الداخلية المصرية تنفي إضراب «الإخوان» عن الطعام داخل السجون

النائب العام يسمح لـ«القومي لحقوق الإنسان» بزيارة صحافي «الجزيرة» في محبسه

متظاهرون أمام نقابة الصحافيين في القاهرة أمس يطالبون بإطلاق سراح زملاء لهم (رويترز)
متظاهرون أمام نقابة الصحافيين في القاهرة أمس يطالبون بإطلاق سراح زملاء لهم (رويترز)
TT

الداخلية المصرية تنفي إضراب «الإخوان» عن الطعام داخل السجون

متظاهرون أمام نقابة الصحافيين في القاهرة أمس يطالبون بإطلاق سراح زملاء لهم (رويترز)
متظاهرون أمام نقابة الصحافيين في القاهرة أمس يطالبون بإطلاق سراح زملاء لهم (رويترز)

نفت وزارة الداخلية المصرية، وجود حركة موسعة للإضراب عن الطعام أو امتناع المحبوسين داخل السجون من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين عن الزيارات، مشيرة إلى أن الحالة داخل السجون مستقرة.
يأتي هذا بالتزامن مع إعلان المجلس القومي لحقوق الإنسان شبه الحكومي، أن النائب العام هشام بركات وافق على طلب المجلس بزيارة عبد الله الشامي صحافي قناة «الجزيرة» الإخبارية، ومحمد سلطان نجل الداعية صلاح سلطان، المضربين عن الطعام، داخل السجن.
وقال بيان صادر عن وزارة الداخلية، أمس، إنه «لا صحة لما جرى تداوله من امتناع عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي عن الزيارات والإضراب عن الطعام، وأن الزيارات المقررة لنزلاء السجون تجري في المواعيد المقررة قانونا»، مضيفا: «وفقا للوائح السجون المنظمة لهذا الشأن يوجد خلالها المسجونون مع ذويهم في تواصل مباشر تحت الإشراف الأمني اللازم، ويسمح خلالها بتسلم النزلاء لمأكولات أحضرها لهم ذووهم».
وكانت لجنة معنية بمتابعة إضراب المحبوسين في السجون المصرية، ويعتقد بشكل واسع أنها تابعة لـ«الإخوان»، قالت في بيان لها أمس، إن السجناء «يسطرون أكبر احتجاج جماعي في العالم، بإضراب أكثر من 20 ألف سجين، وقرابة 32 ألف آخرين من ذويهم عن الطعام». ويطالب المحبوسون بحسب اللجنة بـ«إسقاط الأحكام الصادرة بحقهم، ووقف أنواع التعذيب بجميع مقار الاحتجاز، وخضوع جميع أماكن الاحتجاز للإشراف الدولي».
وقال المجلس القومي لحقوق الإنسان في بيان له، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «النائب العام وافق على طلب المجلس من أجل زيارة الشامي وسلطان»، مضيفا: «يجري حاليا تحديد موعد الزيارة بالتنسيق مع إدارتي حقوق الإنسان والسجون بوزارة الداخلية».
وأوضح جورج إسحاق، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، في تصريحات صحافية له، أمس، أن «المجلس تقدم بطلب إلى النيابة العام لإجراء الزيارة، وهو ما وافقت عليه النيابة، وأعطتنا ورقة رسمية قدمناها لوزارة الداخلية لاستخراج التصريح، وهو ما لم يجرِ حتى عصر اليوم (أمس)».
وشدد المجلس في بيانه على «أهمية معالجة أوضاع المحبوسين احتياطيا بتقديمهم إلى المحاكمة القضائية أو إخلاء سبيلهم، وأن لا تطول مدة الحبس الاحتياطي بما يتجاوز مبرراته، كإجراء احترازي لصالح التحقيق».
وقضت محكمة مصرية، في 15 مايو (أيار) الماضي، بتأييد قرار قضائي صادر، مطلع الشهر نفسه، بحبس الشامي، مراسل قناة «الجزيرة» القطرية، احتياطيا، لمدة 45 يوما، بعد أن جرى إلقاء القبض عليه في قضية «التصدي» لقوات الأمن، خلال فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بميدان رابعة العدوية (شرق القاهرة) في 14 أغسطس (آب) الماضي.
وأعلن الشامي (26 عاما) دخوله في إضراب عن الطعام منذ 21 يناير (كانون الثاني) الماضي، في سجنه بملحق طره (جنوب القاهرة)، قبل أن يجري نقله منذ أيام إلى سجن العقرب بمنطقة طره أيضا، بحسب مصادر أمنية. بينما ألقي القبض على محمد، نجل صلاح سلطان الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، من منزله يوم 27 أغسطس (آب) الماضي، قبل أن يعلن إضرابا عن الطعام يوم 26 يناير (كانون الثاني) 2014.
وفي غضون ذلك، قررت محكمة مصرية، أمس، تأجيل عاشر جلسات محاكمة 20 متهما بينهم أربعة أجانب من مراسلي قناة «الجزيرة» الفضائية، إلى جلسة الخميس المقبل، في قضية «تحريض قناة الجزيرة القطرية على مصر»، المعروفة إعلاميا بـ«خلية ماريوت»، بحسب مصادر قضائية. وأوضحت المصادر أن هيئة محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطره (جنوب القاهرة)، قررت تأجيل القضية إلى جلسة الخميس المقبل، الخامس من يونيو (حزيران) الحالي، لمرافعة النيابة والدفاع.
وكانت النيابة العامة، أصدرت إذنا في نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لضبط شبكة إعلامية ضمت 20 شخصا (ثمانية محبوسين - 12 هاربا)، بينهم أسترالي وبريطانيان وهولندية من مراسلي قناة «الجزيرة»، لاتهامهم بارتكاب «جرائم التحريض على مصر» من خلال «اصطناع مشاهد وأخبار كاذبة وبثها عبر القناة»، بحسب بيان صادر عن مكتب النائب العام.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».