إيطاليا تعيش صدمة الفشل في التأهل للمونديال وصحافتها تراه «نهاية العالم»

اعتزال جماعي لنجوم الجيل الذهبي الفائز بلقب 2006... وخسائر مالية ومعنوية للعبة بالبلاد

لاعبو إيطاليا يعانون من آثار الفشل (إ.ب.أ)
لاعبو إيطاليا يعانون من آثار الفشل (إ.ب.أ)
TT

إيطاليا تعيش صدمة الفشل في التأهل للمونديال وصحافتها تراه «نهاية العالم»

لاعبو إيطاليا يعانون من آثار الفشل (إ.ب.أ)
لاعبو إيطاليا يعانون من آثار الفشل (إ.ب.أ)

لم يفلت أحد من الانتقادات العنيفة؛ سواء كانوا لاعبين أو مدربا أو اتحادا وطنيا، عقب فشل المنتخب الإيطالي في بلوغ مونديال روسيا ليغيب عن كأس العالم للمرة الأولى منذ عام 1958.
وتعادل المنتخب الإيطالي مع ضيفه السويدي سلبا في إياب الملحق الأوروبي ليفشل في بلوغ النهائيات لأنه خسر ذهابا الأسبوع الماضي صفر - 1؛ وهو ما عدّته الصحافة الرياضية الإيطالية أمس أشبه بـ«نهاية العالم» و«إهانة».
وباتت إيطاليا الآن بطلة العالم الوحيدة التي تغيب عن الحدث في روسيا العام المقبل، بينما سيشارك المنتخب السويدي في كأس العالم للمرة الأولى منذ 2006.
وكان من المتوقع أن يتقدم المدرب جيان بييرو فينتورا وكارلوس تافيكيو رئيس اتحاد الكرة الإيطالي الذي قام بتعيينه في 2016، باستقالتيهما، لكن هذه الخطوة تأخرت لحين معرفة ما سيسفر عنه الاجتماع الذي سيعقد اليوم. لكن عدم التأهل سينعكس سلبا على بقية نجوم الجيل الذهبي الذي حصد بطولة العالم في 2006 حيث سيكتب هؤلاء اللاعبون نهاية لمشوارهم الدولي. وقد أعلن بالفعل الحارس جانلويغي بوفون (39 عاما) ولاعب وسط روما دانييلي دي روسي (34 عاما)، وقطب دفاع يوفنتوس آندريا بارزالي (36 عاما)، الاعتزال الدولي عقب اللقاء، بينما لم يتضح ما إذا كان جورجيو كيليني (33 عاما) سيقدم على الخطوة نفسها.
وودع بوفون مرحلة زاخرة مع المنتخب الإيطالي، جعلت منه أحد أفضل حراس المرمى في التاريخ. وبعد 5 مشاركات في المونديال رفع خلالها الكأس عام 2006 في ألمانيا، لم يتمكن حارس يوفنتوس بوفون، من تحقيق ما كرر في الأشهر الماضية من رغبته في الاعتزال دوليا بعد مشاركة سادسة في البطولة الأغلى عالميا لأي لاعب كرة قدم.
وبدلا من أن تنتهي المسيرة تحت أضواء الملاعب الروسية المضيفة لمونديال 2018، وجد بوفون نفسه يكفكف دموعه بعد التعادل السلبي لمنتخب بلاده أمام ضيفه السويدي على ملعب «سان سيرو» في ميلانو.
ووجد بوفون نفسه يتخذ المسار نفسه لاسم إيطالي آخر بارز في حراسة مرمى المنتخب ويوفنتوس هو دينو زوف الذي ودع المسيرة الدولية بعد خسارة أمام السويد.
وقال بوفون، وهو شبه منهار لقناة «راي» الإيطالية: «لا أشعر بالأسى تجاه نفسي؛ بل تجاه الكرة الإيطالية. لقد فشلنا في أمر يعني الكثير على الصعيد الاجتماعي. أنا واثق من وجود مستقبل لكرة القدم الإيطالية، لأننا شعب يملك كبرياء وتصميما، وبعد السقوط نجد دائما وسيلة للنهوض».
والمفارقة أن مسيرة بوفون مع المنتخب الإيطالي انتهت كما بدأت؛ في ملحق مؤهل لنهائيات كأس العالم؛ تحت ثلوج العاصمة الروسية موسكو عام 1997، بعد أن تعرض الحارس السابق للمنتخب جانلوكا باليوكا للإصابة، ودفع مدرب المنتخب في حينها تشيزاري مالديني، باليافع بوفون.
وسأل مالديني بوفون: «هل تشعر بأنك قادر على الحلول بديلا؟»، ولم يخيب الحارس الشاب الآمال؛ لعب، وكان جيدا، كما هي الحال في كل مرة تقريبا.
منذ ذلك العام، لم يغب بوفون عن المنتخب، بدايةً حارسا احتياطيا، لاحقا حارسا أساسيا، وحامل شارة القيادة في ختام مسيرته.
ومثل فشل إيطاليا صدمة في الإعلام والشارع؛ حيث عنونت صحيفة «لا ستامبا» في عددها أمس: «نهاية العالم... وداعا للمونديال»، عادّةً أن ما جرى يمثل «قفزة إلى الخلف».
وأضافت: «هناك ما هو أسوأ في الحياة. لكن في هذا السياق، يصعب هضم ما جرى. إنها قفزة إلى الخلف لـ60 عاما وفي عصر خرجت فيه إيطاليا بشكل قاس مرتين من دور المجموعات»، في إشارة إلى إقصاء المنتخب في 2010 و2014 من الدور الأول للنهائيات.
