تاريخ قديم لبيان يدعو لفتح الموانئ اليمنية يحرج الأمم المتحدة

مكتب «الأوتشا»: المسألة خطأ مطبعي

سفينة رست في ميناء عدن أمس (سبأ)
سفينة رست في ميناء عدن أمس (سبأ)
TT

تاريخ قديم لبيان يدعو لفتح الموانئ اليمنية يحرج الأمم المتحدة

سفينة رست في ميناء عدن أمس (سبأ)
سفينة رست في ميناء عدن أمس (سبأ)

أصدرت منظمات دولية إغاثية، بمشاركة مع مكتب الشؤون الإنسانية في اليمن (أوتشا)، بياناً يدعو لفتح المرافئ اليمنية.
ورغم أن المنافذ في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية جرى فتحها، إلا أن المنظمات مصرة على فتح ميناء الحديدة.
وظهرت صور في وكالة الأنباء اليمنية اليومين الماضيين، تثبت عمل ميناء عدن، ورست فيه على الأقل ثلاث وسائل بحرية.
ووصلت إلى ميناء عدن أمس، سفينة تحمل قطع غيار ومعدات ووحدات خاصة ببدء المرحلة الثانية من مشروع تطوير وتأهيل محطة الكهرباء التابعة لشركة «مصافي عدن»، الذي يتضمن تركيب المحطة.
وانتقد عاملون في المجال الإنساني البيان الذي وقع عليه بتاريخ 16 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، وهو ما أحرج الأمم المتحدة.
وقال جورج خوري مدير مكتب «أوتشا» في اليمن في اتصال مع «الشرق الأوسط» أمس، إن «المسألة خطأ مطبعي».
ويتهم مسؤولون في الحكومة اليمنية الشرعية، المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، بأنهم لا ينتشرون بشكل جيد في أرجاء اليمن.
ورداً على ذلك، قال المنسق: «أدعو من يتهمنا بعدم وجودنا في مناطق متعددة بأن يزور مكاتبنا في عدن». وقال: «ندير العمليات الإنسانية من خلال 5 مراكز إنسانية، كل مركز يغطي عدداً من المناطق الجغرافية»، وأضاف: «هدفنا أن يكون هناك 6 مراكز، والمركز الوحيد الذي لم يفتح هو مركز المكلا بحيث كانت الظروف الإنسانية غير ملائمة». وعن محاسبة المنظمات الأممية التي تعمل في اليمن، قال خوري إن نسبة الخطأ في العمل لا تتجاوز 1 في المائة، وأضاف: «تقاريرنا تتابع سير المساعدات من لحظة وصولها إلى البلاد وحتى تصل للمستحقين».
أمام ذلك، يقول مستشار وزارة الصحة اليمنية الدكتور محمد السعدي لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا اختلافات متعددة مع المؤسسات الأممية (....) وهم غير موضوعيين في الطرح».
وأضاف السعدي أن مؤسسات أممية أعطت أولوية لصنعاء في مسألة «الإصحاح البيئي»، مع وجود مناطق أكثر حاجة منها، وغالبية زوارها من المرضى والمصابين يأتون من مناطق كانت منذ حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح موبوءة.
وكان براء شيبان الحقوقي اليمني انتقد العمل الأممي المتمثل في «محاولة تقمص دور الحكومة»، وهو «ما اتضحت استحالته» بحسب شيبان.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.