تدهور صحة نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني

مطالبات بعودة برهم صالح «المستقيل» لقيادة الحزب

كوسرت رسول علي
كوسرت رسول علي
TT

تدهور صحة نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني

كوسرت رسول علي
كوسرت رسول علي

تدهورت أمس صحة نائب الأمين العام بالاتحاد الوطني الكردستاني كوسرت رسول علي بصورة مفاجئة، أدخل على أثره إلى العناية المركزة بمدينة فاروق الطبية في السليمانية، وأجريت له عملية جراحية عاجلة قبل نقله إلى خارج العراق لتلقي العلاج.
وتضاربت الأنباء طوال أمس حول أسباب الوعكة الصحية، فبعض المصادر أشارت إلى أنه تعرض إلى جلطة دماغية، وبعض آخر قالوا إنها كانت جلطة قلبية، لكن «الشرق الأوسط» تمكنت من الاتصال بأحد مستشاريه المقربين الذي أكد «أن الوعكة نجمت عن نزف في المعدة وأجريت له العملية الجراحية واستقرت حالته الآن (عصر أمس) وبسبب تلك العملية لم يكن بالإمكان نقله إلى خارج العراق رغم أنه تم تحضير طائرة خاصة لنقله إلى أحد المستشفيات الألمانية، ولكن الأطباء نصحوا بإبقائه عدة أيام تحت العناية المركزة إلى حين تحسن صحته ثم نقله إلى الخارج».
وكان كوسرت رسول علي المولود في قرية (شيواشوك) عام 1952 قد عانى خلال الفترة الأخيرة من مضاعفات وآثار جروح بليغة سابقة أصيب بها جراء تعرضه لقصف الطائرات في عهد الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في جبال كردستان منتصف الثمانينات من القرن الماضي، مما تسبب في حالة من اختلالات عصبية بالوجه صعبت عليه النطق الصحيح من دون مهدئات، ولذلك كان مضطرا إلى السفر للخارج لمتابعة الفحوصات مرتين أو ثلاث في السنة.
ويأتي هذا التطور في أعقاب وفاة الأمين العام للاتحاد الوطني جلال طالباني الذي صادفت أربعينيته أول من أمس وبعد تقديم النائب الثاني للأمين العام برهم صالح استقالته من قيادة وعضوية الحزب، مما سيعرض الحزب إلى فراغ كبير بسبب غياب قيادات الصف الأول للحزب، لا سيما أن المجلس القيادي أصدر قبل عدة أيام قرارا بحل المكتب السياسي أيضا، مما جعل هذا الحزب، الذي يعد القوة الثانية على الساحة السياسية في كردستان، بلا مرجعية قيادية فيما عدا المجلس القيادي المنقسم بدوره على نفسه.
وحول إمكانية عودة برهم صالح لتسلم زمام قيادة الاتحاد الوطني بديلا عن الأمين العام والنائب الأول خلال الفترة المقبلة، قال عضو قيادي في الحزب مفضلا عدم كشف هويته، إن «الحزب بحاجة فعلا إلى عودة الدكتور برهم صالح ليقود الحزب في مثل هذه الظروف الحرجة جدا، حيث إن المكتب السياسي قد حل، والمنصبين الرئيسيين أصبحا فارغين، ولم يعد هناك غير أمل واحد وهو عودة الدكتور برهم والعمل معه من أجل تشكيل هيئة قيادية جديدة بديلة عن المكتب السياسي، والتوجه نحو تثبيت موعد لعقد المؤتمر الحزبي لكي يتم ملء الفراغات وتشكيل مجلس قيادي جديد للحزب». وأضاف أن «أكثرية المجلس القيادي ترحب بعودة الدكتور برهم والمجلس بالأساس لم يوافق على استقالته، لكن في المقابل هناك قيادات فاعلة في الحزب لا ترغب ولا تحبذ فكرة عودته إلى الحزب بعد أن تركه بإرادته وشكل مركزا للقرار مستقلا عن الحزب، وأخيرا لجوؤه لتشكيل التحالف من أجل الديمقراطية وهو حزب خاص به».
من جانبه، نفى ريبوار كريم، أحد المقربين من صالح، في تصريحات، أن يعود الدكتور برهم إلى صفوف الاتحاد الوطني في الظرف الحالي وقال: «رغم شكرنا وتقديرنا لكل أولئك الذين يقدرون دور الدكتور برهم بشكل إيجابي، فإننا نؤكد أنه منشغل حاليا بترتيب وتنظيم صفوف التحالف من أجل الديمقراطية، وخاصة بعد أن تأجلت الانتخابات إلى العام المقبل، فهو ينتهز هذه الفرصة لتنظيم صفوف التحالف داخليا ولا يشغله شيء آخر».
يذكر أن حركة التغيير المعارضة والجماعة الإسلامية أيضا تدفعان باتجاه عودة برهم صالح للاتحاد الوطني لكي يشكلوا لاحقا جبهة أو تحالفا سياسيا قويا تمكنهم من تشكيل حكومة إنقاذ وطني بديلا عن حكومة الإقليم الحالية إلى حين تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية عام 2018.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.