«داعش» يهاجم في البوكمال على الحدود السورية ـ العراقية

عناصر تابعة للنظام السوري في ريف إدلب (أ.ف.ب)
عناصر تابعة للنظام السوري في ريف إدلب (أ.ف.ب)
TT

«داعش» يهاجم في البوكمال على الحدود السورية ـ العراقية

عناصر تابعة للنظام السوري في ريف إدلب (أ.ف.ب)
عناصر تابعة للنظام السوري في ريف إدلب (أ.ف.ب)

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم داعش استعاد السيطرة «شبه الكاملة» على مدينة البوكمال السورية الحدودية مع العراق، التي تشكل آخر معاقله، بعد يومين من إعلان قوات النظام وحلفائها بسط سيطرتهم عليها، وانسحاب عناصر التنظيم المتشدد إلى ريف دير الزور الشرقي.
وقال المرصد إن «داعش» نفذ «الكمين الأكبر» للمسلحين الموالين للنظام، حيث حول البوكمال ككل إلى كمين، فأوهم المسلحين بأنه فر من المدينة بشكل كامل، ليعاود الهجوم ويوقع خسائر بشرية كبيرة في صفوفهم.
وأجبر هذا الكمين القوات السورية وحلفاءها على التراجع إلى أطراف البوكمال الجنوبية والشرقية التي تشهد، بحسب المرصد السوري، معارك عنيفة تترافق مع غارات جوية مكثفة تستهدفها دون أن يتمكن من تحديد هوية الطائرات. وبدا لافتاً عدم تناول وسائل الإعلام التابعة للنظام، كما المقربة منه ومن «حزب الله»، للتطورات في البوكمال.
ورصد المرصد استهداف طائرات حربية، يرجح أنها روسية، لقرية المراشدة الواقعة في ريف مدينة البوكمال، في الريف الشرقي لدير الزور، ما تسبب بوقوع عدد كبير من الجرحى، فيما أفاد عن قصف طائرات مماثلة ليل الجمعة - السبت مخيماً لنازحي البوكمال في منطقة السفافنة بريف المدينة، «ما تسبب بوقوع مجزرة راح ضحيتها 3 أشخاص ونحو 10 جرحى، حيث لا يزال عدد الشهداء قابلاً للازدياد بسبب وجود جرحى بحالات خطرة». كذلك تعرضت منطقة مخيم لنازحي قرية السكرية، في ريف مدينة البوكمال، لقصف بعدد من القذائف الصاروخية، ورجحت مصادر أن يكون مصدر القصف هو قوات الحشد الشعبي العراقي، ليرتفع إلى 823 عدد القتلى الذين قضوا خلال أكثر من شهرين من تصعيد القصف على محافظة دير الزور.
من جهته، نفى تنظيم داعش سيطرة قوات النظام والميليشيات المساندة لها على مدينة البوكمال، جنوب دير الزور، من خلال تسجيل مصور نشرته وكالة «أعماق» التابعة له.
وأظهر التسجيل مواجهات عسكرية على أطراف البوكمال، فيما قال التنظيم إن قوات الأسد تفشل لليوم الثالث في اقتحام البوكمال، وأضاف أنها فشلت رغم كثافة القصف الجوي الروسي والسوري، إلى جانب القصف المدفعي المكثف، وسط خسائر «كبيرة» له، بينها ناقلات جند ومدرعات وجرافات عسكرية.
وبالتوازي مع معارك البوكمال، تواصلت المواجهات بين «داعش» و«قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة أميركياً، شرق نهر الفرات، بالريف الشرقي لدير الزور، بحيث أفاد المرصد بـ«استمرار الاشتباكات العنيفة بين الطرفين على محاور في محيط ناحية البصيرة ذات الأهمية الاستراتيجية، التي تعد أحد المراكز المهمة التي لا يزال (داعش) يسيطر عليها في الأراضي السورية». وأشار إلى أن قوات عملية «عاصفة الجزيرة» تسعى إلى تقليص نطاق سيطرة التنظيم في الضفاف الشرقية لنهر الفرات، بالريف الشرقي لدير الزور، وإنهاء وجوده في المنطقة.
وفي وقت لاحق، قال المرصد إن «قسد» تمكنت من فرض سيطرتها على قرية أبريهة القريبة من ناحية البصيرة، وجاءت السيطرة بعد قتال عنيف أجبرت فيه التنظيم على الانسحاب من المنطقة، وسط معلومات عن خسائر بشرية مؤكدة في صفوف الطرفين، جراء القصف المتبادل والاشتباكات بينهما.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.