تركيا تتهم أكراد سوريا بقصف قواتها في إدلب

TT

تركيا تتهم أكراد سوريا بقصف قواتها في إدلب

وسط أنباء عن قصف للقوة العسكرية التركية في إدلب من مناطق سيطرة «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي في عفرين، جددت تركيا رفضها مشاركة الحزب في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي الروسية.
وأكد نائب رئيس الوزراء المتحدث باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ، في مؤتمر صحافي عقب اجتماع مجلس الوزراء برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان في أنقرة أمس (الاثنين) أن بلاده لا تقبل مشاركة أطراف على صلة بحزب العمال الكردستاني «المحظور» في مفاوضات الحل في سوريا، مشدداً على ضرورة أن تكون الأطراف المشاركة في تلك المفاوضات «شرعية».
وأكد بوزداغ دعم تركيا جميع الخطوات التي تصب باتجاه الحل السياسي للأزمة السورية، لافتاً إلى أن هذا الأمر «واضح للعيان»، وأن تركيا لديها موقف واضح أيضاً فيما يتعلق بشرعية الجهات التي ستجلس على طاولة الحل السياسي، حيث ينبغي أن تحظى بالاعتبار والتأييد الشعبي، وأن تكون منظمات حقيقية وليست نتاج «سيناريو معين».
وشدد على أن بلاده لا يمكن أن تكون طرفاً من قريب أو بعيد، في أي عمل يجري بالتعاون مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وذراعه العسكرية (وحدات حماية الشعب الكردية)، قائلاً: «لا يحق لأحد أن ينتظر منا التسامح حيال جلوس، (ما سماه)، تنظيم إرهابي على الطاولة في إطار مساعي حل الأزمة السورية».
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أعلن أول من أمس أنه أبلغ نظيريه الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف عدم قبول بلاده مشاركة «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي السوري في أي اجتماعات دولية تخص تسوية الأزمة السورية.
وقال جاويش أوغلو، عقب لقاء مغلق مع نظيريه الروسي والإيراني في مدينة أنطاليا (جنوب تركيا) للتحضير للقمة التي تعقد بين رؤساء الدول الثلاث غداً (الأربعاء) في مدينة سوتشي الروسية، إنه نقل إلى نظيريه حساسية أنقرة في هذا الشأن.
وسبق أن أبدت أنقرة اعتراضاً على إعلان روسيا دعوة «الاتحاد الديمقراطي» الكردي إلى مؤتمر الحوار الوطني الذي كان مزمعاً عقده في مدينة سوتشي الروسية في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، والذي تأجل بسبب اعتراض تركيا على مشاركة «الاتحاد الديمقراطي» فيه، فضلاً عن اعتراضات مماثلة من جانب غالبية مكونات المعارضة السورية.
ومن المنتظر أن تجري قمة سوتشي تقييماً لأهم الإنجازات التي حققتها الدول الثلاث الضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا (روسيا وتركيا وإيران) حتى الآن، والخطوات التي يجب اتخاذها إزاء الأزمة السورية ومؤتمر سوتشي للحوار الوطني السوري.
في سياق موازٍ، قالت وكالة الأنباء التركية «الأناضول»: إن «وحدات حماية الشعب» الكردية في مدينة عفرين شمال غربي حلب، استهدفت أمس بقذائف الهاون قوة مراقبة تركية بمناطق خفض التصعيد بمحافظة إدلب.
وأضافت الوكالة أن 5 قذائف هاون سقطت في محيط تمركز قوة المراقبة التركية بمنطقة دارة عزة على خط عفرين – إدلب على بعد 100 متر من القوة التركية في منطقة قلعة سمعان، وسقطت باقي القذائف بالقرب من منازل المدنيين. وأكدت عدم سقوط أي ضحايا في صفوف الجنود الأتراك أو المدنيين السوريين.
وأقامت القوات التركية 6 نقاط مراقبة داخل إدلب من 12 منطقة تقع على بعد نحو 4 كيلومترات فقط من مناطق تمركز «الوحدات» الكردية في عفرين بموجب اتفاق بين تركيا وروسيا وإيران في آستانة منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي على إقامة منطقة خفض التصعيد في إدلب، حيث تنتشر القوات التركية داخل إدلب وقوات روسية وإيرانية خارجها.
والسبت الماضي، أعلن الرئيس رجب طيب إردوغان تمسك بلاده باستكمال عملية إدلب، ثم تحرير عفرين وتسليم مدينة منبج لأصحابها الأصليين، وتطهير باقي المناطق الأخرى من بقية المنظمات الإرهابية (في إشارة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الذي يسيطر على المدينتين).
إلى ذلك، أوشكت أعمال بناء الجدار الإسمنتي على طول الحدود التركية السورية البالغ طولها 911 كيلومتراً على الانتهاء.
وتهدف السلطات التركية من وراء إقامة الجدار إلى منع تسلل العناصر الإرهابية من الجانب السوري إلى أراضيها وإنهاء عمليات التهريب بين الطرفين.
ويبلغ طول الحدود السورية التركية 911 كيلومتراً، وتشمل ولايات هطاي وكلس وغازي عنتاب وشانلي أورفة وماردين.
وتنتشر على طول الجدار أبراج مراقبة يبلغ ارتفاعها 8 أمتار، مزودة بنظام تكنولوجي متقدم، من أنظمة مراقبة عالية الدقة، وكاميرات حرارية، ورادارات لعمليات الرصد البري، كما يتمتع الجدار بأنظمة تسليح متطورة يتم التحكم بها عن بعد.
ومن المقرر أن تنتهي أعمال بناء الجدار في نهاية شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، وتخطط القوات المسلحة التركية لاستخدام «منطاد ذي محرك» لضمان أمن المنطقة والمخافر المتمركزة على الشريط الحدودي مع سوريا.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.