الأندية الإنجليزية تبحث عن الخيار الآمن بالتعاقد مع المدربين المخضرمين

استعانة وستهام بمويز أحدث مثال على تفضيل أصحاب الخبرة على حساب شباب يتطلع للابتكار

وستهام فضل عدم المغامرة وتعاقد مع مويز (رويترز)
وستهام فضل عدم المغامرة وتعاقد مع مويز (رويترز)
TT

الأندية الإنجليزية تبحث عن الخيار الآمن بالتعاقد مع المدربين المخضرمين

وستهام فضل عدم المغامرة وتعاقد مع مويز (رويترز)
وستهام فضل عدم المغامرة وتعاقد مع مويز (رويترز)

جوسيب غوارديولا وجوزيه مورينيو وماوريسيو بوكتينيو وأنطونيو كونتي ويورغن كلوب، هم المديرون الفنيون للأندية التي تحتل المراكز الخمسة الأولى في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. ورغم الاختلاف الواضح بين كل منهم، فإنهم جميعاً حققوا نجاحات كبيرة في عالم التدريب. ويختلف كل منهم عن الآخر من حيث الشخصية والشكل والفلسفة الكروية التي يعتمد عليها، لكن هناك قاسماً مشتركاً بينهم جميعاً، وهو أنهم بدأوا مسيرتهم التدريبية مع أندية تلعب بالدوري الممتاز، وهم في الثلاثينات من عمرهم.
وقد حقق كل منهم نجاحاته بطريقة مختلفة عن الآخرين، لكن بالمقارنة بالمديرين الفنيين الذين يعملون في إنجلترا، فإنهم تولوا تدريب فرق كبيرة وهم في سن صغيرة نسبياً، ما مكنهم من تطبيق أفكارهم والتفاعل مع اللاعبين عن كثب، ويعود السبب في ذلك بصورة جزئية إلى أنهم كانوا في سن صغيرة وقريبة من سن اللاعبين الذين يعملون على تدريبهم. وبعد النجاح الذي حققوه في أماكن أخرى، جاء هؤلاء المديرون الفنيون للعمل في إنجلترا، وأصبحوا بلا شك مصدر إلهام وتحدٍ للمديرين الفنيين الإنجليز الشباب والطموحين مثلي للتعلم وتحسين قدراتهم التدريبية.
انظروا إلى هؤلاء المديرين الفنيين بالمقارنة مع تعيين وستهام يونايتد لديفيد مويز (54 عاماً)، مديراً فنياً للفريق والتقارير التي تشير إلى رغبة إيفرتون في الاستعانة بخدمات سام ألاردايس (63 عاماً)، في منصب المدير الفني الشاغر الآن بالنادي. يعد مويز وألاردايس هما الخطوة المنطقية لهذه الأندية، من حيث الخبرة واللجوء إلى الحل الآمن لمدربين من المتوقع أن يكونا قادرين على قيادة هذين الناديين على البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز والابتعاد عن المخاطر المالية للهبوط لدوري الدرجة الأولى.
وسيكون مبرر هذه الأندية في اللجوء لهذه الخطوة هو أن مويز وألاردايس يعرفان الدوري الإنجليزي الممتاز جيداً، لكن إذا نظرنا إلى المديرين الفنيين للأندية الخمسة الأولى في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز لاكتشفنا أن بوكتينيو هو الوحيد من بينهم الذي كانت لديه خبرة سابقة في الدوري الإنجليزي الممتاز - مع ساوثهامبتون - قبل تعيينه مديراً فنياً لنادي توتنهام هوتسبير، في حين ذهب مورينيو لتشيلسي لأول مرة قادماً من نادي بورتو البرتغالي. وقد سخر النقاد والمحللون من مجلس إدارة نادي ساوثهامبتون عندما تعاقد مع بوكتينيو عام 2013 قادماً من نادي إسبانيول ووضع الثقة في المبادئ الأساسية لكرة القدم التي يعتمد عليها المدير الفني الأرجنتيني.
لم يكن بوكتينيو خياراً آمناً ولا يملك الخبرات الكافية، وإذا نظرنا إلى الوراء أكثر من ذلك، فقد تعرض إسبانيول نفسه لانتقادات عندما تعاقد مع مدير فني ليست له خبرات في العمل مع الفريق الأول لأي نادٍ، رغم أن إسبانيول نادٍ كبير في الدوري الإسباني الممتاز. ومع ذلك، رأى كلا الناديين أن المدير الفني الأرجنتيني هو رجل استثنائي ومختلف، ونحن نعلم جميعاً الآن أن بوكتينيو قد رد الدين لهذين الناديين من خلال تحقيق نتائج رائعة وتقديم عروض قوية.
ومن شبه المؤكد أن نادي برشلونة لو كان فريقاً إنجليزياً - من دون الفلسفة الكروية القوية والهوية الثقافية للنادي - لم يكن ليستعين بخدمات غوارديولا (38 عاماً في ذلك الوقت)، رغم أننا نعلم جميعاً قدراته الرائعة والفلسفة الكروية التي أدخلها إلى لعبة كرة القدم خلال مسيرته التدريبية القصيرة نسبياً.
وعلى مدى سنوات، كنا نسأل عن سبب عدم وجود مديرين فنيين إنجليز مبدعين ولديهم أفكار جديدة في عالم التدريب، ثم تأتي الأندية وتواصل هوايتها في التعاقد مع الدائرة نفسها من المديرين الفنيين من دون المغامرة والبحث عن الشخص المناسب. وبالتالي، أصبحنا نرى الوجوه المرشحة نفسها لأي منصب خالٍ في أي نادٍ بغض النظر عما فعله هؤلاء المديرون الفنيون مع أنديتهم السابقة، ويكون المبرر الوحيد أن لديهم خبرة في العمل في الدوري الإنجليزي!
وفي الحقيقة، فإن السبب وراء ذلك هو الخوف من فقدان المبالغ الضخمة التي تحصل عليها الأندية المشاركة في الدوري الإنجليزي الممتاز في حال هبوطها لدوري الدرجة الأولى، بالإضافة إلى الخوف من السخرية والضغط من جانب وسائل الإعلام التي يكون لديها تأثير متزايد على عمليات صنع القرار داخل مجالس إدارات أندية الدوري الإنجليزي الممتاز.
لقد تحدى ماركو سيلفا الوضع الراهن، وحظي بإشادة كبيرة على العمل الذي قدمه مع هال سيتي وواتفورد، لكن لو نظرنا عن كثب إلى حياته المهنية لاكتشفنا أيضاً أنه قد تولى تدريب نادي استوريل البرتغالي وهو في الرابعة والثلاثين من عمره دون خبرة سابقة. ولذا، فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: كم عدد المديرين الفنيين الإنجليز الذين يحصلون على هذه الفرصة في الدوري الإنجليزي الممتاز أو غيره من الدوريات الأخرى في إنجلترا؟
لقد حصل مويز على فرصة مماثلة عندما تم تعيينه مديراً فنياً لنادي بريستون وهو في سن صغيرة. وبعد اكتساب الخبرة والمصداقية هناك، انتقل لتدريب نادي إيفرتون وقام بعمل رائع في بناء الفريق على مر السنوات. ويسخر البعض من أن الجزء الأكثر نجاحاً في حياة مويز التدريبية كان في بداية حياته المهنية عندما كان صغيراً نسبياً!
وعندما ننظر إلى كثير من اللاعبين الشباب الرائعين الذين يلعبون في الدوري الألماني والمديرين الفنيين الشباب الذين يقفون بجانب خط التماس لتوصيل التعليمات لهؤلاء اللاعبين، لا بد أن تشعر إنجلترا بالقلق من أنها قد بدأت تتخلف بالفعل عن الركب وبدأت تفقد جيلاً كاملاً من المديرين الفنيين الذين يفكرون في كرة القدم الهجومية والحلول الإبداعية.
ويجب أن ندرك أن كرة القدم هي رياضة كبيرة جداً، بحيث لا يمكن أن نصيبها بالشلل بسبب الخوف الذي ينتابنا. وكلما عملنا على خنق هذه اللعبة والبحث عن المديرين الفنيين القادرين على تقديم الأمان أولاً وضمان البقاء، فسوف ينتهي بنا المطاف بوجود 14 أو 15 نادياً بالدوري الإنجليزي الممتاز يرفضون كل فرص التطوير في المستقبل ويفضلون التركيز على البقاء فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز.