وعنونت صحيفة «كورييري ديللا سيرا»: «من دون مونديال بعد 60 عاما»، مع صورة للقائد الحارس المخضرم جانلويغي بوفون وهو يبكي.
وكتب ماسيمو غراميليني في الصحيفة: «مونديال من دون إيطاليا، أو بالأحرى إيطاليا من دون مونديال... وداعا أيتها الليالي السحرية، وداعا لمجموعات المتفرجين وفي أيديهم قطعة بيتزا وزجاجة عصير. الوهم أن نعول على شيء ما، على الأقل في كرة القدم».
وكرست صحيفة «لا غازيتا ديللو سبورت» صفحتها الأولى لعنوان عريض هو: «النهاية» مع صورة لبوفون الذي أعلن بعد المباراة اعتزاله اللعب دوليا، بعدما كان يأمل في خوض المونديال السادس له.
من جانبها، جمعت صحيفة «لا ريبوبليكا» عبارات عدة في عنوان واحد: «خسارة الآزوري... المونديال من دون إيطاليا... دموع بوفون: لقد فشلنا».
وعدّت الصحيفة اليسارية أن الخسارة «ستكون لها انعكاسات سلبية ليس فقط على كرة القدم، وإنما أيضا على الناتج المحلي الإجمالي».
وذهبت صحيفة «توتو سبورت» الرياضية التي تصدر في مدينة تورينو، إلى أبعد من ذلك، وكتبت: «إيطاليا لن تذهب إلى المونديال لأنها لا تستحق ذلك. الإهانة لا تطال فقط (جان بييرو) فينتورا الذي لن يكون مدربا للمنتخب بعد الآن، وإنما منظومة كرة القدم».
ورمت صحيفة «كورييري ديللو سبورت» بدورها «الجميع خارجا!» في عنوان كبير على صفحتها الأولى، عادّة أن «فينتورا سيذهب، لكن يجب ألا يكون الوحيد».
وسيطر المنتخب الإيطالي تماما على مجريات اللعب على ملعب «جوزيبي مياتزا» في مواجهة السويد، وشن 14 هجمة، لكن من بينها 6 محاولات فقط على المرمى، اثنتان فقط تسببتا في إزعاج الحارس السويدي روبن أولسن.
ووضح أن المنتخب الإيطالي لم يتعاف منذ هزيمته أمام إسبانيا صفر - 3 في سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث ظهر الفريق بشكل باهت أمام إسرائيل ومقدونيا وألبانيا، حيث سجل 3 أهداف فقط في شباك المنافسين الثلاثة.
وعندما حل المنتخب الإيطالي في وصافة مجموعته بالتصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال، كان الجميع يعلم أن الملحق الفاصل لن يكون بمثابة نزهة.
ولكن رحلة التراجع بدأت منذ التتويج بلقب مونديال 2006؛ حيث فشل الآزوري في بلوغ الأدوار الإقصائية في مونديال 2010 و2014، لكن الفريق ظهر بمستوى أفضل نسبيا في «يورو 2012» قبل أن يتعرض لهزيمة كاسحة على يد إسبانيا صفر - 4، ثم خرج من دور الثمانية لـ«يورو 2016» بخسارته أمام ألمانيا بركلات الترجيح.
وتلقى تافيكيو عبارات الإشادة عقب تعيين أنطونيو كونتي مدربا للمنتخب الوطني في 2014، لكن قليلين من ساندوا قراره بتعيين فينتورا مدربا للفريق في 2016، خصوصا أنه مدرب مخضرم لا يمتلك خبرة مع الأندية الكبرى.
وعلق تافيكيو أمس قائلا: «أصبنا بخيبة أمل كبيرة جراء عدم التأهل. إنه فشل رياضي يستوجب حلولا يشارك فيها الجميع، ولهذا دعوت إلى اجتماع لكل المكونات الفيدرالية (اليوم)، من أجل القيام بتحليل معمق وتقرير خيارات المستقبل».
أما فينتورا فقال: «تقديم الاستقالة لا يتعلق بي وحدي. لست في حالة نفسية تسمح لي بالتصدي لهذه المسألة. سنلتقي، سأقول ما لدي، وسأصغي. كل ما سيخرج (عن الاجتماع) سيتم قبوله».
وفي الوقت الذي باتت فيه هناك دعوة عامة لضرورة تولي مدرب لديه إمكانات فنية هائلة تدريب المنتخب الإيطالي، بدأت وسائل الإعلام تحدد قائمة المرشحين ومن بينهم كارلو أنشيلوتي وروبرتو مانشيني وجوزيه مورينيو. ولكن التعاقد مع مدرب من العيار الثقيل يعني أنه سيحصل على ضعف الراتب السنوي الذي كان يتقاضاه فينتورا والبالغ 3.‏1 مليون يورو (5.‏1 مليون دولار).
كما أن المنتخب الإيطالي خسر 8 ملايين يورو كان سيحصل عليها لو صعد للمونديال، بجانب حوافز مالية أخرى مع تأهله لأدوار متقدمه بالبطولة، كما خسر الفريق 4 ملايين أخرى من الرعاة.


