العثماني: حضور «البوليساريو» القمة الأفريقية ـ الأوروبية تشجيع على الانفصال

المغرب وفرنسا يوقعان 17 اتفاقية تعاون

TT

العثماني: حضور «البوليساريو» القمة الأفريقية ـ الأوروبية تشجيع على الانفصال

قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، إن حضور جبهة البوليساريو القمة الأفريقية - الأوروبية، المقرر عقدها بنهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي في أبيدجان (كوت ديفوار)، يشكل تشجيعا على الانفصال.
وأوضح العثماني، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الفرنسي إدوارد فيلب عقب اختتام أشغال «الاجتماع الـ13 الفرنسي - المغربي» رفيع المستوى، أن «القمة مهمة لنا جميعا. لكن حضور هذا الكيان القمة (يقصد الجمهورية الصحراوية) يمثل تشجيعا أوروبيا على الانفصال، ويتعين على المنتظم الدولي محاربته لمنع تفكك الدول الوطنية».
وتشير تقارير إعلامية إلى أن المغرب يقوم بجهود حثيثة لمنع حضور جبهة البوليساريو القمة المرتقبة.
في سياق آخر، كشف العثماني أن المغرب وفرنسا وقعا أمس 17 اتفاقية في المجالات الرقمية والبحرية والموانئ والمتاحف والرياضة والشباب وتدريس اللغة العربية في مؤسسات البعثة الفرنسية، والسياحة والإدارة، بالإضافة إلى التعاون بين الجهات وقطاع التعليم والتشغيل والطاقات المتجددة. وقال إن البلدين أكدا عزمهما على إضفاء زخم جديد على علاقاتهما الاستثنائية.
وأضاف العثماني: «اتفقنا على أن نعطي لشراكتنا مزيدا من الانفتاح والتميز»، مشيرا إلى أنه على ضوء التحديات المشتركة، التي رصدها البلدان، جرى الاتفاق خلال الاجتماع على التركيز على 5 مجالات هي: الشباب والابتكار والهجرة والجهوية واللامركزية، ثم أفريقيا باعتبار التوجهات الجديدة للملك محمد السادس نحو سياسة أفريقية قوية وفاعلة ومتضامنة، ذات بعد تنموي وإنساني.
وقال العثماني أيضا إن الاجتماع شكل فرصة لتعميق الحوار الاستراتيجي بين البلدين، والتنسيق بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية، التي جرى تناولها أمس، مشيرا إلى وجود تحديات أمنية في المنطقة، كالهجرة السرية والإرهاب، «وهي تحديات تحتاج إلى تعاون إقليمي ودولي لمواجهتها انطلاقا من تقارب وجهات نظر البلدين في مجال الأمن والتنمية في المنطقة الأورومتوسطية»، وجدد التأكيد على الطابع الاستراتيجي للشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، لافتا إلى وجود رغبة مشتركة للحفاظ على ركائز هذه الشراكة، وفتح مجالات جديدة للتعاون وتعميق الوضع المتقدم.
من جانبه، قال إدوار فيلب إن فرنسا تدعم السياسة الجديدة للمغرب تجاه أفريقيا، موضحا أن البلدين سيعملان معا من أجل تعزيز الاستثمارات في القارة الأفريقية، وضمان التنمية الاقتصادية في تلك البلدان.
وبشأن محاربة الإرهاب، قال فيلب إن التعاون المغربي - الفرنسي في مجال مكافحة الإرهاب «قوي ومهم... وهناك تنسيق وتبادل للمعلومات بين المصالح المختصة في البلدين، ونحن واعون بأنه علينا محاربة هذا العدو المشترك، لأن المغرب وفرنسا كانا ضحية هجمات إرهابية، الأمر الذي يفرض تعاونا دوليا مشتركا».
في السياق ذاته، جدد المغرب وفرنسا التأكيد على عزمهما تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، خصوصا في سياق التهديد الذي يلقي بظلاله مع عودة المقاتلين الأجانب الإرهابيين من سوريا والعراق. وأكد البلدان في البيان الختامي، الذي توج أشغال «الاجتماع الـ13 رفيع المستوى»، على التزامهما بمواصلة العمل بشكل مشترك لتطوير الجهود الدولية في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله، وأشارا إلى أن مكافحة الإرهاب تشكل أولوية بالنسبة للمغرب وفرنسا.
كما جدد المغرب وفرنسا تأكيدهما على انخراطهما الدائم في محاربة التطرف والعدمية، وأشادا في هذا الصدد بالتنفيذ الفعلي للإعلان المشترك المرتبط بالتعاون المتعلق بتكوين الأئمة الفرنسيين بالمغرب، الذي تم توقيعه في سبتمبر (أيلول) 2015 بحضور قائدي البلدين.
وفي موضوع الهجرة، جدد البلدان التزامهما من أجل حركية دينامية لتدفقات الهجرة، كفيلة بضمان تنقل للمعلومات والأفكار والأشخاص، وتسهم في تعزيز العلاقات الثنائية، خصوصا في أبعادها الثقافية والاقتصادية، وشدد البلدان في هذا الإطار على أهمية تسهيل منح تأشيرات للفاعلين في هذه الحركية، وأكدا على الدور الذي تضطلع به جاليات كل بلد والمقيمة في البلد الشريك، في تعزيز الروابط الإنسانية بين فرنسا والمغرب. كما أبرز البيان الختامي الطابع المتكامل لجهود البلدين في النهوض بسياسة جديدة في مجال الهجرة الجديدة على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في إطار الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي و«مسلسل الرباط».
أما بخصوص الموقف من نزاع الصحراء، فقد جددت فرنسا التأكيد على دعمها مخطط الحكم الذاتي، بصفته قاعدة جدية وذات مصداقية للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم، ومقبول لدى الأطراف.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.