رئيس الجمعية العربية للمشروبات يدعو إلى الاستثمار بقوة في السوق المصرية

قال إن نجاح انتخابات الرئاسة يسهم في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي

جانب من المؤتمر العربي للمشروبات في العاصمة المصرية أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من المؤتمر العربي للمشروبات في العاصمة المصرية أمس («الشرق الأوسط»)
TT

رئيس الجمعية العربية للمشروبات يدعو إلى الاستثمار بقوة في السوق المصرية

جانب من المؤتمر العربي للمشروبات في العاصمة المصرية أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من المؤتمر العربي للمشروبات في العاصمة المصرية أمس («الشرق الأوسط»)

دعا رئيس الجمعية العربية للمشروبات، الشريف منذر الحارثي، للاستثمار بقوة في السوق المصرية، مؤكدا على أن نجاح انتخابات الرئاسة المصرية الأخيرة يسهم في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد. وتعني الجمعية بمستقبل الصناعة والاستثمار في العصائر والمشروبات الغازية والمياه المعدنية والمياه المعبأة ومنتجات الألبان السائلة وغيرها.
ويأتي هذا بينما يستهدف المجلس التصديري للصناعات الغذائية مضاعفة صادرات القطاع للوصول إلى 40 مليار جنيه (الدولار يساوي نحو سبعة جنيهات) خلال عام 2020. وأضاف الحارثي في مؤتمر ومعرض للمشروبات عقد الليلة قبل الماضية بالقاهرة، أن صناعة المشروبات والعصائر في المنطقة العربية تشهد تطورا ونموا كبيرا خلال هذه المرحلة، وأن هناك طلبا متناميا داخل الأسواق العربية على صناعة المشروبات بأنواعها التي يتضمنها هذا القطاع.
وتقول الإحصاءات المصرية إن صادرات قطاع الصناعات الغذائية حققت نحو 20 مليار جنيه، بنهاية العام الماضي، وإن قيمة الصادرات المصرية من عصائر الفاكهة حققت في عام 2013 ما قيمته 665 مليون جنيه. وأعلن الحارثي في حضور عدد من كبار رجال الأعمال المصريين والعرب، عن الترتيبات النهائية لاستضافة مصر لفعاليات المعرض والمؤتمر العربي لصناعة المشروبات والعصائر، الذي سيعقد مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل بمشاركة أكثر من 50 شركة عربية ومصرية.
ودعا الحارثي خلال مؤتمر، الليلة قبل الماضية، المستثمرين السعوديين الدخول إلى السوق المصرية خلال الفترة المقبلة، وضخ مزيد من الاستثمارات في مختلف القطاعات، خاصة في قطاع الصناعات الغذائية الذي يمتلك كثيرا من المميزات والفرص الكبيرة، وذلك بعد نجاح الانتخابات الرئاسية المصرية، التي ستسهم في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي.
ووفقا للإحصاءات الرسمية فإن أهم الأسواق الخارجية المستوردة للعصائر المصرية لعام 2013 تتمثل في السعودية وليبيا والولايات المتحدة الأميركية والمغرب واليمن وفلسطين وأنغولا وغيرها. وشدد الحارثي على أن القطاع حقق نجاحا لم يحققه أي قطاع آخر في الصناعات الغذائية «فهو قطاع يتميز بالتطور المستمر ويرتكز على استخدام أحدث التقنيات والتكنولوجيات ووسائل التصنيع العالمية والاعتماد على الأبحاث العلمية المتطورة، لافتا إلى أن صناعة المشروبات من الصناعات ذات القيمة المضافة التي تعتمد في المقام الأول على المواد الأولية المحلية، هي ذات بعد استراتيجي لما تحققه من قيمة مضافة عالية في الاقتصاديات الوطنية للدول العربية.
وأضاف منذر الحارثي خلال المؤتمر أن العالم العربي اليوم أصبح يمتلك العديد من المصانع العاملة في هذا المجال باستثمارات كبيرة وضخمة وتتميز بإنتاج منتجات عالية الجودة تتفوق عن مثيلاتها العالمية، مؤكدا أن قطاع الأغذية والمشروبات يعد من القطاعات الأسرع نموا في العالم، مطالبا بضرورة إزالة جميع العقبات التي تواجه حركة التجارة البينية العربية، والعمل على تطوير التشريعات والقوانين البنية التحتية وتحسين بيئة الأعمال لتحفيز ونمو وتطوير القطاع الصناعي، وذلك على أسس تكاملية بين البلدان العربية لا سيما في مجال المواصفات والمقاييس والاختبارات المعتمدة والجهات المانحة لمختلف الشهادات، والعمل على تفعيل جميع اللجان العربية لتسهيل عمليات النقل والتجارة وتبادل المنتجات، مما يسهم في تنمية وزيادة حركة التجارة العربية البينية.
وتستهدف جمعية المشروبات العربية حماية صناعة المشروبات في العالم العربي وتعزيز صورتها في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية السريعة التطور، والعمل على الربط بين القطاع الخاص والهيئات الحكومية والتشريعية في جميع الدول العربية، والمساعدة في إزالة كل التحديات والعقبات التي تواجه المستثمرين العاملين في قطاع الصناعات الغذائية لإقامة مشروعاتهم، بالإضافة إلى التنسيق بين الهيئات ومراكز الأبحاث والشركات العالمية للمساعدة في نقل أحدث التقنيات للاستفادة منها داخل الشركات العربية، إلى جانب مساعدة المصانع في تطبيق أفضل وأعلى معايير الجودة العالمية والابتكارات لإنتاج منتجات متميزة ومتطورة تلبي احتياجات الأسواق العربية والعالمية.
ومن جانبه، أشار المهندس محمد شكري رئيس غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات المصرية، إلى أن الغرفة حريصة على دعم وتطوير قطاع الصناعات الغذائية، وذلك بالتعاون مع مختلف الوزارات والهيئات والجهات المعنية.
وقال الدكتور أشرف السيد عضو مجلس إدارة المجلس التصديري للصناعات الغذائية بمصر، إن المجلس يعكف حاليا على تنفيذ استراتيجية شاملة لتنمية وزيادة صادرات قطاع الصناعات الغذائية، وفتح مزيد من الأسواق الخارجية الجديدة أمام المنتجات المصرية خلال المرحلة المقبلة.



«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.