النظام وحلفاؤه يستعيدون البوكمال من «داعش»

مقتل مستشار عسكري كبير لـ{الحرس الثوري}

TT

النظام وحلفاؤه يستعيدون البوكمال من «داعش»

سيطرت قوات النظام السوري وحلفاؤه مجدداً، أمس، على كامل مدينة البوكمال الواقعة في شرق البلاد، بعد طرد تنظيم داعش منها.
وأكد مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية، سيطرة قوات النظام والمجموعات الرديفة والحليفة على كامل مدينة البوكمال، حيث تقوم بإزالة الألغام والمفخخات التي خلّفها تنظيم داعش في المدينة التي نجح عناصر التنظيم في الاستيلاء عليها قبل أسبوع بعد أيام من طردهم منها.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس (الأحد)، إن أغلب عناصر «داعش» انسحبوا من المدينة بينما استمر القتال في محيطها. ورصد المرصد بدء قوات النظام والمسلحين الموالين لها من الجنسية السورية، ومن «حزب الله» اللبناني، وحركة النجباء العراقية، والحرس الثوري الإيراني، بعملية تمشيط لمدينة البوكمال التي تمكنت من فرض سيطرتها عليها، عقب انسحاب من تبقى من عناصر التنظيم من المدينة الأخيرة التي كان يسيطر عليها في سوريا.
وجاءت هذه السيطرة بعد معارك عنيفة أوقعت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، خلال الأيام الثلاثة الفائتة، بعد أن تمكنت قوات النظام من دخول المدينة يوم الخميس الماضي بعد طرد التنظيم لـ«الحشد الشعبي» و«حزب الله» و«الحرس الثوري الإيراني» عبر هجمات معاكسة استهدفتهم داخل المدينة، كما تسببت المعارك منذ يوم الخميس الفائت حتى أمس، حسب المرصد، في مقتل 31 من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، إضافة إلى مقتل أكثر من 50 من عناصر التنظيم في الاشتباكات ذاتها والقصف المرافق لها.
ورصد المرصد مقاومة شرسة من قبل التنظيم، في محاولة لصد الهجمات العنيفة لقوات النظام، والتي تسعى من خلالها لطرد التنظيم من آخر المناطق التي لا تزال تحت سيطرته، في شمال وشمال شرقي المدينة، وترافقت الاشتباكات العنيفة مع قصف من الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام، على مناطق في مدينة البوكمال وأطرافها، متسببة في وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وتقلصت المناطق التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد في سوريا هذا العام أمام حملتين عسكريتين مختلفتين.
وكان النظام قد أعلن النصر من قبل على «داعش» في البوكمال هذا الشهر، لكن المتشددين شنوا هجوماً مضاداً عبر خلايا نائمة في المدينة. ويعني طرد التنظيم من البوكمال أن بضع قرى على نهر الفرات ومناطق متناثرة في الصحراء القريبة وجيوباً معزولة في أجزاء أخرى من البلاد، لا تزال خاضعة للدولة التي أعلنها التنظيم في عام 2014.
وذكرت (رويترز) أن أغلب القوات التي قاتلت التنظيم في سوريا والعراق، تتوقع لجوءه إلى العمل السري وتحوله إلى حرب العصابات باستخدام تفجيرات وخلايا نائمة. وقالت أجهزة مخابرات غربية إن التنظيم سيظل أيضاً مصدر إلهام لهجمات على المدنيين في أنحاء العالم.
وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية، وهو تحالف يضم مقاتلين من العرب والأكراد وتدعمه الولايات المتحدة، من طرد التنظيم من أغلب المناطق التي سيطر عليها في شمال البلاد بما في ذلك معقله الرئيسي في الرقة.
وشن الجيش السوري وحلفاؤه هجوماً عبر وسط وشرق سوريا بدعم من القوات الجوية والصواريخ الروسية. وتجنبت الحملتان إلى حد كبير أي مواجهة بينهما عبر اتصالات بين الولايات المتحدة وروسيا. لكن مسؤولين سوريين وإيرانيين قالوا إن دمشق تسعى لاستعادة السيطرة على مناطق في يد قوات سوريا الديمقراطية.
إلى ذلك، لقي القيادي الكبير في فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، خير الله صمدي، مصرعه في مدينة البوكمال شرقي سوريا بالقرب من الحدود السورية العراقية، إثر إصابته بشظية قذيفة هاون.
وقالت «وكالة أنباء فارس»، إن «المستشار خير الله صمدي استُشهد. المدافع عن مراقد أهل البيت». وأضافت أن صمدي الذي يبلغ من العمر 48 عاماً، كان يعمل مستشاراً لقائد فيلق القدس قاسم سليماني، وهو من المتقاعدين في لواء «أنصار المهدي»، وشارك في الحرب العراقية الإيرانية، وهو ثالث شخص يُقتل من محافظة زنجان غرب إيران.
وكان قاسم سليماني قائد فيلق القدس قد زار مدينة البوكمال قبل عدة أيام بعد إعادة تنظيم داعش السيطرة عليها من قوات النظام السوري والميليشيات المتحالفة معه.
في السياق نفسه، وثّق موقع «فرات بوست» مقتل كلٍّ من مهدي موحدنيا، إيراني الجنسية، وحسن إبراهيم زريق ونصري محمد عواضة، من عناصر «حزب الله» اللبناني، نتيجة المعارك الدائرة ضد تنظيم داعش في مدينة البوكمال.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».