الجيش الإسرائيلي يعتقل مسؤولاً كبيراً لـ{الجهاد} في الضفة

الفصائل الفلسطينية ترفض انحياز ميلادينوف وتل أبيب تستغل احتمالات المواجهة

جندي إسرائيلي فوق ناقلة جنود مسلحة حيث وضعت قوات الاحتلال في حالة تأهب على الحدود مع غزة (أ.ف.ب)
جندي إسرائيلي فوق ناقلة جنود مسلحة حيث وضعت قوات الاحتلال في حالة تأهب على الحدود مع غزة (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يعتقل مسؤولاً كبيراً لـ{الجهاد} في الضفة

جندي إسرائيلي فوق ناقلة جنود مسلحة حيث وضعت قوات الاحتلال في حالة تأهب على الحدود مع غزة (أ.ف.ب)
جندي إسرائيلي فوق ناقلة جنود مسلحة حيث وضعت قوات الاحتلال في حالة تأهب على الحدود مع غزة (أ.ف.ب)

اعتقل الجيش الإسرائيلي مسؤولا كبيرا في حركة «الجهاد الإسلامي» في الضفة الغربية، بعد يوم من تبادل التهديدات بين إسرائيل والجهاد بشأن مواجهة محتملة في القطاع.
وقال جهاز الأمن العام (الشاباك) إنه تم اعتقال طارق قعدان في بلدة عرابة، الوقعة جنوب غربي مدينة جنين، في شمال الضفة الغربية.
وبحسب مسؤول في الشاباك فقد اعتقل قعدان «لكونه قائدا كبيرا في جناح الضفة الغربية في حركة إرهابية».
واعتقل قعدان مع 13 فلسطينيا آخرين في مداهمات ليلية شنتها إسرائيل في الضفة الغربية.
وجاء الاعتقال بعد اتهامات من إسرائيل لحركة الجهاد بأنها تخطط لهجوم ردا على تفجير أحد أنفاقها الهجومية الشهر الماضي في غزة، ما أودى بحياة 12 من عناصر حركتي الجهاد وحماس.
وحذرت إسرائيل حركة الجهاد برد عنيف على أي مخططات أو محاولات لتنفيذ هجمات.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجهاد برد قاس في حال هاجمت إسرائيل، وقال إن الرد سيكون صارما.
وجاءت تصريحات نتنياهو بعد ساعات قليلة من تهديدات يوآف مردخاي، منسق الأنشطة الحكومية الإسرائيلية عبر فيديو تحدث فيه بالعربية، موجها كلامه إلى قائدي الجهاد، أمينها العام رمضان شلح، ونائبه، زيادة نخالة، وقال لهما إنهما «سيتحملان المسؤولية في حال قامت الجهاد الإسلامي بمهاجمة إسرائيل»، وهو الأمر الذي عدته الجهاد تهديدا مباشرا، وردت عليه بالقول: إنها لن تتنازل عن حقها في الرد، مضيفة، «تهديدات العدو باستهداف قيادة الحركة هي إعلان حرب، سنتصدى له».
وأمس أعاد وزير التعليم الإسرائيلي عضو المجلس الأمني المصغر «الكابنيت»، نفتالي بينت، تهديد الجهاد.
وقال: «رسالتنا واضحة أي شخص في الجانب الغزي يدرك الثمن الباهظ، إن تم الإقدام على تنفيذ عملية ضد إسرائيل».
وفي ظل هذا التصعيد المتبادل، دخل منسق الأمم المتحدة نيكولاي ميلادينوف على الخط، ووصف تهديدات الجهاد ومعها حماس بالمتهورة، وقال إنها قد تؤدي إلى تصعيد خطير.
واستنكرت كل من الجهاد وحماس تصريح ميلادينوف. ووصفتاه بأنه «يكيل بمكيالين ويتغافل عن العدوان والتهديد الصهيوني».
وقال المُتحدث باسم حماس حازم قاسم: «كنا نأمل من السيد ميلادينوف، أن يوجه انتقاده للاحتلال الإسرائيلي الذي تسبب في حالة التوتر».
وأضاف قاسم، «الاحتلال الإسرائيلي هو من بدأ بجولة التصعيد حين هاجم نفق الحرية شرق خانيونس، وتعمد باعترافه قتل من بداخله، ورفض استمرار أعمال البحث عن جثامين الشهداء».
وأكد قاسم حق الفصائل الفلسطينية بالرد على جرائم الاحتلال وفق ما نص عليه القانون الدولي والشرائع السماوية، لافتاً إلى أنه «يجب أن يتوجه الضغط الدولي على الاحتلال الذي يواصل حصار غزة ويرتكب جرائمه بحق أهالي القطاع».
ولا يعرف ما إذا كان لاعتقال قعدان علاقة بمعلومات إسرائيلية حول تحرك للجهاد في الضفة الغربية، أو أنه مجرد اعتقال انتقامي أو في سبيل الضغط على الحركة.
ودانت الجهاد أمس «الاعتقال الجائر بحق القيادي في الحركة طارق قعدان، بعد مداهمة منزله في بلدة عرابة بجنين بالضفة المحتلة»، محملة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامته وصحته.
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الشيخ خضر عدنان: يأتي هذا الاعتقال ضمن موجة الاستهداف والتصعيد الإسرائيلي الأخير ضد حركة الجهاد وضد أبناء شعبنا المرابط، وبعد تهديد رئيس حكومة الاحتلال وما يسمى بـ«منسق أعمال المناطق»، لقيادة الحركة.
وجاء في بيان للحركة، «إن هذا الاعتقال الظالم للقائد قعدان يأتي في موجة الاستهداف والتصعيد الاحتلالي الأخير على حركة الجهاد، وأبناء شعبنا المرابط، وفي ظل التهديدات الإرهابية الصهيونية التي توالت في تصريحات قادة الاحتلال بتصعيد عدواني ضد الشعب الفلسطيني على وضد حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وقيادتها».
وأضاف: «لقد عرف شعبنا قعدان قائداً وطنياً صلباً مقداماً، يدافع عن حقوق شعبه وثوابت قضيته، يتميز بعلاقات وطنية واسعة مع كافة القوى السياسية والوطنية وقياداتها التي عاش فترات الاعتقال الطويلة معها في سجون الاحتلال الظالم، وكان له دور بارز مع الحركة الوطنية الأسيرة، وهو أحد أبطال معارك الإضراب المفتوح عن الطعام».
وطالبت الحركة، المؤسسات والمنظمات القانونية والحقوقية بسرعة التفاعل مع هذا الاعتقال الظالم، خاصة أن قعدان يعاني من بعض الأمراض نتيجة اعتقاله المتكرر والمتعدد.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.