انتهاكات إيران في اليمن على طاولة اجتماع وزراء الخارجية العرب

TT

انتهاكات إيران في اليمن على طاولة اجتماع وزراء الخارجية العرب

قالت وزارة الخارجية اليمنية إن انتهاكات إيران وتدخلها في الشأن الداخلي للبلاد من خلال دعم الميليشيات الحوثية بمختلف أنواع الأسلحة والمال، ستكون حاضرة خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر الأحد المقبل.
ويعرض اليمن أنواع وآليات التدخل التي قامت بها إيران منذ العملية الانقلابية على الحكومة الشرعية، وكيف سعت طيلة العامين الماضين لتأجيج الحرب وتدمير البلاد بشكل مباشر، ضمن استراتيجيتها في إشعال المنطقة العربية وزعزعة الأمن في الدول العربية كافة.
وقال منصور بجاس، وكيل وزارة الخارجية اليمنية، لـ«الشرق الأوسط» إن الوزير عبد الملك المخلافي سيلقي كلمة خلال الاجتماع، تشمل كثيرا من النقاط والمعلومات حول التدخل الإيراني، خصوصاً أن العنصر الأساسي في اجتماع وزراء الخارجية العرب يتمحور حول التدخل الإيراني، وإطلاق صواريخ على عواصم عربية، وعلى الأراضي المقدسة، وما تقوم به إيران في جنوب لبنان.
وأضاف بجاس أن الملف اليمني سيكون من الملفات المطروحة في الاجتماع الوزاري، نتيجة الضرر الكبير الذي حل باليمن إثر التدخل الإيراني الذي أسهم في نشوب الحرب وضياع الدولة والوطن، نتيجة ما تقوم به إيران بدعم غير محدود للميليشيات الحوثية التي فرضت قوة السلاح والحرب في المدن كافة.
وتمر المنطقة العربية، بحسب وكيل الخارجية اليمنية، «بمرحلة فارقة من تاريخها، ولا بد من أن تقف جميع الدول العربية في وجه التدخل الإيراني الذي يعمل على أجندة تطويق المنطقة وزعزعة أمنها واستقرارها، من خلال أدوت النظام الإيراني وأذرعه في عدد من الدول العربية؛ وعلى رأسها (حزب الله) في لبنان، وميليشيات الحوثي في اليمن، إضافة إلى العناصر التخريبية في البحرين».
وطالب بجاس بأن يشهد اجتماع وزراء الخارجية العرب، «وقفة حقيقية في وجه التدخل الإيراني، وكف يد الحرس الثوري وقطع تدخلاته ونزع أدواته التي زرعت في المنطقة العربية».
وحول جمع وثائق عن تدخل إيران، قال بجاس إن حكومة بلاده؛ ممثلة في وزارتي الخارجية وحقوق الإنسان، «تقوم بدور مهم في هذا الجانب، وتعمل على توثيق كل المعلومات بالأدلة والبراهين حول دعم إيران هذه الميليشيات، الذي تجاوز المنطق والمعقول، وترصد الجرائم كافة والأعمال التي قامت بها الميليشيات بإيعاز من إيران».
وأشار إلى أن دولاً عربية كثيرة؛ على رأسها السعودية، «تدعم الحكومة اليمنية في تحركاتها الدولية لتوضيح جميع المخالفات المرتكبة في اليمن والتي تتعارض مع الأنظمة الدولية كافة؛ ومن أبرزها قتل المدنيين، وضرب المدن بالصواريخ التي ترسلها إيران للحوثيين»، لافتاً إلى الدور الكبير لقوات تحالف دعم الشرعية في توثيق معلومات تساعد الحكومة الشرعية على ملاحقة المتورطين في الداخل والخارج.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.