إيطاليا تجفف دموعها بثلاث مواجهات ساخنة بعد صدمة المونديال

نابولي يستضيف ميلان... وديربي مثير بين روما ولاتسيو... ويوفنتوس يحل ضيفاً ثقيلاً على سمبدوريا

TT

إيطاليا تجفف دموعها بثلاث مواجهات ساخنة بعد صدمة المونديال

يعود نجوم المنتخب الإيطالي لكرة القدم إلى أرض الواقع بخوض المرحلة الثالثة عشرة من الدوري المحلي في نهاية الأسبوع الحالي، وذلك بعدما خفت بريقهم مطلعه، بالفشل في التأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ 60 عاما.
وسقطت إيطاليا في فخ التعادل أمام ضيفتها السويد الاثنين في ذهاب الملحق الأوروبي، وعجزت عن تعويض خسارتها صفر - 1 ذهابا في ستوكهولم، وبالتالي ستغيب عن المونديال للمرة الأولى منذ عام 1958 عندما فشلت في التصفيات أيضا. وأدى الخروج الصادم للطليان إلى اعتزال الكثير من الركائز الأساسية في مقدمتها القائد جانلويجي بوفون وزميله في يوفنتوس المدافع أندريا بارزالي وقائد روما دانييلي دي روسي، وهو الثلاثي الذي أحرز اللقب العالمي الرابع في تاريخ إيطاليا عام 2006.
وعاد بوفون وزميلاه بارزالي وجورجو كييليني إلى تدريبات فريقهم يوفنتوس حامل اللقب بعد اعتزاله المؤثر الاثنين عقب عقدين من الزمن مع المنتخب الإيطالي، حيث تنتظر فريق «السيدة العجوز» قمة ساخنة الأحد ضد مضيفه سمبدوريا. وعاد دي روسي بدوره إلى تدريبات روما الذي يستعد لـ«ديربي العاصمة» أمام غريمه التقليدي في العاصمة لاتسيو، في إحدى مباريات القمة الثلاث التي تشهدها المرحلة إلى جانب لقاء نابولي وضيفه ميلان. وقال مهاجم روما المصري الأصل ستيفان الشعراوي: «من الواضح أن أحدا لم يكن يتوقع أن تكون النهاية بهذه الطريقة، لقد كانت خيبة رهيبة ليس فقط بالنسبة لنا، ولكن بالنسبة لجميع الإيطاليين». وأضاف: «أشعر بمرارة كبيرة، ولكن يجب أن ننهض من هذه الكبوة ونحاول العمل من أجل المستقبل».
وبات الآن بإمكان بوفون ورفاقه التركيز على إحراز اللقب السابع تواليا في الدوري وعلى مشواره في مسابقة دوري أبطال أوروبا التي خسر مباراتيها النهائيتين في الأعوام الثلاثة الأخيرة والتي تنتظره فيها قمة نارية الأربعاء المقبل أمام ضيفه برشلونة الإسباني في الجولة الخامسة قبل الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة. ويحتل يوفنتوس وصافة الدوري حاليا برصيد 31 نقطة بفارق نقطة واحدة خلف نابولي المتصدر، وبالفارق ذاته أمام إنترميلان الثالث.
وتنتظر يوفنتوس مباريات حاسمة في المراحل المقبلة، فهو سيحل ضيفا على نابولي في المرحلة الخامسة عشرة في الأول من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، ويستضيف إنترميلان الثالث في 9 منه في المرحلة السادسة عشرة، ثم روما في 23 منه ضمن المرحلة الثامنة عشرة. ولن تكون رحلة رجال المدرب ماسيميليانو أليغري غدا إلى جنوا سهلة كون سمبدوريا يحتل المركز السادس مع مباراة مؤجلة، كما أن فريق «السيدة العجوز» قد يجد نفسه متخلفا بفارق 4 نقاط عن نابولي الذي يفتتح المرحلة اليوم بلقاء ميلان. ويمني يوفنتوس النفس بتحقيق نتيجة إيجابية ترفع معنويات لاعبيه قبل مواجهتهم المرتقبة أمام برشلونة حيث يسعى للثأر من الأخير الذي هزمه بثلاثية نظيفة ذهابا في كامب نو، والاقتراب أكثر من التأهل إلى الدور ثمن النهائي إن لم يكن حجز بطاقته في حال تعثر سبورتينغ لشبونة البرتغالي أمام أولمبياكوس اليوناني.
