استهداف «إف بي آي» أقليات يثير ضجة

TT

استهداف «إف بي آي» أقليات يثير ضجة

ثارت ضجة وسط سياسيين ومعلقين بعد كشف تقرير أصدره الصيف الماضي مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي) لمواجهة ما سماها المكتب «الهوية السوداء المتطرفة»، مع الإشارة إلى أن المسلمين السود يمكن أن يستهدفوا، بالإضافة إلى استهداف مسلمين غير سود.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس (الخميس)، إن المسلمين السود في الولايات المتحدة يشكلون ربع كل المسلمين الأميركيين، وهم «أكثر فئة أميركية مسلمة»، وإن «المنظمات الإسلامية الأميركية، منذ فترة طويلة، تظل تستهدف من قبل السياسات الحكومية التي تواجه الإرهاب، والتي تواجه التطرف».
وأضافت الصحيفة: «إذا نفذت أهداف التقرير، سيكون المسلمون مستهدفين في الأحياء والجامعات والمعاهد والشوارع، عندما يشتركون أو يعطفون على نشاطات من أجل العدل، وضد عنف الشرطة. ستكون هذه مواجهة مضاعفة لأنهم بالفعل يواجهون تحريات غير عادية من جانب الشرطة. وستكون مواجهة مضاعفة أيضاً لأن الرئيس دونالد ترمب يريد مواجهة ما يراها نشاطات متطرفة في البلاد».
وفي الشهر الماضي، كشفت مجلة «فورين بوليسي» تقرير «إف بي آي» المكون من 12 صفحة، الذي أعده قسم «تحليلات الإرهاب الداخلي»، وكانت فيه أول إشارة إلى «الهوية السوداء المتطرفة»، ورأى التقرير أنها «خطر مصحوب بالعنف، وتزيد العداء ضد الشرطة، وتهدد الأمن».
وأشار التقرير إلى حالات قليلة تدعم هذا القول، منها ما حدث في يوليو (تموز) الماضي في دالاس (ولاية تكساس)، عندما أطلق الأسود مايكل جونسون النار على أكثر من 10 من شرطة المدينة. وقال التقرير عن هذا: «نتوقع زيادة العداء لرجال الشرطة، بسبب اعتقادات بوجود ظلم ضد الأميركيين الأفارقة من جانب الشرطة، وبسبب اعتقادات بعدم معارضة الأميركيين هذا الظلم».
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» تصريحات داريل جونسون، المسؤول السابق في قسم الاستخبارات التابع لوزارة الأمن، قال فيها: «لا أعرف لماذا أسست شرطة (إف بي آي) تعبير (الهوية السوداء المتطرفة)».
وقال مايكل جيرمان، المسؤول السابق في «إف بي آي»: «يريدون فهم النشاطات المتزايدة من جانب السود لمواجهة عنف رجال الشرطة ضد السود. يريدون فهمها باستعمال هذا الوصف، لكن لا يوجد شيء يطابق هذا الوصف»، وأضاف: «باختصار، يخافون من السود».
وفي الأسبوع الماضي، خلال استجواب في الكونغرس، واجهت كارين باس، النائبة السوداء، وزير العدل جيف سيشن، وسألته: «لماذا (الهوية السوداء المتطرفة)، وليست (الهوية البيضاء المتطرفة»؟».
وأشارت إلى تنظيم «كوكلس كلان»، وإلى تنظيمات معادية للسود وللمهاجرين وللمسلمين ولليهود. وأجاب الوزير بأنه لم يقرأ تقرير «إف بي آي»، لكنه تلكأ في تقديم إجابات مباشرة عن سبب تأسيس وصف «الهوية السوداء المتطرفة»، وعن تنفيذ ما جاء في التقرير.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».