مقالات ذات صلة

تحضيرات «خليجي 26»: الكويت تخسر من لبنان ودياً   

رياضة عربية فرحة لاعبي منتخب لبنان بأحد الهدفين في مرمى منتخب الكويت (الشرق الأوسط)

تحضيرات «خليجي 26»: الكويت تخسر من لبنان ودياً   

حقق منتخب لبنان فوزاً مثيراً على نظيره الكويتي 2-1 في المباراة الودية على ملعب «النادي الأهلي القطري»، ضمن استعدادات منتخب الكويت لبطولة «خليجي 26».

صفات سلامة (بيروت)
رياضة عربية الدكتور جورج كلاس وزير الشباب والرياضة اللبناني (الشرق الأوسط)

وزير الرياضة اللبناني: استضافة مونديال 2034 تجسيد للقيم السعودية «الثلاث» 

وجّه وزير الشباب والرياضة اللبناني، الدكتور جورج كلاس، تهنئة حارة إلى السعودية بعد نجاحها في الفوز بحق استضافة وتنظيم بطولة كأس العالم 2034.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة عالمية جود بلينغهام (رويترز)

بلينغهام يعزّز فرص الريال لانتزاع الصدارة من برشلونة

منح تراجع برشلونة متصدر دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم الفرصة لريال مدريد لانتزاع قمة الترتيب؛ إذ ستتاح الفرصة لحامل اللقب لصدارة المسابقة لأول مرة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية مدينة مراكش المغربية ستستضيف حفل توزيع جوائز الأفضل في أفريقيا (كاف)

«كاف» يعلن القوائم النهائية المرشحة لجوائزه لعام 2024

أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، الخميس، القوائم النهائية للمرشحين للحصول على جوائزه لعام 2024.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
رياضة سعودية المسؤولون السعوديون كانوا في قمة السعادة بعد إعلان الاستضافة (إ.ب.أ)

في أي شهر ستقام كأس العالم 2034 بالسعودية؟

حققت المملكة العربية السعودية فوزاً كبيراً وعظيماً في حملتها لجذب الأحداث الرياضية الكبرى إلى البلاد عندما تم تعيينها رسمياً مستضيفاً لكأس العالم 2034، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.