ويتطلع نابولي ومدربه ماوريتسيو ساري إلى استعادة نغمة الانتصارات عقب التعادل السلبي المخيب أمام المضيف كييفو فيرونا في المرحلة الماضية. ويعول نابولي، الوحيد الذي لم يخسر حتى الآن في «الكالتشيو» إلى جانب إنترميلان، على عاملي الأرض والجمهور لإعادة ميلان إلى سكة النتائج المخيبة. ويواجه ميلان، وتحديدا مدربه فينتشنزو مونتيلا ضغوطا كبيرة هذا الموسم بسبب النتائج المتذبذبة التي يحققها، إذ يحتل المركز السابع برصيد 19 نقطة فقط من 12 مباراة، وهي غلة أقل من طموحات مالكيه الصينيين الذين ضخوا عشرات الملايين من الدولارات في فترة الانتقالات الصيفية لإعادة الفريق المتوج بلقب دوري الأبطال سبع مرات، إلى أمجاده السابقة. وخسر ميلان جميع مبارياته أمام الأندية الكبيرة هذا الموسم فسقط أمام مضيفه لاتسيو 1 - 4 وضيفه يوفنتوس صفر – 2، ومضيفه روما بالنتيجة ذاتها، وجاره إنترميلان 2 - 3.
وسيكون الملعب الأولمبي في روما مسرحا للديربي الناري بين قطبيها، روما ولاتسيو والذي سيكون تحت إجراءات أمنية مشددة، حيث يتوقع أن يتابعه 55 ألف متفرج من المدرجات، ويلقي عليه بظلاله حادث رفع مشجعي لاتسيو صورا للكاتبة اليهودية آن فرانك بقميص غريمهم روما خلال مباراة ضد كالياري، في قضية أثارت ضجة واسعة في إيطاليا. وهو الديربي الـ149 بين الفريقين في الدوري وسيحفل بالندية على غرار الديربيات السابقة التي يحاول فيها كل فريق تكريس هيمنته في العاصمة الإيطالية، والتي تكتسي أهمية كبيرة بغض النظر عن ترتيب الفريقين.
وعلق لاعب روما السابق الفرنسي فانسان كانديلا الذي أمضى 8 مواسم مع الفريق الأحمر وخاض نحو 20 مباراة ديربي، قائلا لوكالة الصحافة الفرنسية: «الحياة تكون أكثر سهولة عندما تفوز بالديربي. لا نكون أبدا في الواقع، بل فوق كوكب آخر. الكل لطيف ورائع ومرحب في كل شيء وفي أي وقت».
ويحتل لاتسيو المركز الرابع بفارق نقطة أمام روما وكلاهما يملك مباراة مؤجلة ويهدفان على الأقل إلى حجز مقعد في مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. ويدخل روما المباراة بعد 4 انتصارات متتالية، ولاتسيو بعد سبعة، وبالتالي فإنه من المتوقع أن يقدم الفريقان مستوى رائعا جدا. ويدين الفريقان بنجاحهما إلى مدربيهما سيموني إينزاغي واوزيبيو دي فرانشيسكو، وقد سبق لهما تذوق طعم ديربيات العاصمة عندما كانا يدافعان عن صفوف فريقيهما كلاعبين. كما أنه الديربي الأول في غياب «الملك» فرانشيسكو توتي أفضل هداف في تاريخ الديربي (11 هدفا) الذي اعتزل اللعب في نهاية الموسم الماضي. ويلعب الأحد أيضا كروتوني مع جنوا، وأودينيزي مع كالياري، وتورينو مع كييفو، وبينيفينتو مع ساسوولو، وسبال مع فيورنتينا، وإنتر ميلان مع أتالانتا. وتختتم المرحلة الاثنين المقبل بلقاء فيرونا مع بولونيا.


مقالات ذات صلة

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة عالمية الألماني هانز فليك مدرب برشلونة (إ.ب.أ)

فليك: تركيز برشلونة ينصب على ليغانيس

قال هانز فليك، مدرب برشلونة، السبت، إن فريقه يوجه كل تركيزه إلى مباراة ليغانيس المقررة الأحد.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

سيميوني: لو نورمان سيحصل على فرصة المشاركة مع أتلتيكو

قال دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، السبت، إن روبن لو نورمان سيحصل على فرصة اللعب لفترات أطول.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية الإسباني لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي (أ.ف.ب)

إنريكي: أقدّم أفضل موسم في مسيرتي

أصر الإسباني لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي، السبت، على أنّ الأرقام تؤكد أنّه يخوض «الموسم الأفضل» في مسيرته.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان يواصل مهاجمة لاعبيه (أ.ف.ب)

فونسيكا: على لاعبي ميلان الارتقاء لمستوى النادي العريق

قال باولو فونسيكا، مدرب ميلان، اليوم (السبت)، إن لاعبي الفريق بحاجة إلى تحسين نهجهم وموقفهم والارتقاء إلى مستوى التاريخ العريق للنادي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».