مقالات ذات صلة

رئيس وحدة ترشح السعودية لمونديال 2034 لـ«الشرق الأوسط»: المملكة تعيش لحظات تاريخية

خاص حماد البلوي (الشرق الأوسط)

رئيس وحدة ترشح السعودية لمونديال 2034 لـ«الشرق الأوسط»: المملكة تعيش لحظات تاريخية

أكد حماد البلوي رئيس وحدة ترشح السعودية لمونديال 2034 أن شعوره بالفوز رسمياً بالاستضافة هو شعور أي سعودي يعيش هذا اليوم بكل فخر واعتزاز.

فارس الفزي (الرياض)
رياضة سعودية ياسر المسحل خلال حضوره اجتماع كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (أ.ف.ب)

السعودية تستعرض رؤيتها الطموحة لاستضافة كأس العالم 2034 في كونغرس الفيفا

في كلمة ألقاها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ياسر المسحل، خلال عرض الملف الرسمي لاستضافة المملكة لكأس العالم 2034 في كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة سعودية الفيصل والمسحل خلال «كونغرس فيفا» (أ.ف.ب)

ياسر المسحل: ولي العهد أشرف على ملف السعودية لمونديال 2034 بنفسه

قال ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أشرف على ملف المملكة العربية السعودية لاستضافة مونديال 2034 بنفسه.

فارس الفزي (الرياض)
رياضة عالمية سونز قال إن كرة القدم لا تنتمي فقط إلى الغرب (رويترز)

خبير ألماني: السعودية دولة مهمة في كرة القدم

دافع سيباستيان سونز، الخبير الألماني المتخصص في شؤون الإسلام والسياسة، عن قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الأربعاء بمنح السعودية حق استضافة مونديال 2034.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة سعودية الأمير عبد العزيز بن تركي يحتفل لحظة الإعلان رسمياً عن استضافة السعودية كأس العالم 2034 (وزارة الرياضة)

وزير الرياضة السعودي: نسخة «كأس العالم 2034» ستكون استثنائية

أكد الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، الأربعاء، أن نسخة «كأس العالم 2034» التي ستستضيفها السعودية ستكون استثنائية.

سلطان الصبحي (الرياض)

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.