دول جوار ليبيا تجدد رفضها للحل العسكري... وتحذر من عودة المقاتلين الأجانب

في اجتماع وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر بالقاهرة

جانب من اجتماع دول جوار ليبيا الذي احتضنته القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من اجتماع دول جوار ليبيا الذي احتضنته القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

دول جوار ليبيا تجدد رفضها للحل العسكري... وتحذر من عودة المقاتلين الأجانب

جانب من اجتماع دول جوار ليبيا الذي احتضنته القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من اجتماع دول جوار ليبيا الذي احتضنته القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)

رفض وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر مجددا الخيار العسكري في ليبيا، مؤكدين دعمهم للجهود الأممية لحل الأزمة الليبية، وإحلال الاستقرار في البلاد التي تضربها الفوضى من عام 2011، وحذروا من «عودة المقاتلين الأجانب من مناطق الصراع».
واجتمع وزراء خارجية مصر والجزائر وتونس، سامح شكري، وعبد القادر مساهل، وخميس الجهيناوي، في القاهرة مساء أمس، وبحثوا تطورات الأوضاع في ليبيا، وسبل دفع العملية السياسية، في ظل «تعثر» مباحثات تعديل اتفاق الصخيرات، وأصدروا إعلانا أطلق عليه «إعلان القاهرة».
كما ثمن الوزراء الثلاثة الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، وحثوا جميع الأطراف السياسية على إبداء المرونة الكافية لاستكمال مباحثات تعديل الاتفاق السياسي، محذرين في السياق ذاته من خطورة استمرار تردي الأوضاع الأمنية في ليبيا، وانعكاسات ذلك على الحياة اليومية للمواطنين. وأكدوا أهمية استمرار ودعم التنسيق الأمني وتبادل المعلومات، وتعزيز التعاون فيما بينهم في مجال مكافحة الإرهاب.
كما جدد الوزراء تأكيد مواقف بلدانهم الثابتة، والمبادئ التي تقود تحركهم المشترك لدعم جهود حل الأزمة الليبية، وعلى رأسها الحفاظ على وحدة واستقرار البلاد وسلامتها، والتمسك بالحوار وبالاتفاق السياسي كأساس وحيد لتسوية الأزمة.
ويعد الاجتماع الثلاثي الأول من نوعه منذ إطلاق المبعوث الأممي لدى ليبيا خطته لحل الأزمة، في ظل تعثر جلسات حوار الفرقاء في تونس. وبهذا الخصوص قال وزير الخارجية المصري إنه اتفق مع نظيريه الجزائري والتونسي على رفض الخيار العسكري في ليبيا، مضيفا أنهم ناقشوا «خطورة التنظيمات الإرهابية وخطورتها على الأمن القومي للدول الثلاث».
وتلا شكري بيانا مشتركا جدد فيه الوزراء دعم جهود سلامة، والتأكيد على مواقف الدول الثلاث دعم وحدة واستقرار ليبيا، وضرورة التمهيد لعقد الانتخابات، وتجنب أي فراغ سياسي لا تستفيد منه سوى «الجماعات الإرهابية».
بدوره قال الجهيناوي، في المؤتمر الصحافي المشترك، إن ليبيا «أصبحت ملجأ عدد من المنظمات الإرهابية»، مشيرا إلى ضرورة التعجيل لإيجاد حل سلمي للأزمة، وأضاف موضحا: «نساعد المبعوث الأممي لدى ليبيا في تنفيذ خريطة الطريق الخاصة بالأزمة الليبية».
من جهته، قال مساهل إن هناك تطابقا في وجهات النظر بين الدول الثلاث فيما يخص الأزمة الليبية، «وقد تبادلنا الآراء بشأن كيفية مساعدة الليبيين للوصول إلى حل نهائي للأزمة». وفي معرض حديثه عن عودة المقاتلين الأجانب، قال مساهل إنه «يجب التنسيق بين بلدان المنطقة للتصدي لخطر عودتهم من مناطق الصراع»، مشيرا إلى أن دول المنطقة «أصبحت في حاجة ضرورية إلى استقرار ليبيا، فمنطقتنا مهددة، ونحن نعيش ما يسمى عودة المقاتلين الأجانب». وبلورت تونس مبادرة مشتركة مع مصر والجزائر في العشرين من فبراير (شباط) الماضي، تضمنت مواصلة السعي الحثيث لتحقيق المصالحة الشاملة في ليبيا دون إقصاء وفي إطار حوار ليبي، وذلك بمساعدة الدول الثلاث وبرعاية الأمم المتحدة، والتمسك بسيادة ليبيا، ووحدتها الترابية، وبالحل السياسي بصفته مخرجا وحيدا للأزمة، على قاعدة الاتفاق السياسي.
وسبق للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي القول إن «المبادرة التونسية تستهدف حل الأزمة الليبية، وترمي إلى مساعدة مختلف الأطراف، وتشجيعها على الحوار من أجل بلوغ الوفاق المنشود».
وكانت الدول الثلاث قد وقعت على بيان تونس من أجل تسوية سياسية شاملة في ليبيا في 20 من فبراير الماضي، بناء على مبادرة تقدم بها الرئيس السبسي، ومنذ ذلك التاريخ عقدت اجتماعين تنسيقيين للتشاور بشأن الجهود المنفردة، التي تقودها كل دولة من أجل دفع التسوية بين الفرقاء السياسيين الليبيين. وعُقد اجتماعان تنسيقيان حتى الآن بين وزراء خارجية البلدان الثلاثة عقب «إعلان تونس»، الأول عقد يومي 5 و6 يونيو (حزيران) الماضي في الجزائر، والثاني في 21 سبتمبر (أيلول) الماضي في نيويورك على هامش اجتماعات الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة الماضية.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.