عدن تستقبل طائرة تجارية مع إعادة الفتح التدريجي للمطارات

عملية للجيش اليمني تنهي التهديد الحوثي بقطع إمدادات تعز من الجنوب

يمنيون أمام موقع شهد تفجيراً انتحارياً تسبب في مقتل ستة من رجال الأمن في مدينة عدن أمس (إ.ب.أ)
يمنيون أمام موقع شهد تفجيراً انتحارياً تسبب في مقتل ستة من رجال الأمن في مدينة عدن أمس (إ.ب.أ)
TT

عدن تستقبل طائرة تجارية مع إعادة الفتح التدريجي للمطارات

يمنيون أمام موقع شهد تفجيراً انتحارياً تسبب في مقتل ستة من رجال الأمن في مدينة عدن أمس (إ.ب.أ)
يمنيون أمام موقع شهد تفجيراً انتحارياً تسبب في مقتل ستة من رجال الأمن في مدينة عدن أمس (إ.ب.أ)

أعلنت «الخطوط الجوية اليمنية» أمس، أن رحلة طيران تجارية هبطت في مطار عدن الدولي بعد حصولها على تصريح أمني. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول في الخطوط الجوية اليمنية قوله إن الرحلة أقلعت من القاهرة وهبطت في عدن قبل أن تعود إلى العاصمة المصرية. وأضاف أن الرحلات ستتزايد تدريجياً خلال الأيام القادمة.
وجاء هذا غداة إعلان مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله المعلمي، عزم التحالف من أجل دعم الشرعية في اليمن بدء عملية إعادة فتح تدريجية للمطارات والموانئ في اليمن، وذلك بعد إغلاقها إثر الصاروخ الباليستي الذي أطلقه الحوثيون على الرياض في الآونة الأخيرة. وقال المعلمي إن التحالف سيبدأ فتح الموانئ والمطارات في المناطق المحررة. وتابع المعلمي أن التحالف سيقوم بهذا الإجراء بالتشاور الكامل والاتفاق مع الحكومة اليمنية من أجل السماح بالنقل الآمن للعمل الإنساني والشحنات الإنسانية والتجارية.
في غضون ذلك، أفادت مصادر عسكرية بأن الجيش الوطني اليمني نفذ عملية عسكرية نوعية أنهى بها التهديد الحوثي بقطع خط إمداد تعز من جنوب البلاد. وقال العقيد عبد الباسط البحر، نائب المتحدث باسم محور تعز العسكري، لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات الجيش الوطني نفذت عملية نوعية مكنتها من تطهير موقعي النسيرة والشحوج، آخر المواقع الاستراتيجية في جبال جاشع التي كانت خاضعة لسيطرة الانقلابيين، والتي تأتي ضمن السلسلة الجبلية للصوالحة في مديرية حيفان، جنوب تعز، وبذلك أزالت تهديد الميليشيات بقطع خط إمداد تعز عن طريق هيجة العبد، الشريان الرئيسي الواصل بين تعز والجنوب». وأضاف أن ذلك الانتصار تم بإسناد قوي من طيران التحالف الذي «نفذ عددا من الغارات المركزة والدقيقة».
وبعد سيطرة قوات الجيش على جبال الصوالح في المنطقة، نقلت الميليشيات الانقلابية قتلاها وجرحاها إلى جبال جاشع، ومن ثم هربت من شرق مديرية المقاطرة التابعة لمحافظة لحج، بينما غنم أهالي القرية بطاريات وألواح طاقة شمسية وبطانيات ومواد غذائية تركها الانقلابيون وراءهم، حسبما أفاد المصدر نفسه.
وذكر أن «الجيش شن هجوما على مواقع الانقلابيين في جبال القعوص وعسق والطويلة في المفاليس بمديرية حيفان، وسقط خلال المواجهات سبعة قتلى انقلابيين، وإصابة ما لا يقل عن ستة آخرين، وذلك في الوقت الذي تمكنت فيه القوات من اقتحام مقر قيادة الميليشيات الحوثية في جبهة الخزجة والمفاليس في مدرسة خالد، وسقط فيها قتلى وجرحى». وأكد العقيد البحر «وصول تعزيزات عسكرية قوية إلى الجيش الوطني في جبهات القبيطة والمقاطرة، التابعة لمحافظة لحج، المحاذية لعدد من قرى تعز، وسط تحركات عسكرية وترتيبات واستعدادات لوجيستية تُجرى لبدء عملية عسكرية في جبهات تعز الجنوبية والغربية».
