الحريري: إقامتي في السعودية لإجراء مشاورات حول لبنان

يلتقي الرئيس الفرنسي في باريس اليوم... وموسكو تدعو اللبنانيين إلى الحوار

صور سعد الحريري في بيروت (وكالة الأنباء الأوروبية)
صور سعد الحريري في بيروت (وكالة الأنباء الأوروبية)
TT

الحريري: إقامتي في السعودية لإجراء مشاورات حول لبنان

صور سعد الحريري في بيروت (وكالة الأنباء الأوروبية)
صور سعد الحريري في بيروت (وكالة الأنباء الأوروبية)

أكّد رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري أن إقامته في المملكة العربية السعودية هي من أجل إجراء مشاورات حول مستقبل الوضع في لبنان وعلاقاته بمحيطه العربي، وشدّد في تغريدة له على حسابه في «تويتر»: «إن كل ما يشاع خلاف ذلك من قصص حول إقامتي ومغادرتي أو يتناول وضع عائلتي لا يعدو كونه مجرد شائعات».
وقال عقاب صقر النائب في الكتلة البرلمانية لتيار «المستقبل» الذي يتزعمه رئيس وزراء لبنان المستقيل إن الحريري سيلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس اليوم. وأضاف صقر أنه بعد زيارة الحريري لفرنسا سيقوم الحريري «بجولة عربية صغيرة» قبل العودة لبيروت.
وقال الرئيس الفرنسي ماكرون أمس في مدينة غوتنبيرغ بالسويد إنه سيستقبل الحريري في باريس السبت كرئيس لوزراء لبنان، وإنه يتوقع أن يعود بعد ذلك إلى بيروت «خلال أيام أو أسابيع».
ويأتي لقاؤه المزمع مع ماكرون في باريس السبت والغداء الذي ستحضره عائلته أيضا قبل يوم من اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة لمناقشة الملف الإيراني وإجراءات ضد سلوك طهران في المنطقة.
إلى ذلك، أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثات في موسكو أمس، مع وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، تناولا خلالها الأزمة الحالية في لبنان والوضع في المنطقة بشكل عام.
وأكد لافروف لنظيره اللبناني أن روسيا مهتمة بأن يبقى لبنان «آمناً وتعمل فيه كل مؤسسات السلطة بفعالية»، وأضاف أن «أهم شيء أننا نقف مع أن يقوم اللبنانيون أنفسهم بحل كل المسائل الحادة، دون تدخل، وعبر الحوار ضمن القانون، ومع أخذ مصالح جميع القوى السياسية والطائفية الرئيسية بالحسبان». وقالت بعض المصادر إن باسيل أتى إلى موسكو بحثاً عن مساهمة دبلوماسية روسية لتجاوز أزمة استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على خلفية التدخل الإيراني في شؤون لبنان، إلا أن باسيل نفسه نفى تلك المعلومات، وقال لوكالة «ريا نوفوستي»: «لا. لم نطلب ذلك» من الجانب الروسي.
وعبر باسيل عن أمله في أن يعود الحريري إلى لبنان بعد زيارته المرتقبة إلى باريس، وقال: «من المهم جداً بالنسبة لنا أن يعود إلى لبنان»، وأضاف أن أهم شيء هو عودة رئيس الوزراء إلى لبنان كي يتخذ القرار المناسب في بيروت.
وكان باسيل وصل إلى موسكو في مستهل جولة أوروبية، قال إنه سيزور خلالها باريس ولندن وبروكسل وأنقرة وروما وبرلين، واصفاً أوروبا بأنها «الأقرب إلى لبنان ولها وزن في المنطقة»، أما موسكو فوصفها بأنها العاصمة التي تتصدى للإرهاب وتحقق نتائج إيجابية في ذلك، وعبر عن أمله في أن «تواصل روسيا تعزيز دورها في الشرق الأوسط لإنهاء عملية تشكيل موازين القوى في المنطقة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.