القوات العراقية تهاجم أطراف الفلوجة وتواصل حصارها لحواضن «داعش»

خلافات حول مكان عقد مؤتمر الوحدة الوطنية الذي دعا إليه المالكي

القوات العراقية تهاجم أطراف الفلوجة وتواصل حصارها لحواضن «داعش»
TT

القوات العراقية تهاجم أطراف الفلوجة وتواصل حصارها لحواضن «داعش»

القوات العراقية تهاجم أطراف الفلوجة وتواصل حصارها لحواضن «داعش»

رغم الدعوة التي وجهها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لعقد مؤتمر للوحدة الوطنية في محافظة الأنبار بعد نحو خمسة أشهر من بدء العمليات العسكرية التي استهدف مدينتي الرمادي (100كم غرب بغداد) والفلوجة (56 كم غرب)، واصلت القوات العراقية أمس هجومها على المناطق التي تمثل حواضن لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) هناك.
وقال قائد القوات البرية الفريق علي غيدا إن «القوات الأمنية بدأت بالهجوم على ناحية الصقلاوية من عدة محاور لتطهيرها من عصابات داعش»، من دون إبداء المزيد من التفاصيل. وطبقا لمصدر عسكري هناك فإن «قواتا مشتركة من الشرطة وأبناء العشائر مدعومين بقطعات الجيش طوقت مناطق وقرى في شمال الصقلاوية شرق مدينة الرمادي وتحاصر نحو 50 مسلحا من (داعش) في قرى المحامدة بالناحية». وفيما فرضت القوت الأمنية أول من أمس حظرا للتجوال في مناطق واسعة من الرمادي تحسبا للقيام بعملية عسكرية واسعة هناك، فقد جرى العثور على مقر لقيادة «داعش» في منطقة الأرامل جنوب الرمادي يحتوي على أكداس من الأسلحة والعتاد ورايات التنظيم وأدوية وعبوات مختلفة.
ويأتي استمرار العمليات العسكرية في وقت لم تتبلور فيه بعد الأسس التي سيستند عليها المؤتمر الذي دعا رئيس الوزراء إلى عقده بخصوص أزمة الأنبار. وفي هذا السياق أكد عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الدعوة التي أطلقها المالكي بشأن المؤتمر «إنما هي بناء على مبادرات ودعوات سابقة صدرت من مجلس المحافظة وفعاليات عشائرية وسياسية وقد جرت بلورتها بصيغة أبدت معها الحكومة المركزية موافقتها عليها». وأضاف الفهداوي أن «هذه المبادرات والرؤى المرتبطة بها سبقت الانتخابات وقد كان ينبغي تفعيلها آنذاك، غير أن ظروف الانتخابات أجلت كل شيء بما في ذلك مثل هذا المؤتمر».
وأضاف أن «الخلاف قائم الآن بشأن المكان الذي يمكن أن يعقد فيه المؤتمر، إذ طالب البعض أن يعقد في أربيل أو السليمانية فيما رأى طرف آخر أن المؤتمر يجب أن يعقد في بغداد بوصفها العاصمة، بينما نرى نحن أن الرمادي هي المكان المناسب لمثل هذا المؤتمر».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.