قالت الحكومة الليبية إنها فتحت تحقيقا في «العبودية» التي يعتقد أنها تجري قرب العاصمة والتي كشفها تقرير صادم بثته شبكة «سي إن إن» الأميركية الأسبوع الماضي، مما أثار حالة من السخط وتسبب بمظاهرات منددة في باريس.
وأعرب نائب رئيس حكومة الوفاق الليبية أحمد معيتيق في بيان نشر اليوم (الأحد) على صفحة الحكومة على موقع «فيسبوك»، عن «استيائه من التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام حول انتعاش تجارة الرقيق في ضواحي مدينة طرابلس».
وأكد معيتيق أنه «بصدد تكليف لجان مختصة للتحقيق في التقارير المنشورة لضبط المتهمين وتقديمهم للعدالة».
وكان تقرير لشبكة «سي إن إن» أظهر مهاجرين يتم بيعهم بالمزاد في ليبيا، تم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي، أثار تعاطفا كبيرا، واستدعى ردود فعل منددة في أفريقيا والأمم المتحدة.
وفي تسجيل التقط بواسطة هاتف محمول يظهر في التقرير شابان يعرضان للبيع في المزاد للعمل في مزرعة، ليوضح بعدها الصحافي معد التقرير أن الشابين بيعا بمبلغ 1200 دينار ليبي أي 400 دولار لكل منهما.
وتظاهر نحو ألف شخص أمس (السبت)، قرب قوس النصر في باريس ضد ما سموه «العبودية» في ليبيا. ولبى المتظاهرون نداء الكثير من الجمعيات لا سيما تجمع ضد الاستعباد ومعسكرات الاعتقال في ليبيا، تم تأسيسه بعد تقرير «سي إن إن».
وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها بالفرنسية «لا للعبودية في ليبيا»، وكانوا تجمعوا في غرب باريس قرب ساحة «الأتوال» حيث تمركزت قوات الأمن.
وكان رئيس النيجر محمد يوسوفو الذي أعرب الخميس عن «سخطه» على بيع المهاجرين مثل العبيد بالمزاد العلني في ليبيا، قد طلب إدراج هذا الموضوع في جدول أعمال قمة الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، في 29 و30 نوفمبر (تشرين الثاني) في أبيدجان.
وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، أكد مصدر قريب من الرئاسة النيجرية، طالبا التكتم على هويته، أن «يوسوفو الذي أصيب بصدمة قوية، طلب شخصيا من رئيس ساحل العاج الحسن وتارا، إدراج هذا الموضوع في جدول أعمال القمة».
وأكد وزير الخارجية النيجري إبراهيم ياكوبا هذا الطلب على حسابه في «تويتر». وكتب أن «رئيس النيجر... طلب إدراج هذه المسألة في الاجتماع المقبل للاتحاد الأوروبي - الاتحاد الأفريقي في أبيدجان. طلب منا البقاء في حالة استنفار، وعلى اتصال بكل البلدان الأفريقية».
ودعا يوسوفو الخميس السلطات الليبية والمنظمات الدولية، إلى الاستعانة بكل الوسائل لوقف هذه الممارسة التي ترجع إلى عصر آخر نعتقد أنه ولى إلى الأبد».
وجاء في بيان للرئاسة الغينية، أن الرئيس ألفا كوندي «أعرب عن سخطه على الاتجار الحقير بالمهاجرين السائد في هذه اللحظة في ليبيا، ويدين بقوة هذه الممارسة التي ترجع إلى عصر آخر».
وأضاف البيان أن الاتحاد الأفريقي «يدعو بإلحاح السلطات الليبية إلى فتح تحقيق، وتحديد المسؤوليات وإحالة الأشخاص المخالفين إلى القضاء» وإلى «إعادة النظر في شروط احتجاز المهاجرين».
وانتقد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين، الثلاثاء، تدهور ظروف احتجاز المهاجرين في ليبيا، واصفا تعاون الاتحاد الأوروبي مع ليبيا بأنه «لا إنساني».
وفي داكار، أفاد بيان رسمي بأن الحكومة السنغالية «علمت بالصفقة التي أغضبتها كثيرا لبيع مهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء على الأراضي الليبية»، كما جاء في بيان رسمي.
ومنذ الإطاحة بنظام الرئيس معمر القذافي في 2011 شكلت ليبيا معبرا رئيسيا للمهاجرين للوصول إلى أوروبا، عبر رحلات شاقة في الصحراء ومنها عبر القوارب الصغيرة التي يتكدس فيها المئات.
وأغلب المهاجرين الذين يسافرون عبر ليبيا إلى أوروبا يأتون من دول أفريقيا جنوب الصحراء. وكثيرون منهم يفرون من الفقر أو القمع أو الصراعات ويقطعون رحلة الصحراء عبر النيجر أو الجزائر أو السودان.
وأصبح السفر من ليبيا إلى إيطاليا هو الطريق الرئيسية لأوروبا منذ إبرام اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لإغلاق طريق تهريب البشر عبر اليونان العام الماضي.
وعبر أكثر من 600 ألف البحر في زوارق إلى إيطاليا منذ 2014. وتعهدت الدول الأوروبية بعشرات الملايين من اليورو لليبيا والنيجر والدول التي ينطلق منها المهاجرون في محاولة لوقف تدفقهم.
وتراجع انطلاق المهاجرين من ليبيا منذ يوليو (تموز) بسبب تغيرات في نشاط التهريب وزيادة نشاط حرس الحدود الليبي المدعوم من أوروبا.
وتسعى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لفتح مركز لعبور اللاجئين في طرابلس أوائل العام المقبل لإيواء بعض اللاجئين الأكثر عرضة للخطر أثناء انتظارهم الإجلاء أو إعادة التوطين.
وتنفذ المنظمة الدولية للهجرة عمليات ترحيل طوعي للمهاجرين من ليبيا وأعادت أكثر من 10600 إلى ديارهم حتى الآن هذا العام
الحكومة الليبية تحقق في تقارير «العبودية»
مشاهد لبيع مهاجرين قرب طرابلس أثارت حالة من الصدمة والسخط
الحكومة الليبية تحقق في تقارير «العبودية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة