف «الباهت» للمفوضية السامية لحقوق الإنسان تجاه اختطاف الحوثيين للموظفين الأمميين والإنسانيين.

محمد ناصر (تعز)
آسيا خلال احتجاج نظمته حركة «طالبان» في أفغانستان (رويترز - أرشيفية)

إحصاء 336 اعتداءً ضد الصحافيين في 3 سنوات من حكم «طالبان» في أفغانستان

أفادت الأمم المتحدة، الثلاثاء، بأنها سجّلت 336 اعتداءً على صحافيين وعاملين في وسائل إعلام منذ عودة «طالبان» لحكم أفغانستان في أغسطس 2021.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

عطل يضرب تطبيقي «فيسبوك» و«إنستغرام»

انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)
انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)
TT

عطل يضرب تطبيقي «فيسبوك» و«إنستغرام»

انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)
انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)

أظهر موقع «داون ديتيكتور» الإلكتروني لتتبع الأعطال أن منصتي «فيسبوك» و«إنستغرام» المملوكتين لشركة «ميتا» متعطلتان لدى آلاف من المستخدمين في الولايات المتحدة، اليوم (الأربعاء).

وأبلغ أكثر من 27 ألف شخص عن وجود أعطال في منصة «فيسبوك»، وما يزيد على 28 ألفاً عن وجود أعطال في «إنستغرام»، وبدأ العطل في نحو الساعة 12:50 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة.

وذكر موقع «داون ديتيكتور» أن «واتساب»، تطبيق التراسل المملوك لـ«ميتا»، توقف عن العمل أيضاً لدى أكثر من ألف مستخدم. وتستند أرقام «داون ديتيكتور» إلى بلاغات مقدمة من مستخدمين.

وربما يتفاوت العدد الفعلي للمستخدمين المتأثرين بالأعطال. وقالت «ميتا» إنها على علم بالمشكلة التقنية التي تؤثر في قدرة المستخدمين على الوصول إلى تطبيقاتها. وذكرت في منشور على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»: «نعمل على إعادة الأمور إلى طبيعتها بأسرع ما يمكن ونعتذر عن أي إزعاج».

وكتب بعض مستخدمي «فيسبوك» و«إنستغرام» على منصة «إكس» منشورات تفيد بمواجهتهم عطلاً يعرض لهم رسالة «حدث خطأ ما»، وأن «ميتا» تعمل على إصلاح العطل. وأدّت مشكلة تقنية في وقت سابق من العام الحالي إلى عطل أثّر في مئات الألوف من مستخدمي «فيسبوك» و«إنستغرام» عالمياً. وواجهت المنصتان عطلاً آخر في أكتوبر (تشرين الأول)، لكنهما عادتا إلى العمل إلى حدّ كبير في غضون ساعة.