مصر تستقبل الحريري اليوم واتصالات لحلحلة الوضع «المشدود»

TT

مصر تستقبل الحريري اليوم واتصالات لحلحلة الوضع «المشدود»

قال مصدر دبلوماسي مصري، إن رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري، سيصل القاهرة مساء اليوم (الثلاثاء)، حيث يجري مباحثات مع المسؤولين المصريين بشأن الأزمة اللبنانية وأفق حلها، مشيراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى اتصالات تقوم بها بلاده لحلحلة الأزمة.
ولم تعلن الرئاسة المصرية - حتى كتابة التقرير - رسمياً، عن زيارة الحريري للقاهرة. وقال السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية في تصريح، أول من أمس، إن «مصر ترحب بالزيارة (رئيس الوزراء اللبناني) في أي وقت، لكن لم يتم تحديد موعد لزيارته حتى الآن».
وكان الحريري أعلن من السعودية استقالته من منصب رئيس حكومة لبنان في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. وأثارت الاستقالة أزمة سياسية في لبنان، دخل فيها «حزب الله» وإيران على الخط.
وقال الرئيس اللبناني ميشال عون، إنه «لن يقبل استقالة الحريري حتى يسلمها بنفسه ودعت كل الأطراف في بيروت إلى سرعة عودته».
وأوضح المصدر الدبلوماسي المصري، الذي تحفظ على ذكر اسمه، أن مصر ستدعو الحريري لاتخاذ إجراءات من شأنها تجنب جميع أشكال التوتر في لبنان، من منطلق اهتمامها بالحفاظ على أمن واستقرار لبنان، ووقوفها بجانبه».
وأضاف: «مصر ترفض بالطبع التدخل في شؤون لبنان الداخلية، واللبنانيون فقط هم المعنيون بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة».
وعلى مدار الساعات الماضية، أجرت مصر اتصالات مكثفة لحلحلة الأزمة اللبنانية. وقال المتحدث باسم الرئاسة، إن «الرئيس السيسي تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره الفرنسي ماكرون، أول من أمس، في إطار ما تشهده العلاقات المصرية الفرنسية من تطور وتقارب شديد في وجهات النظر، وخصوصاً فيما يتعلق بالأوضاع في المنطقة، لا سيما الملف اللبناني والتطورات الأخرى، وحرص الرئيسان على التشاور لاستغلال الجهود المشتركة ما بين مصر وفرنسا لإحلال الاستقرار بالمنطقة وحل المشكلات الموجودة».
من جهته، قال السفير نزيه النجاري سفير مصر لدى لبنان إن مصر تتحرك باهتمام في مساعيها لإنهاء الأزمة الحالية في لبنان، إلا أنها تفضل إجراء اتصالات هادئة في الموضوع والتنسيق مع الأطراف المعنية والمهتمة بطبيعة الحال، حرصاً على نجاح اتصالاتها.
وأشار النجاري، في تصريح نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط، أمس، إلى أن الأجواء التي سادت الجولة الخليجية التي قام بها وزير الخارجية سامح شكري الأسبوع الماضي، كانت إيجابية، وأنه من المهم أن تحظى الاتصالات المختلفة حول الموضوع بالمساحة اللازمة لكي تثمر على النحو المطلوب، لافتاً إلى أن الوضع الإقليمي مشدود، ويحمل قلقاً عربياً مشروعاً.
وأعرب السفير المصري عن أمله في أن يتم الخروج من أزمة الاستقالة وبعد ذلك من أزمات المنطقة على النحو الذي يحقق الأمن ويخدم مصلحة جميع دول المنطقة على حد سواء، ويرسي حالة توازن تحقق الاستقرار السياسي في المنطقة وتفسح المجال لعملية التنمية التي تتطلع إليها شعوب المنطقة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».