وجاء تقدم الجيش في ريف تعز تزامنا مع أنباء عن شن قوات الجيش هجوما على الميليشيات في قلب جبهة نهم، شرق صنعاء، لاستكمال السيطرة على ما تبقى من منطقة بران، وتمهيدا لتحرير منطقة مسورة، التي تعد الحصن المنيع للميليشيات الانقلابية في مديرية نهم.
وفي محافظة البيضاء، تتواصل المعارك بين الانقلابيين والمقاومة الشعبية في جبهة الزاهر، وسط تقدم المقاومة والسيطرة على مواقع جديدة، وتصعيد الانقلابيين قصفهم على القرى السكنية ومزارع المواطنين، علاوة على إقدامها على تفخيخ قتلاها واستمرارها بقنص المدنيين. وذكر شهود محليون لـ«الشرق الأوسط»، أن «الميليشيات أقدمت على تلغيم جثث قتلاها الذين قتلوا مؤخرا في جبهة آل حميقان، وتركتها ملقاة بمنطقة التماس الفاصلة بين الانقلابيين ومناطق المقاومة في حميقان، حيث انفجرت إحدى الجثث وقتلت اثنين من عناصر المقاومة من آل حميقان، وأصيب آخر، بعد محاولتهم محمل الجثث وتنظيف الأودية منها».
وقال أحمد الحمزي، وهو ناشط سياسي من أبناء محافظة البيضاء، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المقاومة الشعبية استعادت مواقع جديدة في مديرتي الزاهر وذي ناعم بعد مواجهات عنيفة، وهي مواقع مطلة على قرية يفعان وموقع الأريل بمديرية ذي ناعم ومواقع في منطقة الحبج بالزاهر، في الوقت الذي تصدت فيه المقاومة في جبهة الحبج لهجوم عنيف شنته عليهم الميليشيات، وسقط في المواجهات قتلى وجرحى، إضافة إلى وقوع أسير من الانقلابيين في أيدي المقاومة الشعبية، واستعادة أسلحة وذخائر من المواقع المحررة». وأوضح أن «تقدم المقاومة الشعبية والتصدي لمحاولات تسلل الانقلابيين كان بإسناد من طيران التحالف الذي شن غاراته على مواقع الانقلابيين في الجماجم، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفها وتدمير دبابة وعتاد وذخائر». وأكد أن الانقلابيين يواصلون قنص المدنيين من الطرقات وآخرها قنص طفل عمره 9 أعوام، وجرى استهدافه وهو في سيارة والده في منطقة المحصن بمديرية الزاهر بآل حميقان. وقد جرى إسعاف الطفل حيث وصفت حالته بالخطيرة.
إلى ذلك، أجرى نائب الرئيس الفريق الركن علي محسن الأحمر، زيارة إلى مقر دائرة العمليات الحربية في محافظة مأرب، للاطلاع على عمل الدائرة والجهود المبذولة في ترتيب مهامها والتأسيس لبناء عسكري عملياتي تنعكس نتائجه إيجابا على الميدان. وعقد خلال زيارته اجتماعا بقيادة وضباط الدائرة، استمع منهم إلى شروح وتوضيحات لشعب وأقسام الدائرة ومجالاتها المهمة والوظائف المختلفة التي تؤديها ونتائج ذلك على مسرح العمليات القتالية التي تنتشر فيها وحدات الجيش الوطني.
وشدد على «ضرورة مضاعفة الجهود والحرص على التأهيل والاستفادة من خبرات الأشقاء في التحالف وخبرات الأصدقاء»، طبقا لما نقلته عنه وكالة الأنباء اليمنية (سبأ). كما ثمّن دعم قوات التحالف وقيادتها بقيادة المملكة العربية السعودية وما قدموه من دعم عسكري ولوجيستي أسهم في استعادة بناء المؤسسة العسكرية، وفي المقام الأول أسهم في إفشال مشروع الانقلاب المدعوم من إيران. وأكد أيضا «أهمية الدور المحوري الذي تلعبه دائرة العمليات الحربية في التنسيق بين الوحدات العسكرية والتخطيط للتقدم والتمركز والانتشار، وغير ذلك من المهام والمسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتق منتسبي الدائرة».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.