تعويل لبناني على نتائج زيارة الراعي للرياض... و«الحر» يعتبرمواقفه {غير مريحة»

وزير الخارجية يلتقي البطريرك في روما

TT

تعويل لبناني على نتائج زيارة الراعي للرياض... و«الحر» يعتبرمواقفه {غير مريحة»

عكست الأجواء الإيجابية لزيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى السعودية ارتياحا في لبنان، لا سيما بعد المواقف التي أطلقها من الرياض، المؤكدة اقتناعه بالأسباب التي أدت إلى تقديم رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته، وإن كانت قد أظهرت تباينا في مقاربة الاستقالة بين البطريركية والرئيس اللبناني ميشال عون.
وكان الراعي قد ردّ على سؤال حول عما إذا كان مقتنعا بأسباب استقالة الحريري، بالقول: «أنا مقتنع كل الاقتناع بأسبابها».
وفي حين التقى أمس وزير الخارجية جبران باسيل الراعي في روما التي انتقل إليها بعد الرياض ليطّلع منه على أجواء لقائه مع الحريري، غير أن اللقاء انتهى من دون أن يدلي أي منهما بتصريح.
ووصف القيادي في «التيار الوطني الحر» (المؤيد لرئيس الجمهورية)، ماريو عون، مواقف الراعي من السعودية بـ«غير المريحة سياسيا في الظرف الذي نعيشه اليوم»، موضحا في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «ما قاله البطريرك في السعودية يختلف عما قاله في لقائه الأخير مع الرئيس في بيروت حيث كان هناك توافق بين الطرفين حول استقالة الحريري والوضع في لبنان». وأضاف: «لكن لا بد أن ننتظر عودة الراعي إلى بيروت لتوضيح هذا الموقف وحقيقة الأجواء التي رافقت هذا التصريح».
وكان الحريري واضحا في استقالته وأسبابها المتعلقة بخروج «حزب الله» عن سياسة «النأي بالنفس» وسيطرة إيران على القرار في لبنان.
وتؤكد مصادر «حزب القوات اللبنانية» أن مواقف الراعي تخدم المصلحة اللبنانية في لحظة مصيرية، وهي تشكّل فرصة أساسية للبنان للانطلاق في مرحلة جديدة تؤكد انتماءه إلى محيطه العربي. وتتّفق المصادر مع مدير إذاعة الشرق، المحلل السياسي كمال ريشا الذي كان مرافقا للراعي في زيارته إلى الرياض، حيث يرى أن الزيارة تاريخية وناجحة على كل المستويات شكلا ومضمونا خاصة أنه استقبل بصفته رئيس دولة. وعن التباين بين مواقف الراعي ومواقف الرئاسة اللبنانية، دعا ريشا إلى انتظار عودة الراعي الموجود في روما، إلى لبنان قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «لا بد من التأكيد على أن مواقف البطريرك الذي اجتمع مع الحريري لأكثر من ساعة في لقاء ودي وصريح تعبّر عن قناعته الكاملة».
وتوقّفت مصادر «القوات» في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عند توقيت زيارة الراعي إلى الرياض وأهميتها في مستقبل لبنان الذي يعيش مرحلة مفصلية، وقالت: «هذه الأهمية تكمن في لقاء مرجعيتين كان لهما دور أساسي في اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب اللبنانية وسيكون بالتأكيد لهما الدور الآن في المحافظة على وحدة لبنان وسيادته في وقت تشهد المنطقة اليوم عملية هندسة جديدة لإخراجها من الحرب إلى السلام».
كذلك، اعتبر رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان في تغريدة على «تويتر» أن «ما قبل زيارة البطريرك الراعي إلى المملكة العربية السعودية ليس كما بعدها... عهد جديد من العلاقة بين البلدان والأديان».
من جهتها، قالت مصادر بكركي لـ«وكالة الأنباء المركزية»، إن زيارة الراعي جاءت وكأنها مبرمجة في التوقيت الذي تزامن مع وجود الرئيس الحريري في الرياض، حيث ساهم اللقاء بين الرجلين في الاستفسار عن أسباب الاستقالة، بعد ما أثار الموضوع تداعيات سلبية سياسيا واقتصاديا، لافتة إلى أن الزيارة فتحت آفاقاً جديدة من التعاون والحوار المسيحي -الإسلامي، وبالتالي يجب استثمارها من أجل تفعيل عملية الحوار وثقافة الأديان وحوار الحضارات.
وأوضحت المصادر أن مواقف بكركي قبيل توجه الراعي إلى السعودية أكدت دائما ضرورة اعتماد سياسة النأي بالنفس عن الصراعات في المنطقة وعدم دخول لبنان في سياسة المحاور، وتلاقت مع التوجه الذي شدد عليه الرئيس الحريري في أول مقابلة له بعد تقديم استقالته، ما جعله يفصح عن اقتناعه بموضوع الاستقالة بشكل تام.
وفي حين لفت ريشا إلى الحفاوة التي استقبل بها الراعي في السعودية، أكد أهمية الزيارة وهدفها الأساسي الذي تحقّق وهو تلاقي وحوار الأديان، وهو الأمر الذي يهم الطرفين على حد سواء وسينعكس إيجابا على مختلف الصعد، مضيفا: «الكنيسة المارونية أدركت أنه لا وجود لحلف أقليات في الشرق بل إن المسيحيين والمسلمين يحمون بعضهم البعض ويتعاونون في مواجهة التكفير والإرهاب»، وأكد أن الزيارة التي تعتبر الأولى من نوعها «تأسيسية» وستليها لقاءات ومتابعات تكرس هذا الحوار.
وكان الراعي قد التقى خلال زيارته الرياض يومي الاثنين والثلاثاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، حيث تم استعراض العلاقات بين السعودية ولبنان، وتأكيد أهمية دور مختلف الأديان والثقافات في تعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب وتحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة والعالم.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».